بقلم : عبد المنعم سعيد
لم يكن هناك وقت يماثل الوقت الذى نعيش فيه ساعة افتتاح «المتحف المصرى الكبير» حيث السلام يجوب بين أركانه معبرا عن المصريين منذ نشأة وجودهم قبل 7000 عام. الدولة التى قدمت أول ثورة زراعية فى التاريخ لم تكن خالية من الحروب، فلم تنج من طمع الآخرين فيها وخروجها من حدودها لكى تمنع أذاهم مبكرا؛ ولكنها فى النهاية تعرف أن النماء لا يحدث إلا فى مناخ من الاستقرار فى الدول القريبة والتعاون معها لكى يعم الرخاء الجميع. كانت مصر أول دولة توقع فى عهد رمسيس الثانى العظيم أول معاهدة سلام عرفها التاريخ. قصة السلام المصرية المعاصرة جرى قصها فى مجالات أخرى؛ ولكن القاعدة التى سارت عليها مصر خلال السنوات العشر الأخيرة أن السلام يعنى البناء والتنمية. وإذا كان على مصر أن تحارب الإرهاب فإنها سوف تحاربه بذراع وتستمر فى التنمية بذراع أخرى؛ وكذلك فعلت عندما هاجمها الوباء كما هاجم العالم، حيث خرجت من الأزمة الصحية رافعة أعلاما خفاقة، لم يتوقف فيها العمل فى جميع المشروعات المصرية.
حرب غزة الخامسة ظلت تهديدا مباشرا لمصر بما أثارته من تعريض عمليتها التنموية للخطر الناجم أولا عن نفخ النار فى القوى الراديكالية الفلسطينية والعربية التى لا تريد لا استقرار ولا تنمية ولا رخاء والتى من خلال «الحوثيون» تسببت فى تضرر قناة السويس وتعريض مدينتى «دهب ونويبع» للضرر من صواريخ ساقطة؛ ولا يقل عن ذلك محاولة استدراج مصر إلى الحرب. وثانيا الخطاب الذى وجهه قائد حماس «خليل الحية» إلى الشعب والجيش والقيادة المصرية من أجل مساهمات يقدرها هو وتنظيمه فى الحرب. وثالثا أن استمرار «حماس» فى محاولاتها لإفساد عمليات السلام كلها بما فيها الجولة الحالية المتجسدة فى مبادرة الرئيس ترامب يأخذ القضية الفلسطينية كلها فى قطاع غزة والضفة الغربية إلى ساحة التهجير الفلسطينى الذى أوقفته مصر.