بقلم: أسامة الرنتيسي
مارسنا نهاية الأسبوع الماضي عمليًا شعارًا رفعته جمعية الحوار الديمقراطي الوطني وقبطانها محمد داودية “اعرف وطنك أكثر تحبه أكثر” فنظمنا رحلة إلى البترا والعقبة بدعم من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة وتنظيم “سحر الطبيعة” ومندوبتها نور الصيرفي، كانت من أجمل الرحلات التي نطوف بها بلادنا في اختيار الأماكن بجوها البديع.
فرحنا في البترا بعودة العافية لسياحة المدينة الوردية وطموحات المشتغلين في السياحة أن تكون الأشهر المقبلة أكثر حضورا وتميزا سياحيا، وفي العقبة سهرنا ليلة بديعة في شاليهات ومنتجعات مديرية الأمن العام التي في غاية الجمال والأناقة والتميز مع استضافة كريمة لافتة بتنسيق من الباشا الدكتور أحمد الطهاروة الذي يَسّر الزيارة.
في العقبة أمضينا ساعتين في ضيافة البحرية الملكية وضباطها الكرام استمعنا إلى شرح موسع من العقيد الفذ ضرار الهواملة عن التطور اللافت الذي حصل في البحرية الملكية وكيف وصلت إلى أعلى مراتب التميز على المستوى العربي والإقليمي، كما استمعتنا بجولة بحرية في قوارب البحرية الملكية وترحيب لطيف من ضباطها وكادرها عالي الكفاءة.
ونحن عائدون من العقبة قرأت مقالا للزميل نضال المجالي ابن العقبة الخبير في النقل والسياحة منشور في صحيفة “الغد” بعنوان تخفيض موازنة هيئة تنشيط السياحة.. ما المبرر؟ فحزنت على أحوال بلادنا كيف نكسر سيقاننا ونريد بعد ذلك المشاركة في سباقات الجري، فهل من المعقول أن يتم تخفيض موازنة الهيئة التي تجلب السياح لبلادنا وبعد ذلك نريد ان ننافس دول الحوار من حولنا التي تخصص مئات الملايين لجلب السياح.
لقد تأخرنا كثيرا في الوصول الى مصاف الدول المستثمرة في السياحة، باعتبارها صناعة تدر دخلا كبيرا على البلاد، فقد سبقتنا دول لا تمتلك مقومات سياحية، وأمنية مثلنا، ومواقع غير موجودة لديهم كالبحر الميت والبترا والمغطس، ومع هذا لا نزال ممرا للسياحة، برغم أننا نملك 533 فنـــدقا، تشغل 15736 موظفا، ويبلغ عدد المطاعم السياحية 970 مطعما يعمل فيها 19450 مستخدما. ويتشابك قطاع الفنادق وحده مع 58 نشاطا اقتصاديا، لتزويده بمستلزمات الانتاج السلعية والخدمية اللازمة.
تحتاج السياحة إلى موازنات ضخمة للترويج لها، فنحن لسنا أقل أهمية في الجانب السياحي من مصر التي تخصص مئات الملايين من الدولارات لجذب السياح، الى مواقعها الآثارية، بينما نخصص نحن أرقاما لا تذكر في المنافسة السياحية.
لفت نظري ونحن نغادر العقبة “عروس البحر الأحمر” مركز الجمارك خارج المدينة الذي يفتش المغادرين ويطلب تنزيل الشنط من الباصات، فسألت خبراء العقبة ماذا بقي في العقبة حتى يهربه الزوار، فصناديق الموز ومكسرات الشعب والسجائر أصبح سعرها في عمان أرخص من العقبة، ولا يوجد أشياء ثمينة في العقبة يمكن شراؤها وتهريبها إلى عمان أو المدن الأردنية الأخرى، فعلى ماذا يفتش الإخوان في الجمارك؟!
الدايم الله…