هاجمت أوساط سياسية وإعلامية في إسرائيل، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد قيامه بإشراك متابعي صفحته في إحدى الشبكات الاجتماعية الذين يتجاوز عددهم 5 ملايين متابع، في قراءة مقال نُشر في مجلة «جيكوبين»؛ لأن المقال يشتمل على مواد تتهم غريمه رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، بتلقي دعم من الملياردير الأميركي جيفري إبستين الذي اشتهر أخيراً بسبب التحقيقات القضائية ضده، حول إدارة شبكات عنف جنسي واستغلال جنسي لقُصر.
وشارك في الحملة ضد نتنياهو عدد من نشطاء اليمين، ومن بينهم صحيفة «يسرائيل هيوم» التي تُعتبر بوقاً إعلامياً له. وتساءل بعض المعلقين إن كان ملائماً أن يتسرع رئيس الوزراء في الترويج لوسيلة إعلامية معروفة بعدائها لإسرائيل.
وانتبه فريق المجلة لدور نتنياهو في ترويج قصتها، فذكَّره أحد محرريها بأنهم هم أيضاً من وصفوا حربه في غزة بأنها «من أكبر جرائم الحروب في التاريخ الإنساني».
وإبستين الذي انتحر عام 2019 في زنزانته بنيويوك، كان مقرباً من عدد من الساسة الأميركيين -ومنهم دونالد ترمب- ونجوم السينما والفنون. وتُجري السلطات الأميركية تحقيقاتٍ حول الجرائم التي شارك فيها عدد من الشخصيات، ومؤخراً أفرج عن عدد منهم.
وتُعدُّ مجلة «جيكوبين» منصة يسارية أميركية، تنتقد سياسات اليمين في الولايات المتحدة، وتوجّه انتقادات لاذعة إلى إسرائيل واللوبي الإسرائيلي (إيباك)؛ وتدعو إلى حجب الأسلحة والمساعدات الأميركية عن إسرائيل، بسبب ممارساتها في غزة.
وفي عددها الأخير نشرت المجلة تحقيقاً عن العلاقة بين إبستين وقادة سياسيين في إسرائيل، وزعمت أنه لم يقتصر على التمويل فحسب؛ بل كان عنصراً حاسماً في عودة إيهود باراك إلى الساحة السياسية، وإدارة معركة تستهدف إسقاط نتنياهو.
بعد نشر المقال، يوم الجمعة الماضي، شارك نتنياهو متابعي صفحته رابط المقال، إذ رآه مادة مهمة ضد منافسيه في إسرائيل، وعلى رأسهم باراك. وبدا واضحاً أن نتنياهو قصد به شفاء غليله من باراك، بسبب حملته الشرسة ضده، ودعوته إلى العصيان المدني. ومارس وزراء آخرون في حكومته تصرفاً مشابهاً، وبفضل مشاركة نتنياهو حظي المقال بأربعة ملايين قارئ خلال يوم واحد.
وأثارت خطوة نتنياهو ردود فعل واسعة ضده في إسرائيل، حتى داخل حزبه وفي صفوف معسكره اليميني. فالمقال نفسه يدَّعي أن إبستين كان عميلاً لـ«الموساد». ومجلة «جيكوبين» معروفة أصلاً بمعاداتها لإسرائيل؛ وهي إحدى وسائل الإعلام الأميركية اليسارية التي تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة.
وغضب أنصار نتنياهو؛ خصوصاً لأن كاتب المقال علَّق على مشاركة رئيس الوزراء بقوله: «في الوقت الذي كنتَ فيه، يا سيد نتنياهو، تقرأ مجلتنا ما بين ارتكاب جريمة حرب وأخرى، ربما يثير اهتمامك المقال الذي نشرناه للكاتب نفسه قبل أسبوع».
وأرفق الكاتب رابط المقال السابق بعنوان: «حرب إسرائيل في غزة واحدة من أكبر جرائم الحروب في التاريخ الإنساني»، ووصف فيه إسرائيل بأنها دولة استعمارية تدير نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين.
وعلقت الكاتبة السياسية ميغان كيلي على مشاركة نتنياهو لمقال «جيكوبين» قائلة: «في حينه، اعتبر الحديث عن انتماء إبستين لـ(الموساد) فرية معادية للسامية؛ فهل نفهم أن نتنياهو يبرئها الآن؟».
ونقلت وسائل إعلام عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، نفتالي بنيت، قوله عن تصرف نتنياهو: «في سبيل إشباع غريزة الانتقام وكراهية إيهود باراك، سمح نتنياهو لنفسه بأن يمنح شرعية عالمية لهذه المجلة المعادية لإسرائيل. هذا دليل آخر على أن لدينا رئيس حكومة من دون ضوابط؛ مصلحته الشخصية تعميه عن رؤية مصالح إسرائيل».
وقال يائير جولان، رئيس حزب «الديمقراطيين اليساريين»: «هذه فضيحة سياسية وأخلاقية ستلحق ضرراً هائلاً بإسرائيل في العالم، وبشكل خاص في أميركا».
قد يهمك أيضــــــــــــــا
نتنياهو يتمسك برفض الدولة الفلسطينية حتى مقابل التطبيع مع السعودية
زيارة نتنياهو للجولان رسالة للشرع وترامب وأردوغان تتضمن ان الجيش الإسرائيلي سيبقى في المنطقة العازلة
أرسل تعليقك