الجزائر- العرب اليوم
تساقطت ثلوج كثيفة على المرتفعات في الجزائر التي تحولت إلى قبلة السياح من الداخل والخارج، ما أنعش الحركة الاقتصادية في ذات المناطق، وأعاد السياحة الجبلية والثلجية إلى الواجهة بعد كساد دام سنوات بفعل الجفاف.
وعاشت عدة ولايات جزائرية نهاية الأسبوع وبداية الأسبوع الجاري، انخفاضاً في درجات الحرارة إلى ما دون العشر درجات، خاصة في المرتفعات، مع تساقط كثيف للثلوج في الجبال الشهيرة، على غرار الشريعة في ولاية البليدة (جنوب العاصمة الجزائر)، وكل من تيكجدة بالبويرة، وسيرايدي بعنابة، والهضاب العليا في سطيف وباتنة شرق ووسط الجزائر.
ودفع ذلك الوكالات السياحية إلى تنظيم رحلات إلى تلك المناطق، خاصة أن تساقط الثلوج تزامن مع عطلة نهاية الأسبوع في الجزائر، الجمعة والسبت، مع عروض تصل إلى إمكانية قضاء ليالٍ في فنادق أو حتى بيوت مجهزة.
عن ذلك أوضح المختص في قطاع السياحة والبيئة رابح عليلش قائلاً: "من بين مميزات الجزائر، تربعها على مساحة تزيد عن المليونين و300 ألف متر مربع، حيث تعتبر الأكبر في أفريقيا، بتنوع في مقوماتها السياحية، من تلك الصحراوية إلى الجبلية إلى الهضاب العليا، ومما يزيد من ذلك التنوع هو تنوع الفصول، حيث إن لفصلي الخريف والشتاء وجهات سياحية يحبذها الجزائريون".
وأضاف المتحدث في تصريحه له: "طبعا، أغلب الجزائريين يفضلون التنقل بوسائلهم الخاصة إلى الجبال للتمتع بالثلوج المتساقطة في فصل الشتاء، غير أننا ننظم أيضاً رحلات سواء للذين لا يملكون إمكانيات للتنقل أو للذين يستكشفون المنطقة لأول مرة، علما أن هناك مسارا يجب ألا يحيد عنه السياح حتى لا يتيهوا في الجبال أو يتعرضوا لحوادث انزلاقات أو غيرها، وبالتالي فإن المرافقة خاصة بالنسبة لمن يزور تلك المناطق لأول مرة تكون ضرورية".
وحسب عليلش: "تكثر طلبات الجزائريين على تنظيم رحلات إلى الجبال خلال هذه الفترة، والملاحظ خلال السنة الجارية أن الكثيرين يطلبون استكشاف مناطق ثلجية لم يسبق أن زاروها".
بدوره، أوضح الخبير الاقتصادي بلقاسم حداد، في تصريحه قائلا:" إن تنوع المناطق السياحية في أي بلد، سيجعله قبلة للسياح، سواء من الداخل أو الخارج، وهذا طبعاً مرهون بمدى استغلال تلك المناطق، من حيث توفير المرافق والتهيئة المحيطة به لتجعله فعلا وجهة سياحية تلقى قبولا".
وأضاف المتحدث في تصريحه : "سواء تعلق الأمر بالسياحة الداخلية أو الخارجية، فإن زيارة تلك الأماكن تتيح انتعاشها اقتصاديا، من حيث رفع الحركة الاقتصادية على مستواها، من فنادق ومنتجعات ومحلات ونقل وغيرها، وهو ما يجب الاهتمام به من طرف السلطات المحلية، وإتاحة المجال للمستثمرين الخواص من أجل رفع عدد السياح على مستواها".
يشار إلى أن الثلوج المتساقطة على ولايات الوسط والشرق على المرتفعات التي يزيد علوها عن 800 متر بالمناطق الجبلية الشمالية والغربية لولاية ميلة، تسببت في غلق العديد من الطرق الوطنية والولائية والمسالك الجبلية، ما دفع السلطات الأمنية والمحلية إلى التدخل لفتح الطرقات، وتنبيه المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر في تنقلاتهم من وإلى المناطق الجبلية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
صيف 2024 يسجل أكثر من ستين ألف ضحية للحر في أوروبا
عاصفة "آدم" القطبية تضرب لبنان بانخفاض حاد في درجات الحرارة وتساقط الثلوج
أرسل تعليقك