بقلم:حبيبة محمدي
ونحن نتشمَّمُ عَبَقَ شهرِ نوفمبر المجيد، ونحتفى بذكرى ثورةِ نوفمبر الخالدة ١٩٥٤، والتى سطَّرَ بها الشعبُ الجزائرى العظيمُ، أروعَ الصفحاتِ من تاريخِ نضالِه ضد الاستعمار الفرنسى الغاشمِ الذى جَثمَ على صدرِه طِوال قرنٍ ونصفِ القرنِ من الزمانِ، لأنَّه لم يكنْ مجرّدَ فرضَ حمايةٍ أو احتلالًا مؤقتا، بل كان استعمارًا واقعيًّا ميدانيا، ومحاولةً لطمسِ الهوّيةِ العربيةِ للجزائرِ، والقضاءِ على مقوّماتِها الوطنيةِ والعربية، لذلك كان ردُّ الشعبِ الجزائريّ قوّيًا، وهو أنَّه قامَ بأعظمِ ثورةٍ فى العالَمِ، قدمَ فيها الدمَ، فداءً للوطنِ وثمنًا للحريةِ، نعم لقد قدمَ الشعبُ الجزائريُّ العظيمُ، مليونَ ونصفَ مليونِ شهيدٍ! وربّما أكثرَ من ذلك بكثيرٍ!
كلّ ذلك من أجلِ تحقيقِ استقلاله واسترجاعِ سيادتِه وحريتِه وكرامةِ أرضِه.
وللجزائر، رجالٌ أبطالٌ ومناضلون ومجاهدون ووطنيّون مخلصون، أحفادُ «العربى بن مهيدى»، نقول عنهم الأحرارَ، وللجزائرِ أيضا نساءٌ حرائرُ، هُنّ من سُلالةِ «جميلة بوحيرد»!.
ولجزائرِ اليومِ رجالٌ فى السياسةِ والفكرِ والثقافةِ وفى الاقتصاد والتنميةِ، وغيرها..
البروفيسور «بَشِير ْ مْصِيطْفَى» واحدٌ مِن هؤلاء!
هو خبيرٌ اقتصادىٌ جزائرىّ وأستاذٌ محاضر متخصّص فى الاقتصاد، وسبقَ له أن شغلَ منصبَ الوزيرِ المنتدبِ المُكلّف بالإحصائياتِ والاستشرافِ.
له كتبٌ ومؤلَفات كثيرةٌ، وهى فى مجالِ الاقتصاد والتنميةِ والاستشراف، منها على سبيلِ المثالِ لا الحصر:
«صناعةُ الغد »، «الجزائر ٢٠٣٠- رؤية استشرافية-»، «الإصلاحاتُ التى نريد- مقالاتٌ فى الاقتصادِ الجزائرى». وغيرُها الكثير من المؤلَفات.
كتاباتُه تتسّمُ بالتحليلِ العميق والرؤيةِ الاستشرافية الثاقبة، فهو قارئٌ جيّدٌ للأوضاعِ الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية.
يجمعُ «مْصِيطْفى» بين المثقفِ الواعى والسياسى الملتزمِ والكاتبِ العارفِ، والقارئُ له، يستحضرُ المفكرَ الجزائرى الكبيرَ «مالك بن نبىّ»، الذى كان يدعو إلى نهضةِ المجتمعِ وحضارةِ الأُمَّة.
وها هو اليوم البروفيسور «بشير مصيطفى» يحققُّ مشروعَه النهضوى والمتمثِّل فى «مؤسسة صناعة الغد الجزائرية»، التى تحوّلتْ من فكرةٍ إلى مشروعٍ قائمٍ ذى هياكل، يضمُّ جواهرَ الوطنِ من رجالٍ ونساء، ليصنعَ منهم غدَ الجزائر والأُمّة.
ولأنَّه يحلمُ بالوحدةِ العربيةِ، مثلنا جميعًا، سعى إلى فتحِ آفاقٍ فى المشرقِ العربى، ودُرَّتُه مِصرُ!، وقد شرفنّى باختيارى لهذا المنصبِ «الشرَفى»، وهو «سفيرةُ صناعةِ الغدِ» فى جمهوريةِ مِصرَ العربية، وقد لبيتُ النداءَ طوعًا من أجلِ وطنى الغالى الأُمّ «الجزائر» ووطنى الثانى «مِصر» العزيزة.
خدمةً لوحدتِنا العربيةِ التى ننشدُ دائمًا!