الخرطوم -العرب اليوم
قدّم قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان روايته لأسباب اندلاع الحرب في بلاده، مجدداً اتهاماته لقوات الدعم السريع بالمسؤولية عن تفجير الصراع وإشعال المواجهات المسلحة. وفي مقال مطوّل نشره في إحدى الصحف الأميركية، أكد أن جذور الأزمة واضحة، على حد قوله، وأن ما جرى كان نتيجة "تمرد ميليشيا مسلحة طويلة السجل في الانتهاكات" على مؤسسات الدولة.
وأشار البرهان إلى أن تقارير أممية وجهات مختصة وثّقت، بحسب وصفه، عمليات قتل جماعي وعنفاً جنسياً وانتهاكات واسعة ارتُكبت بحق المدنيين. ولفت إلى أن سقوط مدينة الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع أواخر أكتوبر رافقته فظائع مروّعة، بينها تقديرات بمقتل آلاف المدنيين، نقلاً عن جهات بحثية كانت تعمل على جمع أدلة ميدانية قبل انقطاع الاتصال بالمصادر.
واعتبر أن قوات الدعم السريع كانت بمثابة "قنبلة موقوتة" منذ نشأتها كميليشيا في إقليم دارفور مطلع الألفية، قبل أن تتحول إلى قوة شبه عسكرية واسعة النفوذ. وأضاف أن الحكومة حاولت عام 2022 دمج هذه القوات في الجيش بشكل منظم لتجنب الصدام، إلا أنها—بحسب روايته—قامت في أبريل 2023 بالتحرك سراً نحو الخرطوم وعدد من المدن الكبرى، والاستيلاء على مواقع استراتيجية ومهاجمة منشآت عسكرية وحكومية، ما أشعل الحرب التي ما زالت مستمرة.
وتزامنت تصريحات البرهان مع جهود دولية جديدة للضغط على طرفي النزاع للقبول بوقف إطلاق النار. فقد أعلن المبعوث الأميركي إلى أفريقيا أن الجيش والدعم السريع لم يوافقا بعد على المقترح الأميركي للهدنة، داعياً الجانبين إلى قبوله دون شروط. ويأتي ذلك فيما هاجم البرهان الوساطة الأميركية، معتبراً أنها لا تقف على مسافة واحدة من الطرفين، وانتقد كذلك خطة "الرباعية الدولية" التي تدعو إلى هدنة ممتدة وتشكيل مرحلة انتقالية تُستبعد منها الحكومة الحالية والدعم السريع.
وفي المقابل، كانت قوات الدعم السريع قد أعلنت قبولها هدنة إنسانية مطلع نوفمبر الماضي، بعد سيطرتها على مدينة الفاشر التي شكلت آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور.
وتبقى الحرب السودانية، التي تقترب من إتمام عامها الثالث، إحدى أعقد الأزمات في المنطقة، وسط غياب توافق سياسي وانهيار المسار التفاوضي، واستمرار المعارك التي خلّفت آلاف القتلى وملايين النازحين.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
وزير الخارجية السعودي يبحث هاتفيا الوضع في السودان مع البرهان ودقلو
أرسل تعليقك