بقلم : عبد المنعم سعيد
إذا كانت «الثقافة العلمية» والمعرفة ضرورية فى محتوى الإعلام من أجل تطوير طرق التفكير فى الشأن العام لدى المواطنين؛ فإن «الثقافة الاقتصادية» لا تقل فى ضرورتها خاصة فى المرحلة الراهنة للبنيان القومي. المدهش أن هناك فقرا فى كليهما عبر الصفحات والبرامج؛ وإذا ما ذكرت فإن ذكرها يكون فى نطاق الدهشة من التطورات التكنولوجية وعلى سبيل المتابعة لتقدم الآخرين؛ أما ما يخصنا فهو معدوم فى الأولى وفى الثانية يقتصر على متابعة الأسعار وارتفاعها الذى لا ينخفض.
«الثقافة الاقتصادية» رغم ذلك وقعت فى مقدمة الشركات الإخبارية الأجنبية والعربية بحيث تعد المواطن للتعامل مع السوق الاقتصادية إذا ما باتت الشركات المساهمة من صميم الاقتصاد القومي. اتخاذ الأسهم وسيلة لتخزين القيمة هو إحدى أدوات النمو الاقتصادى ويحتاج بدوره إلى كثير من المعرفة الاقتصادية، ووجود الخبراء المتابعين لحركة السوق، والمنافسة فى القطاعات الاقتصادية المختلفة، والمشاهدة العملية آفاق التغيير والتقدم فى الاقتصاد الوطني.
أخيرا فى العالم العربى خاصة فى منطقة الخليج هناك حرص شديد على المتابعة الاقتصادية على مستويات الدولة والإقليم والعالم. ونظرا للأهمية المحورية لقطاع الطاقة عامة والنفط ومشتقاته خاصة فإن صفحات تخصص وأوقاتا برامجية تتاح وقنوات تنشأ. وفى مصر، ومن وقت لآخر، جرى تناول الحالة الاقتصادية بأشكال مختلفة كانت فى معظمها سطحية، وفيها قدر كثير من التردد نتيجة الخوف من أخبار سلبية.
ولكن الواقع الآن مختلف عما كان، وهناك حالة من المنافسة الداخلية فى قطاعات مختلفة، ومنافسة أخرى إقليمية ودولية وتحتاج بشدة لمحتوى اقتصادى ناضج، يكون الحكم فيه القدرة على قياس الحالة الاقتصادية والتعرف على مفرداتها وموقعها على سلم النشأة والبداية والصعود والتراجع إذا حدث. الغريب فى الأمر أنه رغم وجود العديد من المعاهد والجامعات المهتمة بالدراسات الاقتصادية فإن الاهتمام بها قليل، وهناك ندرة فى هؤلاء الذين يظهرون على صفحات الصحف أو شاشات التليفزيون. «الثقافة الاقتصادية» ضرورة للمجتمعات المتقدمة خاصة فى لحظات التغيير.