بقلم : سليمان جودة
ذات يوم، دعانى أحمد عيسى، وزير السياحة السابق، إلى جولة فى المتحف المصرى الكبير مع عدد من الزملاء رؤساء التحرير.
قيل يومها كلام كثير عن المتحف الذى يترقب العالم افتتاحه الرسمى خلال ساعات، ولكن أهم ما استوقفنى فى حديث الوزير عيسى كلامه عن أن المتحف سينتقل بالقاهرة من معبر بالنسبة لكثيرين من السياح إلى مقر أو مستقر لأيام.
والقصد أن السائح الذى كان ينزل فى مطار القاهرة على سبيل الترانزيت، ثم يواصل رحلته إلى أسوان ومعها الأقصر، أو إلى شرم الشيخ، أو إلى الغردقة، سوف يجد نفسه مدفوعًا إلى إدخال تغيير على الرحلة، ليبقى أيامًا فى قاهرة المعز يرى خلالها المتحف الكبير، وما قد يجد أنه لم يشاهده من قبل فى القاهرة التاريخية أو غيرها فى أنحاء العاصمة.
هذا كلام مختلف عن المتحف الكبير، وعما سوف يمثله ليس فقط بالنسبة للسائح، ولكن أيضًا بالنسبة للعاصمة.
إنه كلام وجيه ومنطقى، ويفرض على المعنيين بالسياحة وبالعاصمة معًا أن يعملوا ما من شأنه أن يسهل ذلك على السائح. فالسياح لن يأتوا كلهم عن طريق مطار سفنكس القريب نسبيًا من المتحف بحكم وقوعه فى غرب القاهرة، وإذا جاء جزء من السياح عن طريق سفنكس، سيأتى الجزء الآخر وربما الأكبر عن طريق مطار القاهرة الذى يقع شرق العاصمة.
وفى وقت الذروة المرورية يتحول الطريق من الشرق إلى المتحف فى الغرب إلى مشكلة كبيرة، وما لم يكن الطريق سالكًا فالوصول للمتحف سيظل مسألة صعبة جدًا، وهذا على وجه التحديد ما يحتاج إلى نظرة مختلفة للمرور، وإلى أن يكون سهلًا من غرب القاهرة لشرقها حتى لا نفقد سائح المتحف.
لقد قرأت للدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار، أن المتحف سيجلب ١٥ ألف سائح يوميًا، وعندما يقول رجل آثار محترف مثل الدكتور وزيرى هذا الكلام، فهو لا يقوله إلا عن حسابات وجمع وطرح فى ذهنه، وإلا ليدعونا إلى أن نكون مستعدين لاستقبال هذا العدد المضاف من السياح، ولن نكون مستعدين إلا إذا وجد السائح فى المتحف وفيما حوله ما يحتاجه من خدمات بمستوى يليق بنا.
المتحف المصرى الكبير نافذة مفتوحة لنا على العالم، وعلينا أن نظل نعمل لتنفتح على أكبر مساحة ممكنة من حركة السياحة العالمية، لأن لنا فيها نصيبًا معتبرًا لا يجوز أن نفرط فيه.