فريق بحثي مصري يعلن اكتشاف نوع جديد من التماسيح يعود تاريخه إلى 80 مليون عام
آخر تحديث GMT11:10:28
 العرب اليوم -
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

فريق بحثي مصري يعلن اكتشاف نوع جديد من التماسيح يعود تاريخه إلى 80 مليون عام

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فريق بحثي مصري يعلن اكتشاف نوع جديد من التماسيح يعود تاريخه إلى 80 مليون عام

التماسيح البحرية
القاهرة ـ العرب اليوم

اكتشف فريق من علماء الحفريات المصريين في صحراء مصر الغربية، نوعاً جديداً من التماسيح، يعد الأقدم بين أسلاف التماسيح البحرية، الأمر الذي يعيد رسم خريطة تطور هذه الكائنات التي عاشت قبل 80 مليون عام.وأكدت الدراسة، التي نشرت في The Zoological Journal of the Linnean Society أن هذا الاكتشاف يكشف عن أن إفريقيا، وبالتحديد مصر، كانت مهداً لتطور التماسيح البحرية التي انتشرت لاحقاً في أنحاء العالم.

أوضحت الدراسة أن الحفرية التي تحمل اسم "واديسوكس كسابي" تمثل نوعاً جديداً من عائلة "الديروصوريدات" وهي مجموعة من التماسيح المنقرضة تختلف كثيراً عن التماسيح المعاصرة.

وبينت أن هذه المجموعة كانت تهيمن على البيئات الساحلية والبحرية في عصور ما قبل التاريخ، مستفيدة من خطوم طويلة وأسنان رفيعة وحادة أشبه بالإبر، مكنتها من اقتناص فرائسها الزلقة مثل الأسماك والسلاحف البحرية.

وأشارت النتائج إلى أن قدرتها على البقاء بعد انقراض الديناصورات وانتشارها في البيئات الجديدة تمثل حلقة محورية لفهم كيفية تكيف الزواحف وتنوعها بعد انهيار النظم البيئية القديمة.
ما هي "الديروصوريدات"؟

"الديروصوريدات" هي مجموعة من الزواحف المنقرضة القريبة من التماسيح الحديثة عاشت خلال فترة امتدت من أواخر العصر الطباشيري حتى مطلع عصر الإيوسين قبل نحو 50 مليون عام. وتعد هذه الكائنات من أبرز فروع الزواحف البحرية التي نجت من كارثة الإنقراض الكبرى في نهاية العصر الطباشيري، حين اختفت الديناصورات ومعظم الزواحف البحرية الأخرى، بينما واصلت الديروصوريدات حياتها في البيئات الساحلية والبحرية والأنهار الاستوائية لعصور تالية.

اكتشفت حفريات هذه العائلة في مناطق متعددة من العالم، من إفريقيا وآسيا إلى أوروبا والأميركيتين، وهو ما يجعلها واحدة من أكثر الزواحف القديمة انتشاراً جغرافياً. وقد عرف منها أكثر من 12 نوعاً يختلف بعضها عن بعض في حجم الجسم وشكل الجمجمة وطول الخطم، إذ تراوح طول أفرادها عادة بين 4 و6 أمتار، بينما بلغ أكبرها المعروف بـ"فوسفاتوصوروس" نحو 9 أمتار، أي ما يعادل حافلة مدرسية كاملة.
تمساح الوادي
تمساح الوادي

وتشير الأدلة التشريحية إلى أن "الديروصوريدات" كانت زواحف رباعية الأطراف، ذات خطم طويل وأسنان مخروطية دقيقة، تشبه التماسيح الحديثة لكنها أنحف جسماً وأكثر تكيفاً مع السباحة. كانت تعيش غالباً بالقرب من الشواطئ أو في مصبات الأنهار، وهي قادرة على السباحة في البحر كما تستطيع المشي على اليابسة. وقد تميزت بفكين متداخلين بإحكام، ما سمح لها بإمساك فرائسها بقبضة لا تنفلت. كما أن موضع فتحتي الأنف في مؤخرة الخطم يشير إلى أنها كانت تصطاد بينما تُبقي معظم جسدها تحت الماء ورأسها فقط فوق السطح للتنفس ومراقبة الفريسة، وهو سلوك يشبه التماسيح المعاصرة.

وأظهرت دراسات الجمجمة، أن "الديروصوريدات" تمتلك شكلاً مميزاً جدا للرأس؛ فخطمها الرفيع يشكل نحو 68% من طول الجمجمة الكلي، أي ما يقارب ثلثي الرأس. ويبدأ الخطم بفتحتين أنفيتين في المقدمة، يليهما عظمان صغيران يعرفان بـ"العظمتين أمام الفكية"، ثم عظمان أطول هما "الفكان العلويان" يفصل بينهما عظم أنفي منفرد. هذا العظم الأنفي كان يحمل سطحاً مغطى بنُقر صغيرة تميزه عن بقية العظام، ويتسع تدريجياً ليتصل بعظام العينين قبل أن يضيق مجدداً نحو الجبهة.

أما الأسنان، فكانت كثيرة ومرتبة في تجاويف تسمى سنخات، وتكون تلك الأسنان متقاربة في الجزء الخلفي ومتباعدة في المقدمة، مما يمنح الفك مرونة وقوة في آن واحد. ويتراوح عدد الأسنان في كل فك بين 13 و19، حسب عمر الحيوان ونوعه. وكانت أسنان "الديروصوريدات" متشابهة الشكل، مخروطية ونحيلة وطويلة، تنخفض في الطول تدريجياً نحو مؤخرة الفك. ويشير وجود تجاويف عميقة بين الأسنان العلوية والسفلية إلى أن الفكين كانا يتداخلان تماماً عند الإغلاق، في نمط يعرف بـ"الفك المتشابك" وهو تكيف فعال للإمساك بالأسماك الزلقة.
سمات أصلية

تعد "الديروصوريدات" من الكائنات التي تطورت فيها أشكال مختلفة من طول الخطم، وقد ظن الباحثون في البداية، أن ازدياد طوله علامة على التطور، لكن دراسات لاحقة أثبتت أن الخطم الطويل هو السمة الأصلية، وأن تقصيره أو تمديده ظهر بشكل مستقل في أكثر من خط تطوري داخل العائلة.

من الناحية الجغرافية، كان يعتقد سابقاً أن "الديروصوريدات" هي مجموعة إفريقية المنشأ، لكن الاكتشافات الحديثة منذ مطلع الألفية الحالية، كشفت عن وجودها في معظم القارات. وتشير الأحافير الأقدم إلى أن موطنها الأول ربما كان في أميركا الشمالية، قبل أن تنتشر عبر البحار إلى إفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الجنوبية.

وقد تنوعت أجناس "الديروصوريدات" بشدة. من أشهرها ذلك الذي وجدت حفرياته في تونس والجزائر من عصر الإيوسين، وآخر وجد في المغرب، وهما من الأنواع البحرية الطويلة الخطم. وفي السودان، اُكتشف جنس مميز يتميز بأطراف أمامية طويلة على نحو غير معتاد. أما في كولومبيا، فقد عثر على أجناس تعيش في المياه العذبة مثل في تكوين "سيريون" وهما نوعان قصيرا الخطم عاشا في بيئة نهرية محاطة بغابات مطيرة خلال زمن كان فيه مناخ الأرض أكثر حرارة من اليوم.

أكدت الدراسة، أن اسم النوع الجديد يجمع بين جغرافيا الاكتشاف وتاريخه الثقافي، إذ اشتق الجزء الأول "وادي" من "الوادي الجديد" حيث عثر على الحفرية، بينما يشير "سوكس" إلى الإله المصري القديم "سوبك" والذي تم تصويره كتمساح. وأضافت أن التسمية تكرم كذلك العالم المصري الراحل أحمد الكسابي من جامعة أسيوط، الذي أسهم في ترسيخ علم الحفريات الفقارية في مصر وألهم أجيالاً من الباحثين الشباب.

من الناحية التشريحية، تشترك "الديروصوريدات" في سبع سمات رئيسية تحدد هويتها كعائلة مميزة بين الزواحف النيوسوشية. من أبرزها امتلاكها عظم فك سفلي "السيمفيسيس" متساوي العرض والارتفاع، وتجويفاً صدغياً ممتداً طولياً في الجمجمة، وأربع أسنان أمامية في الفك العلوي، وعظمة "الرباعية الوجنية" التي تشارك بوضوح في مفصل الفك.

    تحديد عمر الصخور التي احتضنت الحفرية تم عبر تحليل طبقات الحفريات المجاورة ومطابقتها مع سجلات جيولوجية معروفة من مناطق أخرى، ليتبين أن عمرها يعود إلى نحو 80 مليون عام

أما عن بيئتها الحيوية، فقد أظهرت التحاليل المجهرية لعظامها، وفق الدراسة، أن نسيجها العظمي كان من النوع الإسفنجي المسامي المعروف باسم "العظم الهش" وهو تكيف يُرى عادة في الزواحف والثدييات البحرية السريعة السباحة كالسلاحف والدلافين. هذا النوع من العظام يقلل الكثافة، ويساعد الحيوان على المناورة في الماء بسهولة. كما وجدت الدراسة أيضاً، مؤشرات على وجود "عظم مدمج" في بعض العينات، ما يعني أن "الديروصوريدات" كانت شبه مائية، سريعة السباحة لكنها قادرة على الحركة على اليابسة كذلك.

كانت "الديروصوريدات" في أوج تنوعها خلال أوائل العصر الباليوجيني، لكن انتشارها الواسع بدأ قبل ذلك بكثير، في أواخر العصر الطباشيري، حين وُجدت في السودان والبرتغال ومصر، ثم في أميركا الشمالية قبل أن تشمل أغلب القارات. وتدل بقاياها في شمال السودان على أنها كانت قادرة على العيش في بيئات نهرية داخلية، كما تشير حفريات باكستان إلى أنها لم تكن مقصورة على البحار. وفي السعودية، اُكتشفت أنواع في تكوين "أم حمار" عاشت في بيئات مصبية تجمع بين الماء العذب والمالح.
حياة بحرية من عصور سحيقة

عثر الباحثون المصريون على الحفرية في محيط واحات الخارجة وباريس في عمق الصحراء الغربية، حيث تتعاقب طبقات من الحجر الرملي الأحمر والصخور الطينية الخضراء فوق سهول قاحلة، تحتفظ ببقايا حياة بحرية من عصور سحيقة. وأوضح أستاذ الحفريات في جامعة المنصورة والمشرف على الدراسة، هشام سلام، أن العينات المكتشفة شملت جمجمتين جزئيتين وطرفي خطمين يمثلان أربع أفراد من أعمار مختلفة، مما أتاح فرصة نادرة لدراسة مراحل النمو في هذه المجموعة القديمة. وقال سلام، إن الفريق البحثي استخدم تقنيات تصوير مقطعي محوسب عالية الدقة ونماذج ثلاثية الأبعاد للكشف عن تفاصيل تشريحية لم ترصد من قبل في هذه العائلة.

وأشارت الدراسة، إلى أن الحفرية الجديدة كشفت عن كائن طوله نحو 3.5 إلى 4 أمتار، يشبه التمساح المعاصر في الشكل العام لكنه يتميز بخطم أطول وأسنان عالية حادة.

وأوضحت سارة صابر، الباحثة بجامعة أسيوط والمؤلفة الرئيسية للدراسة وعضو فريق "سلام لاب" في مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، أن "واديسوكس كسابي" يختلف عن أقاربه المعروفين في عدد من السمات الدقيقة، فقد كان يمتلك أربع أسنان في مقدمة الخطم بدلاً من خمس كما في الأنواع الأقدم، كما كانت فتحات أنفه أعلى الرأس لتسهيل التنفس أثناء الطفو على سطح الماء، إضافة إلى وجود تجويف عميق عند التقاء الفكين في مقدمة الخطم، وهي سمة توحي بتطور تدريجي في آلية العض لدى أفراد هذه العائلة.

أشارت صابر، إلى أن هذه التغيرات التشريحية تمثل خطوة مهمة في مسار تطور "الديروصوريدات"، إذ تظهر انتقالها التدريجي من شكل برمائي إلى تكيف تام مع الحياة البحرية. وأضافت أن التحليل الزمني للحفرية الجديدة يدفع بأصول هذه العائلة إلى فترة أقدم مما كان يعتقد، إذ تشير الأدلة إلى أن تنوعها بدأ في الحقبة "الكونياكية - السانتونية" قبل نحو 87 إلى 83 مليون سنة، وليس في الحقبة الماسترختية بين 72 و66 مليون سنة كما كانت النظريات السابقة تفترض.

وبينت أن هذا التعديل الزمني يعيد الاعتبار لإفريقيا كمهد تطور هذه المجموعة التي انتشرت لاحقاً عبر البحار نحو قارات أخرى.

الباحث بلال سالم، طالب الدكتوراه بجامعة أوهايو وعضو فريق “سلام لاب” وأمين قسم الزواحف والطيور الأحفورية في مركز جامعة المنصورة، أن التحليلات الوراثية التطورية التي أجراها الفريق تضع "واديسوكس الكسابي" على قاعدة شجرة نسب "الديروصوريدات" أي أنه أحد أسلافها الأوائل. وقال سالم إن النتائج تشير بوضوح إلى أن إفريقيا كانت مهد هذه السلالة قبل أن تتفرع وتغزو البيئات البحرية في مناطق مختلفة من العالم، من أميركا الجنوبية إلى آسيا. وأوضح أن الاكتشاف لا يقدم فقط فهماً جديداً لتاريخ تطور هذه المجموعة الفريدة من التماسيح، بل يسلط الضوء أيضاً على القيمة العلمية الكبرى لصحراء مصر الغربية كمخزن طبيعي لأسرار العصور الجيولوجية القديمة.

أكد سالم، أن المهمة العلمية لا تقتصر على الكشف عن الحفريات، بل تمتد إلى حماية المواقع الأثرية الغنية بالعظام المتحجرة من التوسع العمراني والزراعي الذي يهدد هذه الكنوز الطبيعية، معتبراً أن الحفاظ على هذه المناطق، واجب وطني، لأنها تمثل تراثاً للأجيال المقبلة من المصريين، ولأنها تحمل صفحات لم تُقرأ بعد من تاريخ الحياة على الأرض، لافتاً إلى أن الاكتشاف يفتح الباب أمام مزيد من الدراسات حول البيئة القديمة التي عاش فيها هذا النوع، وكيف أثرت التغيرات المناخية والبحرية في تكوين سواحل شمال إفريقيا خلال العصر الطباشيري المتأخر.

واعتمد الفريق البحثي المصري، في هذه الدراسة، منهجاً علمياً متكاملاً يجمع بين التحليل التشريحي الكلاسيكي والتقنيات الرقمية الحديثة. فقد أتاحت الصور المقطعية ثلاثية الأبعاد، إعادة بناء الجمجمة افتراضياً لتحديد مواقع العضلات وتجويفات الأعصاب والجيوب الأنفية، ما مكن الباحثين من فهم آليات الافتراس والتنفس والتوازن عند "واديسوكس".

وأظهرت النماذج أن الخطم الطويل كان يمنح هذا الكائن، قدرة على المناورة الدقيقة في الماء، كما أن أسنانه الرفيعة كانت تتلاءم تماماً مع صيد الكائنات سريعة الانزلاق. كما كشفت المقاطع الداخلية للعظام عن بنية خفيفة تسمح بالحركة السريعة في بيئة مائية، وهو ما يشير إلى تكيف كامل مع نمط حياة بحري.

أوضحت نتائج الدراسة، أن "واديسوكس كسابي" لم يكن تمساحاً نهرياً أو بحيرياً كما هو الحال في الأنواع الحالية، بل كان يعيش في بيئة بحرية ضحلة على السواحل القديمة لمصر، حين كانت تغمرها مياه المحيط التثيسي قبل انفصال القارات في نهاية الحقبة الطباشيرية.

وبينت الدراسة، أن هذه السواحل كانت غنية بالنظم البيئية التي دعمت تنوعاً كبيراً من الزواحف البحرية، مثل السلاحف العملاقة والبليسيوصورات والأسماك المفترسة، ما جعلها ساحة مثالية لتطور كائنات قادرة على المنافسة والافتراس في الماء. وأشارت إلى أن هذا الاكتشاف يضيف دليلاً جديداً على أن شمال إفريقيا كان مركزاً للتنوع البيولوجي قبل ملايين السنين.

يشكل الاكتشاف الجديد، خطوة مهمة لفهم التحولات البيئية الكبرى التي شهدها كوكب الأرض في نهاية العصر الطباشيري. فمع انقراض الديناصورات وتراجع مستويات البحار، أعادت الزواحف البحرية تنظيم وجودها في البيئات الجديدة، وكانت عائلة "الديروصوريدات" من بين المجموعات التي نجحت في البقاء بفضل تكيفها الفريد. وأشارت الدراسة إلى أن "واديسوكس كسابي" يقدم نموذجاً تطورياً يربط بين الأنواع القديمة التي كانت أقرب إلى الزواحف البرية، والأنواع اللاحقة التي أصبحت مائية بالكامل.
أكثر من مجرد تمساح

قال الباحثون في الدراسة، إن العمل الميداني الذي أجري لاستخراج الحفرية تطلب شهوراً من الجهد في ظروف مناخية قاسية. فقد كان الفريق يواجه حرارة مرتفعة ورياحاً محملة بالرمال أثناء التنقيب في طبقات صخرية صلبة. ومع ذلك، أصر العلماء على إتمام المهمة التي بدأت بإشارة أولية لقطعة عظم صغيرة ظهرت على السطح، ليتبين لاحقاً أنها جزء من جمجمة تمساح بحري. وبعد التنظيف الدقيق والتوثيق بالتصوير، جرى نقل العينات إلى مركز جامعة المنصورة حيث خضعت لدراسة مفصلة باستخدام أدوات دقيقة لفحص البنية المجهرية للعظام.

واعتبرت الدراسة، أن هذا الاكتشاف يعكس التحول في مسار البحث العلمي داخل مصر، حيث لم تعد الحفريات تكتشف بالصدفة أو عبر بعثات أجنبية، بل عبر تخطيط منهجي يقوده علماء مصريون مدربون. وأشارت إلى أن التعاون بين جامعة المنصورة وجامعة أسيوط وباحثين مصريين في الخارج، مثل جامعة أوهايو، يعزز تبادل الخبرات ويتيح استخدام تقنيات عالمية مع الحفاظ على الهوية الوطنية للأبحاث. وأكدت أن اسم "واديسوكس كسابي" سيكون علامة بارزة في تاريخ علم الحفريات المصري كما كان "منصوراصوروس" قبل أعوام.

ذكرت الدراسة أن هذا النوع الجديد لا يوسع فقط قاعدة المعرفة عن تطور التماسيح، بل يضيف بعداً جديداً لفهم التوازنات البيئية في العصور الجيولوجية.

فوجود كائن بحجم أربعة أمتار في بيئة بحرية يوضح أن النظم القديمة كانت قادرة على دعم مفترسات ضخمة ضمن سلاسل غذائية مستقرة. وأشارت إلى أن هذه النتائج يمكن أن تستخدم في دراسات المناخ القديم لفهم كيف أثر ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها في توزيع الكائنات البحرية وتكيفها.

أوضحت الدراسة، أن أهمية هذا الاكتشاف لا تقتصر على الجانب الأكاديمي، بل تمتد إلى الإلهام الثقافي والوطني. فإحياء الرموز المصرية القديمة مثل "سوبك" في تسمية الكائن الجديد يربط بين التراث العلمي والحضاري، ويعزز شعور الانتماء لدى الباحثين والجمهور على السواء. وأكد الباحثون أن هذا التواصل بين الماضي والحاضر يخلق نموذجا للهوية العلمية المصرية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

اختتمت الدراسة بالتأكيد على أن صحراء مصر الغربية، ما زالت تُخفي الكثير من الكنوز الأحفورية التي يمكن أن تعيد كتابة فصول مهمة من تاريخ الحياة على الأرض. ودعا الفريق البحثي المصري، إلى مواصلة الدعم المؤسسي والتمويل المخصص للأبحاث الميدانية، لأن كل اكتشاف جديد لا يضيف إلى المعرفة فحسب، بل يرسخ مكانة مصر كمركز إقليمي وعالمي لدراسة الحفريات. وأشار العلماء إلى أن "واديسوكس كسابي" ليس مجرد تمساح قديم خرج من الرمال، بل شاهد حي على تاريخ الأرض العميق، ورسالة تقول إن أسرار الماضي لا تزال تنتظر من يقرأها بعين العلم وشغف الاكتشاف.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

 

تمساحان يقتلان مسنّة بعد سقوطها في بركة بفلوريدا

 

التماسيح تخفي سراً للبشر للعيش حتى 150 عامًا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فريق بحثي مصري يعلن اكتشاف نوع جديد من التماسيح يعود تاريخه إلى 80 مليون عام فريق بحثي مصري يعلن اكتشاف نوع جديد من التماسيح يعود تاريخه إلى 80 مليون عام



إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack
 العرب اليوم - نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 20:40 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن

GMT 01:24 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا

GMT 11:49 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

يسرا تتوّج "ملكة الأناقة" في مهرجان الجونة

GMT 10:46 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يتوغل داخل قرية بالقنيطرة

GMT 10:06 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

عمر مرموش يزين قائمة أغلى لاعبي العالم

GMT 11:23 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زيت شائع يعزز قدرتك على مكافحة السرطان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab