قوات الدعم السريع تسيطر على مدينة الفاشر في دارفور والجيش ينسحب لتجنب المزيد من الخسائر البشرية
آخر تحديث GMT15:42:37
 العرب اليوم -

قوات الدعم السريع تسيطر على مدينة الفاشر في دارفور والجيش ينسحب لتجنب المزيد من الخسائر البشرية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قوات الدعم السريع تسيطر على مدينة الفاشر في دارفور والجيش ينسحب لتجنب المزيد من الخسائر البشرية

الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
دارفور - العرب اليوم

أعلنت قوات الدعم السريع السودانية سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في خطوة اعتبرت تحولاً جوهرياً في مسار الصراع في الإقليم. ومع انسحاب الجيش السوداني من المدينة، أصبحت جميع ولايات دارفور الخمس تحت نفوذ قوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما يغير موازين القوى على الأرض بشكل جذري.

وجاء الإعلان عن السيطرة من خلال بيان رسمي وصور أظهرت انتشار مقاتلي الدعم السريع داخل المدينة وفي مقر الفرقة السادسة مشاة. وقال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إن انسحاب الجيش من الفاشر جاء "حرصاً على حياة المواطنين وتجنيب المدينة مزيداً من الدمار"، في خطوة تعكس الحرص على تقليل الخسائر البشرية والمدنية.

وأكد محمد آدم عبد اللطيف، مسؤول الإعلام في غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين، أن الاتصال انقطع مع طاقم غرفة الطوارئ في الفاشر، مشيراً إلى مقتل ستة من أعضائها واحتجاز بعضهم كرهائن لدى قوات الدعم السريع. وأضاف أن المدنيين الذين تمكنوا من الفرار ووصلوا إلى مدينة طويلة يمثلون جزءاً صغيراً من أعداد الفارين، في حين يواجه آخرون مخاطر كبيرة أثناء محاولتهم الفرار، خصوصاً من الجهة الغربية حيث تتمركز قوات الدعم السريع وتحتجز عدداً من الرهائن.

تشكل الفاشر مركزاً استراتيجياً لولايات كردفان الشمالية ونهر النيل، وهي تربط السودان بشريط حدودي واسع يمتد إلى تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان. ويعني سقوطها عملياً أن الدعم السريع أصبح مسيطراً على الشريط الغربي بأكمله من دارفور إلى كردفان، ما يمنحه قدرة كبيرة على التحكم في خطوط الدفاع الغربية للسودان.

السيطرة على الفاشر تمنح الدعم السريع موقعاً تفاوضياً قوياً، إذ يشكل الإقليم بوابة السودان نحو أربع دول أفريقية ويرتبط بامتدادات قبلية واقتصادية واسعة. ويتوقع مراقبون أن تؤدي السيطرة إلى تصعيد في الهجمات الجوية بين الطرفين، خصوصاً مع اعتماد الجيش على الطائرات المسيّرة لمحاولة استعادة بعض المواقع.

من الناحية الاقتصادية، يُعد الإقليم غنياً بالموارد الطبيعية، ويضم نسبة كبيرة من الثروة الحيوانية والمعدنية، خصوصاً الذهب الذي تنتشر مناجمه في شمال دارفور بمنطقة جبل عامر القريبة من الفاشر، إضافة إلى منطقة الردوم في جنوب دارفور قرب نيالا. وقد شكّلت هذه الموارد سبباً رئيسياً للتنافس المسلح في الإقليم، مما يزيد من أهمية السيطرة على الفاشر والمناطق المحيطة بها.

من الجانب السياسي والعسكري، قد يؤدي سقوط الفاشر إلى تراجع النفوذ الجغرافي لحركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وتحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، مما يهدد استمرار تأثيرهما السياسي والعسكري في الإقليم، رغم كونهما من القوى التي وقعت اتفاق جوبا للسلام عام 2020.

إقليم دارفور يشهد صراعاً مستمراً منذ بداية الألفية الحالية، حيث تصاعدت التوترات بين الحكومة السودانية ومجموعات مسلحة قبلية تطالب بالمزيد من المشاركة السياسية والتنمية العادلة. شهد الإقليم موجات متكررة من العنف بين القوات الحكومية والميليشيات المحلية، بالإضافة إلى تدخلات القوات شبه العسكرية مثل الدعم السريع. النزاع في دارفور أدى إلى نزوح ملايين المدنيين داخلياً وخارج البلاد، وتدمير البنية التحتية، وخلق أزمة إنسانية حادة. كما ساهمت المنافسة على الموارد الطبيعية، خاصة الذهب والثروة الحيوانية، في تعميق الصراع وإطالة أمده.

ويعتبر مراقبون أن سيطرة الدعم السريع على الفاشر نقطة تحول حاسمة في الحرب الممتدة منذ أبريل 2023، إذ تمنحها السيطرة على معظم غرب السودان عمقاً جغرافياً واستراتيجياً واسعاً، وقد تؤدي إلى إعادة رسم خريطة الصراع وربما موازين التفاوض. وفي الوقت نفسه، يثير هذا التحول مخاوف من امتداد المعارك نحو ولايات كردفان ودارفور الكبرى، حيث تتشابك الولاءات القبلية والمصالح الاقتصادية.

وبينما يترقب السودانيون ما سيلي هذا التحول، يبقى السؤال الأكبر: هل تكون الفاشر بداية نهاية الحرب، أم بداية فصل أكثر قسوة منها، في ظل واقع جديد غير واضح المعالم.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

اشتباكات عنيفة في الفاشر وسط نفي سقوطها بيد الدعم السريع

مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوات الدعم السريع تسيطر على مدينة الفاشر في دارفور والجيش ينسحب لتجنب المزيد من الخسائر البشرية قوات الدعم السريع تسيطر على مدينة الفاشر في دارفور والجيش ينسحب لتجنب المزيد من الخسائر البشرية



النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

أبوظبي - العرب اليوم

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت
 العرب اليوم - تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 13:22 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اعتقال أمين سر المجلس السياسي للحوثي بشبهة التجسس في صنعاء
 العرب اليوم - اعتقال أمين سر المجلس السياسي للحوثي بشبهة التجسس في صنعاء

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack
 العرب اليوم - نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 12:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا
 العرب اليوم - إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 21:52 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

طقوس صباحية بسيطة لدعم صحة الكبد تشمل احتساء القهوة

GMT 15:33 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأرجنتين: تصويت مصيري وتدخل أميركي

GMT 15:49 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:03 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى

GMT 15:25 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الدولة الفلسطينية وعبث الدولة الإسرائيلية

GMT 15:13 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

من مهابة القمة إلى مهاوي السفح

GMT 15:18 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

انتخابات فرعية تغيّر المشهد السياسي البريطاني

GMT 20:40 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab