بقلم : فاروق جويدة
وصلتنى رسائل حب كثيرة تعليقًا على ما كتبت فى مقال «استراحة محارب»، كانت كلمات التقدير شيئًا أعتزّ به، وفى زحمة البشر والأحداث والأشياء يقف الإنسان مع نفسه أحيانًا يستطلع ما يدور حوله، وكل ما يريده أن يشعر بأن المسار صحيح، وأن السفينة لم تجنح، وأنه يدرك حجم المسئولية حين تعلو الأمواج وتشتد العواصف.
إن صاحب القلم لا ينتظر شيئًا من أحد، خاصة إذا وصل إلى درجة القناعة، إنه يعرف هدفه ومسئولياته، وحين يجلس الإنسان مع نفسه يراجع المسار، وإلى أى مدى كان صادقًا مع نفسه ومع الناس، ويقتنع بسلامة مساره، يشعر بالرضا أنه لم يطمع فى منصب أو مال أو نفوذ، وأنه من البداية اختار طريقه وأدرك أن ما يبقى هو الزهد عن أيادى الآخرين.
إن كلمة تقدير تُغنى الإنسان عن مناصب الدنيا، وإن الغِنى الحقيقى ليس فى المال ولكن فى الكرامة،
وإن الله منحك شيئًا تفرّدت به عن باقى خلقه وهى الكلمة، إنها تاج من لا تاج له، وهى أمانة بين الإنسان وربه، وهى حصن من لا حصن له فى الحياة. وزّع الله المواهب والأقدار بين عباده، ووضع الكلمة فى أعلى الأماكن، ومن اختارها طريقًا ينبغى ألا يُغريه أى شيء آخر، إنها تاج من لا تاج له، وهى أغلى كنوز الأرض، إنها الصدق والإخلاص والقيمة.
ولم يكن غريبًا أن الله اختارها لتزيّن أولى الآيات فى قرآننا الحكيم: «اقرأ وربك الأكرم»، وأشهد أننى ما سعيت لشيء فى حياتى غير أن أكون صادقًا مترفعًا فى كل حرف زارنى، أشعر بالعرفان لكل من أرقّه غيابى، ومنهم مسئولون أعتزّ بهم، وكُتّاب أقدّرهم.
وسوف أظل فى مكانى مدافعًا عن الحق متمسكًا بالحقيقة. وكرامة الإنسان فى وطن عريق وأرض طيبة قال عنها الخالق: «ادخلوها بسلام آمنين».