بقلم : عبد المنعم سعيد
الكاتب من الذين يعتقدون ويعبرون عن ذلك أن مصر بلد غنية إلى درجة تؤهلها للقيادة والتقدم الذى يعزز حدودها ويشع على إقليمها. المحتوى الذى تفرزه حرب غزة الخامسة وتمتلكه مصر يبدأ بالحروب الأربعة السابقة التى كانت القاهرة فيها جميعا فى قلب دبلوماسية الحرب والخروج منها؛ وفوقها تجربة متكاملة لتعمير غزة كلفت الخزانة 500 مليون دولار. وراء كل ذلك بشر مصريون آلوا على أنفسهم حماية مصر من الشرر المتطاير وإنقاذ شعب شقيق؛ وفى ذلك قصة ومحتوى تاريخى وتسجيلات صوتية ومشاهد مرئية. المدهش أنه فى الحرب الخامسة لم يطلع أحد على هذا المخزون من التجربة؛ والآن وحديث وقف الحرب والتعمير مطروحان فإن المحتوى المصرى هو الأغنى فى الإقليم والعالم. ليس بعيدا الآن عن الواقع تجربة الإعمار السابقة، وكيف جرت عملية حكم غزة من قبل حماس بعد انتهاء القتال. التاريخ هنا قريب وفيها ما يجعل سمة المحروسة العالمية «السلام»؛ والجغرافيا تأخذنا فى ملحمة «وطن السلام» من العاصمة الجديدة التى هى عنوان العمران والتقدم إلى قلب الاختيار التاريخى ما بين السلام والحرب. فهل كان ممكنا اقتحام الصحراء بالعاصمة وقناة سويس جديدة ونهر النيل الآخر وعشرات المدن العصرية دونما سلام؟
حرب العامين لم تكن بعيدة عنا، ليس فقط بالصواريخ العابرة التى تسقط «خطأً» على دهب ونويبع، وتمنع التجارة عن العالم وقناة السويس فى وقت بدأ فيه ازدواجها يؤتى أُكله بقرابة عشرة مليارات من الدولارات. الحرب أظهرت أمراضا إقليمية تشكلت من مليشيات رفعت شعارات «المقاومة» بينما تقوم بحرمان دول من نعمة الاستقرار والمعاصرة والتقدم. فى فقرة من فقرات حرب غزة الخامسة وقف زعيم حماس لكى يخاطب مباشرة الشعب و«الجيش» و«القيادة» فى مصر لكى تقرر ما قررته منظمته؛ وليس ما تتخذه الدولة المصرية بقيادتها الحكيمة والنبيلة من قرارات مصيرية! قصة «الدولة الوطنية» المصرية محتوى يحكى ويحلل ويؤصل فى منطقة أعيتها الأيديولوجيات الفارغة.