الثورة والفورة والفتنة

الثورة والفورة والفتنة

الثورة والفورة والفتنة

 العرب اليوم -

الثورة والفورة والفتنة

بقلم : عبد المنعم سعيد

 حاجة الإنسان إلى التفكير دائمة، لأن عليه أن يتعامل مع التغيير المعقد بطبيعته فى الحياة الإنسانية وتنظيمها. وتزداد هذه الحالة كلما بات التغيير يتعرض لأوضاع متناقضة فكريا أو ماديا أو كلاهما معا. هذه المتناقضات تدفع فى اتجاهات تكون متفجرة فى حالة الثورة، لأنها تدفع إلى تغيير جذرى، تتعدد فيه الأوجه ما بين المستفيد من الانتقال من حال إلى حال؛ وإعادة ترتيب العلاقة ما بين السلطة والشعب. الأمر يصير فورة عندما تغلى الأفكار بالدعوة إلى التغيير وكفى ودونما أهداف محددة؛ هى صحوة أو صرخة لا تلبث أن تخبو أو تترك علامة دون نتاج دائم. الفتنة هى الأشد قسوة، لأن الانقسام فيها حاد، لأنها تجرى على السلطة والتنافس على شرعيتها بمذاهب متصادمة. «الفتنة الكبرى» لم تكن شائعة فى زمن الخلفاء «على» و«معاوية» فقط؛ ولكنها كثيرة هذه الأيام فى عشر دول عربية، حيث يكون الانقسام داخل المذهب أو الايديلوجية. الحرب الأهلية السودانية جاءت من داخل الجيش السودانى ذاته؛ وتفرقت فى اتجاهها توجهات «الشعب السودانى» عندما قسمت النخبة الأمة كلها بين «المكون المدنى» و«المكون العسكرى». لم تنفع كثيرا وحدة «الربيع السودانى»، ولم يكن هناك من يريد حمايتها أو يمنع وصولها إلى الاغتصاب فى المدن.

الثورات العربية فى القرن العشرين جرى معظمها فى إطار التخلص من الاستعمار؛ ولكن إلى هنا انتهى مجدها.

وبعدها لم يكن هناك سوى مشروعات متناثرة؛ وقواعد دستورية وقانونية شحيحة الإنتاج الرأسمالى والفكرى. العدالة الشكلية بمنح العمال والفلاحين 50% من المقاعد النيابية لم يثبت أنها أتت بنهضة شاملة؛ ومجانية التعليم حولت العلم إلى حزمة من الشهادات تواطأ الشعب فيها خلال امتحانات الثانوية العامة على نجاح الطلاب حتى بالغش. وفى العموم فإن ثورات «الربيع العربى» لم تكن متماثلة؛ وبينما سارت فى اتجاهات متصارعة فى دول فإنها ولدت تيارا إصلاحيا خرج من عالم الشعارات إلى عالم البناء والتعمير.

arabstoday

GMT 10:18 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

«يونان».. الحياة تقف على باب الموت!!

GMT 10:14 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

حلم الدكتور ربيع!

GMT 10:10 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الأفكار الكبرى

GMT 10:08 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

أنا والعمود الصحفى

GMT 10:05 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التنوير .. والليبرالية

GMT 10:02 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

حين تسقط العدالة!

GMT 21:58 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الدَّرس

GMT 21:56 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الهجوم على خالد بن الوليد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة والفورة والفتنة الثورة والفورة والفتنة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 13:21 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

هل ما زالت الثقافة مهمة؟

GMT 12:43 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان سعيد مختار في مشاجرة أمام ناد شهير بأكتوبر

GMT 15:26 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يكشف التميمة الرسمية لكأس أمم إفريقيا في المغرب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن رغبته في اتفاق يضمن خلو جنوب سوريا من السلاح

GMT 19:30 2025 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف استبعاد بلير من عضوية "مجلس السلام" في غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab