بقلم : فاروق جويدة
ترامب كتب فى رسالة وزّعها المتحدث باسم الرئيس الإسرائيلي: «أدعوكم إلى العفو الكامل عن بنيامين نيتانياهو الذى كان رئيس وزراء هائلًا وحاسمًا فى زمن الحرب، وهو الآن يقود إسرائيل إلى زمن السلام الذى يتضمن استمرارى فى العمل مع قادة الشرق الأوسط الرئيسيين لإضافة العديد من البلدان إلى اتفاقيات إبراهيم التى تغيّر العالم».
وكان رد نيتانياهو عبر تويتر «شكرًا لك الرئيس ترامب، على دعمك الرائع.. وكالعادة، تدخل فى صلب الموضوع مباشرة وتتحدث عنه كما هو. أتطلع إلى مواصلة شراكتنا لتعزيز الأمن وتوسيع آفاق السلام»..
طلب الرئيس ترامب من رئيس إسرائيل إسقاط التهم عن نيتانياهو، وهى جرائم فى الفساد، رغم أن حرب غزة أكبر جريمة فى حق نيتانياهو، وهى جرائم دولية صدرت من محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن والجمعية العامة. وفى القانون الدولى يجب أن يُحاكم نيتانياهو على جرائم الإبادة وقتل الأطفال. والغريب أن يطلب ترامب عفوا عن رجل يقتل شعبا. إن محاكم العالم لا تكفى جرائم نيتانياهو، وهناك أحكام دولية صدرت ضده ومعه عصابة القتل فى تل أبيب. ولو هبط نيتانياهو فى أى مطار فى العالم سوف تسبقه عشرات الأحكام بالقبض عليه كمجرم حرب. إن المعارضة فى إسرائيل ترفض العفو عنه، وبعضها يطالب بإبعاده عن المسئولية. والغريب أن يطلب ترامب إسقاط التهم رغم أن نيتانياهو مُدان فى عشرات الأحكام، وينبغى أن يكون مصيره السجن وليس إسقاط التهم. نحن أمام موقف غريب، لأن محاكمة نيتانياهو مطلب دولى لا يخص إسرائيل وأمريكا، لأننا أمام جرائم إبادة واحتلال واغتصاب وطن، وهى لا تسقط بالتقادم. على العالم إذا خرج نيتانياهو بريئاً من جرائمه أن يقيم مأتماً لشيء كان يُسمّى العدل.. العفو عن قاتل دمّر وطناً واستباح شعباً جريمة تُسيء لكل شعوب الأرض وتفتح الأبواب أمام قراصنة الموت وتجار الدمار.