الفن فى مواجهة الإرهاب
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

الفن فى مواجهة الإرهاب

الفن فى مواجهة الإرهاب

 العرب اليوم -

الفن فى مواجهة الإرهاب

الفن فى مواجهة الإرهاب
مصطفي الفقي

لعب الفن المصرى فى العقود الأخيرة دوراً إيجابياً فى مواجهة «الإرهاب»، ولعلى أذكر هنا دور الفنان صاحب الشعبية الكاسحة «عادل إمام» فى هذا السياق، كما أتذكر لآخرين من الفنانين المصريين محاولاتهم تقويض الفكر الإرهابى، ولو بشكل غير مباشر، ولعل جهود الفنان المثقف «محمد صبحى» لتطوير «العشوائيات» أمر يدخل أيضاً فى هذا السياق، وأنا ممن يظنون أن الفن نقيض «الإرهاب»، لأن الفن هو صناعة للحياة، أما «الإرهاب» فهو صناعة للموت، ولقد كان الفن عبر التاريخ إحدى الأدوات الفعالة فى مواجهة العنف والتطرف والتعصب، كما أنه هو الأسلوب المؤثر فى وجدان الناس وتشكيل مشاعرهم، لقد لاحظ «عبدالناصر»- بعد نكسة يونيو 1967 مباشرة- تدهور معنويات الناس وشيوع حالة من الحزن المحبط، فأوعز إلى الفنان الكبير الراحل «يوسف وهبى» بأن يتجول بفرقته فى بعض المحافظات، لعله يُسَرِّى عن المصريين فى محنتهم، ولأن مسرحيات «يوسف وهبى» مليئة بالفواجع وذات خط درامى انفعالى، فإنه عندما بدأ إحدى مسرحياته فى مدينة «دمياط»، ارتفعت بعض الأصوات، قائلةً: «يوسف بك إن فينا ما يكفينا نحن نريد أن نضحك بعد طول عبوس واستمرار تجهم»، ولقد سمعت هذه القصة مباشرة من الأستاذ الكبير «محمد حسنين هيكل»، للتدليل على أهمية مخاطبة مشاعر الناس وتحريك وجدانهم عند اللزوم، وإذا كان الفن هو التعبير الراقى عن مجموعة النسب المتجانسة بين مكونات مختلفة لحدث بذاته- وإذا كانت الأعمال الدرامية الكبرى قد تمكنت من تغيير نفسيات الشعوب وسلوك المجتمعات- فإن علينا أن نعتصم بالفن، إذ إنه مفتاح الأبواب المغلقة والقلوب الكسيرة، ولعلنا نطرح هنا عدة قضايا تتصل بهذا الشأن، وهى كالتالى:

أولاً: إن الإرهاب مرض لعين، وهو داء العصر، ولن يجرفه أمامه إلا زخم كثيف من الفكر والعلم، من المعرفة والثقافة، من الأدب والفن، وهنا نتوقف طويلاً أمام دور الفن تحديداً فى مواجهة الإرهاب وتقويض دعائمه، لذلك لا يجب أن يتصور البعض أن الفن عمل ترفى، بل إن أهميته فى ظنى تفوق أدوات أخرى أمام الموجات الإرهابية المتتالية، فالإجراءات الأمنية وحدها لا تدحر العنف ولا تضحد الإرهاب، إذ إن العامل الثقافى، وفى قلبه الفنون من مسرح وسينما وأدوات أخرى مرئية ومسموعة ومقروءة، إنما تسهم كلها فى خلق مناخ معتدل يحرض على التسامح ويدعو إلى السلام النفسى ويضرب المظاهر الأخرى للعنف والإرهاب، لأنه يقوم بعملية تغيير شاملة تمتص الطاقة السلبية فى تكوين الناس وطرائق تفكيرهم، تمهيداً لمجتمع سلمى وسوى ومستقر الأركان.

ثانياً: إن الفنون تقوم بعملية تنظيف للعقل وتطهير للنفس وتنقية للقلب، فهى لذلك تدخل فى تشكيل المكون الإنسانى وتركيبته البشرية وتجعله أكثر سلاماً مع النفس وأكثر احتراماً لاختيارات الآخرين، بل تدفع به إلى مكانة تجعله قادراً على التمييز وتخلق لديه الوعى وتصل به إلى موقع أفضل على خريطة المجتمع، فالفن لا يبتعد كثيراً عن صناعة «قادة الرأى» و«رواد الاستنارة»، مهما كانت الظروف صعبة والأحوال مضطربة.

ثالثاً: إن «الإرهاب» هو تعبير عن رسالة عشوائية ظاهرها العنف ومضمونها الجريمة، وهى غالباً ما تكون رسالة بلا عنوان، فتصيب الآمنين وتروع الأبرياء، لذلك فإنه يتعين على الأمة أن تستجمع قواها وأن تتقدم بكل ما لديها من أسلحة مادية ومعنوية لمواجهة ذلك الشبح الكئيب الذى يطل علينا بين حين وآخر، وهنا يجب أن نتدارك، قائلين إن «الإرهاب» ليس جريمة جديدة، ولكن تاريخ الأمم والشعوب عرف أنواعاً منه فى الغرب والشرق على السواء، ويكفى أن نلقى نظرة على التاريخ العربى الإسلامى لنكتشف أن موجات «الإرهاب» ظهرت فى تاريخ أمتنا صعوداً وهبوطاً عبر فترات متفاوتة من الزمن.

رابعاً: إن الموسيقى و«الدراما» تلعبان دوراً رئيسياً فى تهذيب الشعوب وترقية المشاعر وتقويض العنف، لذلك فإن رفع الذوق العام للناس من خلال الفنون والآداب ودعم المعرفة والثقافة هو سبيل للوصول إلى أفضل صيغة للتعايش المشترك بين المختلفين فى الرأى دون الوصول إلى نقطة المواجهة باستخدام العنف أو التهديد بالقوة، فالارتقاء بالمشاعر وسمو العواطف أمور تؤدى إلى تنقية الأجواء وتصفية النفوس والقضاء على التطرف والتعصب والمغالاة.

خامساً: إن «وزارة الثقافة»- بمفهومها الحديث- هى الموزع الأصلى للخدمات الثقافية من آداب وفنون وأشعار وأعمال مسرحية وأفلام سينمائية، لذلك فإن مسؤوليتها كبيرة فى توجيه شبكة الإنتاج الثقافى المصرى وتحريك منظومة المعرفة من خلال المادة الثقافية التى تؤدى إلى تحقيق الرسالة الأصيلة فى تكوين الإنسان المعاصر الذى ينبذ العنف ويؤمن بوطنه قبل كل اعتبار.

إن الفن لغة عالمية وتعبير مشترك بين البشر، لذلك فإن دوره فى بناء الشخصية وتكوين الأجيال الجديدة هو دور لا يخفى على أحد.. مرحباً بالفن الراقى الذى يدفع الأمة للأمام ويعالج أمراض الشعب ويطارد جرائم المجتمع.

arabstoday

GMT 04:48 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن والاستراتيجية المنتظرة لمكافحة الإرهاب

GMT 04:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مروان البرغوثي... في حالة السلم والحرب

GMT 04:45 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب وشي... قمة مستقبل الصراع

GMT 04:44 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القوى الثلاث بعد خروج إيران

GMT 04:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بوتين وأعراس ترمب

GMT 04:40 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عصر «السِّلم الساخن»

GMT 04:38 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

هل يجد ترامب الحل مع مروان البرغوثي؟

GMT 04:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ليس تقليلًا ولكن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن فى مواجهة الإرهاب الفن فى مواجهة الإرهاب



إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack
 العرب اليوم - نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 21:52 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

طقوس صباحية بسيطة لدعم صحة الكبد تشمل احتساء القهوة

GMT 15:33 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأرجنتين: تصويت مصيري وتدخل أميركي

GMT 15:49 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:03 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab