معضلة التصوّر للحدث المفاجئ

معضلة التصوّر للحدث المفاجئ

معضلة التصوّر للحدث المفاجئ

 العرب اليوم -

معضلة التصوّر للحدث المفاجئ

بقلم : فهد سليمان الشقيران

كان الأولون يعدون التغيّر السياسي المفاجئ مسألة توريط عميقة، سواء على المستوى الكلامي العقائدي أو الاجتماعي، وليس انتهاءً بالسياسي بل الوجودي.

إن النمط النظري في السياسة العربية معقّد وكثيف. عبر التاريخ شكّلت السياسة جزءاً من المدوّنات الرئيسية للفلاسفة والأدباء والعلماء، لأن النظريّة السياسية تحمل معها أفكارها المقلقة التي لم تُحسم آنذاك بشكلٍ تام، ولذلك نجدهم يكتبون حول السياسة الشرعية، والأحكام السلطانية وسواها من المدوّنات التراثية التي تحاول طرح نظرياتٍ شرعية، من أجل تدبير الشأن العام وسوْس الناس.

في عصرنا، ومع تطوّر الميديا تحوّلت الأخبار السياسية اللحظيّة إلى جزء من المتعة اليومية للناس أو كادت تكون؛ وذلك بسبب التفوّق التقني الهائل، والتطوّر المهني السريع، كل ذلك مصحوب بالجماليات البصرية، أما عن التسلسل الحدثي فلكأنهم يشاهدون سلسلة سينمائية طويلة.

معظم الناس لا يتابعون الأخبار بوصفها جزءاً من قصّتهم الشخصية، وإنما يتخذون منها فرصة لتزجية الوقت. ما عاد الخبر السياسي يقود إلى تكوين موقف فردي بالضرورة، بل أخذ آماده الأخرى الأكثر أنانيةً ولحظيةً ودنيويّة، بمعنى أن يكون الحدث المشاهَد قصارى ما يؤدي إليه تغذية المجالس بالحديث والنقاش ومحتوى للتداول.

متخصصون كثر درسوا سبب تحوّل الخبر لدى الإنسان إلى قصّة أكثر منه قضية، ومنهم من صعّد أخلاقياً ضد المشاهِد بسبب تسلّيه بقهوته لحظة إعلان الخبر الحزين، ولهذا نقاش نظري طويل.

بيد أن ثمة معضلات أكبر من تعقيدات النظريّة السياسية التاريخية، ومن كل تحوّلات صناعة الخبر السياسي الحالي، أعني بها مأساة التصوّر للحدث السياسي ومثالب تفسيره، وهذا ما أريد شرحه بهذه السطور.

لقد شكّلت منصّات التنظير السياسي في البودكاست للبعض فرصةً للتعالم، ولترويج الأكاذيب، والتغذّي على أقاويل تاريخية مغلوطة.

منذ عقدَين من الآن مرّت أحداث قويّة في الإقليم جعلت الرؤية عند البعض أكثر غشاوة. والآن بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تُستعاد المأساة التحليلية من دون أيّ تبصّر ولا إدراكٍ للتحوّلات وطبيعتها، مع فقدانٍ للحكمة في تبويب الموضوعات واستيعاب تغيّراتها، ولا تفريقٍ عندهم بين فهم الواقع والتعامل الحكيم مع الواقعة.

ثمة محاولات حثيثة لاستعادة موجات قديمة مثل القوميّة الرجعية والأصوليّة الكارثية، وصولاً إلى كتاباتٍ وتحليلات هدفها إعادة تفسير محدّث للخمينية السياسية، وهذا يعني أن الأفكار المرسلة من قبل تلك التيارات خطيرة وماكرة، خصوصاً بعد الانكسار الكبير لـ«حزب الله».

إنها كوارث فكرية جرّتها الأحداث الأخيرة المتصاعدة؛ هي غايةٌ بالمخاتلة ومعززةٌ بمحاولات التوظيف.

ما عادت التحليلات المتذاكية النزّاعة نحو الالتفاف على الأحداث بغية وضعها لصالح المحور المهزوم مقنعة. ثمة واقع آخر يتشكّل لا بد من فهمه بواقعيّةٍ وحكمة وحصافة.

لم يكن المضمون في بعض التحليل السياسي مشمولاً بتكوين نظريٍ كافٍ رغم أن الساحة مملوءة بمن يصفون أنفسهم بالخبراء أو المهتمين بالفلسفة السياسية. قلة من الكتاب والمفكّرين من استطاعوا -مثلاً- شرح مفهوم الدولة بوجه الرياح العاتية والتغيّرات الخطيرة المتسارعة، وهي تطوّرات مرعبة.

ثمة إجراءات كبيرة ومواقف أساسية قامت بها الدول التنموية الصاعدة، ولم يستطع العديد من المحللين شرحها أو تفهيمها للقارئ والمتابع بطريقةٍ نظريةٍ محكمة.

لم يكن المضمون المطروح حول التطوّر الأخير منذ سنواتٍ ثلاث مشمولاً بتعميق فكرة ضرورية، أساسها أن الحالة الإرهابية في الإقليم تحاول تزمين تمددها مع الموجات الشعبية والحركية الصاعدة، ما عدا أطروحات من نخبةٍ محددة.

الفكرة الأوّلية لا بد أن تُصاغ بضرورة فصل الأحداث عن مستغليها من المتطرفين والمارقين والمشاغبين. عبر تاريخنا الطويل مع كل حدثٍ ضخم تغتنم التنظيمات المتطرّفة الإرهابية هذه الفرص بغية ضرب مفهوم الدولة والانقضاض على السلطة. لا بد من فصل الواقعة السياسية الأخلاقية عن محاولات التوظيف الإرهابية.

الخلاصة؛ أن الحدث الضخم من الضروري أن تتعامل معه النخب بمستوى من المسؤولية. ثمة تحديات تأتي مع أي حدثٍ مفاجئ لا بد من درسها وتحليلها بطريقةٍ أكثر حيويّة.

دول الإقليم التنموية الصاعدة ومنذ عقدَين من الاضطرابات تمكّنت من لجم التحديات وهزيمة التطرّفات وسحق الخطط الآيديولوجية الجهنمية.

لطالما كان القادة والساسة عندنا أكثر حكمةً من المبصّرين والمثقفين والمحللين.

من زمنٍ طويل بقيت مهمّة المثقف العربي أحياناً عاجزة عن التواؤم مع الوعي السياسي المتفوّق، وربما معادية للرؤى الفاحصة المستقبليّة البعيدة المدى. من حسن حظّ هذا الإقليم أن وُجدت به دول تُدار بسياساتٍ حكيمة تجيد وبحنكة إدارة الأزمات، وتقود بلدانها إلى المسالك وتنجّيهم من المهالك، وهذا الهدف مرتقىً صعبٌ سلّمه على دولٍ أخرى في الإقليم تعيش آثار كوارث إدماج الدويلات في الدولة، وتغليب الحالة الآيديولوجية على الأسس الدنيويّة وعلى المشاريع التنموية.

arabstoday

GMT 05:38 2025 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا «تنتخب»

GMT 05:36 2025 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الهدوء في غزة يحرّك ‏مسارات السلام!

GMT 05:35 2025 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عمر ياغي هو المُهمّ في «نوبل»!

GMT 05:33 2025 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

السودان... تعقيدات عابرة للحدود مع تشاد

GMT 05:31 2025 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن كليوباترا ومارك

GMT 05:30 2025 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

صراع الروبوتات

GMT 05:28 2025 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فضاء يتَّسع للحوار في أصيلة

GMT 05:27 2025 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية الحرب على غزة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معضلة التصوّر للحدث المفاجئ معضلة التصوّر للحدث المفاجئ



درّة تتألق بالأحمر بإطلالات خريفية تمزج بين الفخامة والأنوثة

 العرب اليوم - درّة تتألق بالأحمر بإطلالات خريفية تمزج بين الفخامة والأنوثة
النجمة درّة في أحدث إطلالاتهاتُجسّد النجمة التونسية درة الأناقة الراقية بكل أبعادها، ولا سيما حين يتعلق الأمر بإطلالاتها باللون الأحمر، الذي بات علامة فارقة في أسلوبها، ورفيقها الأنيق في المناسبات والمواسم المختلفة. اختياراتها اللافتة لهذا اللون الجريء جعلتها مصدر إلهام لعاشقات الموضة، لا سيما في موسم الخريف والشتاء، حيث تتناغم دفء الأقمشة مع سطوة اللون، فتُولد إطلالات آسرة لا تُنسى. في أحدث ظهور لها، تألقت درة بإطلالة أنيقة من توقيع المصمم جورج حبيقة، اختارت خلالها طقمًا أحمر قانيًا مميزًا يجمع بين الفخامة والجرأة. تكون اللوك من معطف طويل مطرز ببريق ناعم على الكتفين والأكمام، نسقته مع كنزة برقبة عالية وسروال من الجلد اللامع بنفس الدرجة، لتخلق حضورًا عصريًا يعكس الثقة والذوق الرفيع. أكملت الإطلالة بحذاء أحمر بكعب عالٍ وأقراط طويلة متدلية، في مظهر متكامل يمزج بين الكلاسيكية والحداثة. كما ظهرت درة سابقًا بفستان مستقيم من الأحمر الداكن يتميز بياقة هندسية مربعة وأكمام طويلة، زُين بأزرار صغيرة على طول الأمام، ما أضفى على الإطلالة لمسة أنثوية ناعمة. وحرصت على تنسيق الحذاء بنفس لون الفستان لتعزيز الانسجام اللوني. وفي إطلالة عملية، اختارت درة معطفًا أحمر بقصة مستقيمة وأكمام واسعة، ونسقته مع سروال جلدي أسود ضيق وكنزة سوداء، وأضافت لمسة عصرية بحذاء رياضي أبيض مزين بالتفاصيل الحمراء، مع حقيبة كتف صغيرة سوداء، لتظهر بمظهر يجمع بين الراحة والرقي. وفي سهرات السجادة الحمراء، لطالما كانت درة محط أنظار بفساتينها الحمراء الفاخرة. في إحدى إطلالاتها المميزة، اختارت فستانًا من دولتشي أند غابانا بقصة ضيقة وأكمام طويلة، تميز بحزام يبرز الخصر، مع وشاح أمامي أضفى حرية وانسيابية على التصميم، ونسقته مع صندل ذهبي ومجوهرات ماسية. كما تألقت بفستان مخملي أحمر من تصميم أنطوان قارح، جاء بقصة ضيقة وكتف مكشوف مع أكمام غير متوازنة، ما منحها حضورًا جريئًا وراقٍ في آن واحد. واستعانت بمجوهرات لامعة وحقيبة فضية لإكمال الطلة. وفي مناسبة أخرى، خطفت درة الأنظار بفستان أحمر داكن مزين بتطريزات دانتيل وزهور بارزة، بقصة تحتضن الجسم وأكتاف مكشوفة تزيد من سحر الإطلالة، مكتفية بمجوهرات بسيطة لتترك الفستان يتحدث عن نفسه. وتنوعت إطلالاتها الرسمية كذلك، إذ ارتدت بدلة كلاسيكية كاملة باللون الأحمر من تصميم Honayda، جاءت بتصميم مريح وجريء في آن، مع ياقة مزينة بإكسسوار ذهبي ناعم، لتكسر النمط التقليدي للأزياء الرسمية الداكنة. وفي إحدى الإطلالات العملية، ارتدت درة طقمًا من الساتان الأحمر الغامق، بسروال عالي الخصر وبلوزة مزينة بثنيات، برقبة مرتفعة وأكمام واسعة، عاكسة أسلوبًا عمليًا بلا تخلٍ عن الأنوثة. ومن جلسات التصوير، أطلت بفستان فضفاض من Valentino، اتسم بتصميم ناعم بكتف مائل وكم طويل يشبه جناح الخفاش، ما جعلها تبدو كأنها تتنقل بين الأناقة الحالمة والبساطة المتقنة. وتُعد النجمة درة من أبرز الأسماء التي أبدعت في تنسيق اللون الأحمر بأشكاله المختلفة، محولة إياه إلى عنصر قوة وأناقة، يليق بها في كافة المناسبات، من الإطلالات اليومية إلى أزياء السجادة الحمراء، في تجسيد صادق لأنوثة لا تعرف المبالغة، وأناقة تليق بفصل الخريف وشتائه الدافئ. قد يهمك أيضــــاً: درة تكشف تفاصيل تجربتها الأولى في الإخراج درة تحقق حلمها بدخولها عالمي الإنتاج والإخراج لأول مرة
تونس ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ضربة أميركية تستهدف تنظيم القاعدة في سوريا

GMT 07:32 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

آليات عسكرية إسرائيلية تتوغل داخل ريف القنيطرة

GMT 03:59 2025 الثلاثاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش المصرى

GMT 17:19 2025 الثلاثاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

سعد لمجرد يوجه رسالة مؤثرة إلى فضل شاكر بعد تسليمه نفسه

GMT 17:28 2025 الثلاثاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يتعهد بضمان التزام الأطراف باتفاق غزة المرتقب

GMT 03:54 2025 الثلاثاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الروسي مدفيديف يبلغ الدور الرابع لبطولة شانغهاي للتنس

GMT 03:49 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس وزراء قطر ووفد تركي ينضمان لمباحثات بشأن غزة في مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab