بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
قرأت أمس، فى موقع «اليوم السابع» الإخبارى (24/12) بعض التوضيحات لقانون رعاية المسنين فى مصر،الذى يتعلق برعاية حقوق كل مصرى بلغ الخامسة والستين ميلادية، وكذلك الأجانب المقيمون بالبلد إقامة قانونية، بشرط المعاملة بالمثل. غير أننى للأسف الشديد لم يسبق لى أن سمعت عن ذلك القانون من قبل، بالرغم من أنه صدرفى أبريل 2024 (قانون رقم 19 لسنة 2024). ولما كنت أنا قد تعديت الآن سن الثامنة والسبعين، أى تجاوزت سن الخامسة والستين بكثير، فبلغت من العمر أرذله، كما يقال!فقد اهتممت كثيرا بالتعرف على ما يتيحه ذلك القانون للمسنين من أمثالى، سواء من جهاز الدولة، أو الحماية والرعاية الاجتماعية، وصندوق رعاية المسنين. إلخ. تلك تشريعات رائعة لايمكن إطلاقا التقليل من أهميتها.غير أننى فى الحقيقة - وعلى المستوى الشخصى – أفرق كثيرا بين السن والعمر! فالسن، هو العدد الحسابى للسنوات التى عشتها فى حياتك، أما العمر فهو يتعلق بإحساسك بذاتك وحياتك! فقد نشاهد شخصا فى «سن» الثلاثين، ولكنه يعيش ويمارس حياته وكأنه فى السبعين من عمره! والعكس بالنسبة لآخرين، فقد يكونون فى سن السبعين أو الثمانين ولكنهم يعيشون بعقلية وسلوك الشباب! والحقيقة أننى أحب أن أكون من النوع الثانى، ولا أشعر بغير ذلك إطلاقا. ويغرينى ويجذبنى كثيرا كل ماهو جديد من أفكار واختراعات أشعر بالرغبة فى تفهمها، والتجاوب معها، بقدر الإمكان! غير أن من المهم القول هنا، إن ذلك التجاوب مع «الجديد» يكون أسهل على مستوى الاختراعات والابتكارات «العلمية» أو «المادية» (التى تطل علينا - بل على الدنيا كلها – الآن بابتكارات الذكاء الاصطناعى التى لاتزال الآن فى مرحلتها الابتدائية) منه على مستوى الأفكارالاجتماعية والسياسية، التى تتطلب وضوحا ونضجا فكريا عميقا! غير أنه ،على كلا الصعيدين، تطرح علينا تحديات هائلة لا ينفع معها إلا جرأة التفاعل الإيجابى والتعلم، ثم... الابتكار والابتكار والابتكار!