بقلم - حسن المستكاوي
** فى عام 1995 قبل أسابيع من إعلان اسم الفائز بالكرة الذهبية قلت إنه سيكون جورج وايا، وكان ذلك فى مقال نشر بمجلة سوبر الإماراتية وفاز وايا بالفعل بالجائزة. لم يكن ذلك سبقا أو خبرا صحفيا ففى ذاك العام كان رئيس ليبيريا فيما بعد يسابق نفسه ولا يسابقه أحد. وغدا سوف تعلن مجلة فرانس فوتبول أسماء 30 مرشحا للفوز باللقب الغالى حين يعلن ملك كرة القدم فى هذا العام فى سبتمبر المقبل فى باريس. والجائزة تمنح على أساس مستوى اللاعب بين أغسطس 2024 و31 يوليو 2025، والمرشحون الأساسيون للكرة الذهبية هذا العام، يمكن اختصارهم فى عثمان ديمبلى، وأشرف حكيمى، ومحمد صلاح، ويامين لامال وأضيف رافينيا لأنه لاعب رائع.. ولكن لا يجب أن تخرج الجائزة عن أحد الأسماء الأربعة الأولى. (تذكر ذلك جيدا حين يعلن اسم الفائز).. لكن لماذا اختصر السباق بين هؤلاء؟
** كانت فرانس فوتبول قد أزاحت، من معاييرها للفوز بالجائزة ربطها بالبطولة. وتعبير أزاحت لا يعنى إلغاء المعيار. وتعبير أزاحت أيضا لم يعنِ أنها استبعدت المعيار فعلا. إلا أن كرة القدم لعبة جماعية، والبطولة يحققها فريق وليس لاعبا واحدا. صحيح يكون للنجم السوبر دوره فى الإنجاز لكنه بدون الزملاء فى الفريق سيكون من المستحيل تحقيق الإنجاز.
** ما زال معيارى الأول فى اختيار أحسن لاعب فى العالم فى موسم ما مرتبطا بدرجة ما يقدمه من إبداع ومن مفاجآت فى كل لعبة تقريبا، وهو هذا اللاعب الذى تحب أن تذهب الكرة إليه حتى تستمتع بما يقدمه. ولا شك أن الأرقام والأهداف والقياسات لها دور فى اختيارى، لكنها ليست المعيار الأول. ولعل الدور الذى يمارسه اللاعب وتأثير هذا الدور على فريقه يأتى بالنسبة لى كمعيار ثانٍ بعد الإبداع. ويمكن أن تختلفوا على «معيار الإبداع».. الذى يعرفه البعض بأنه مراوغات اللاعب أو أهدافه الساحرة، إلا أن الإبداع هو مجموعة أشياء يفعلها اللاعب فى الملعب فتنتج أكبر قدر من الإبداع والمتعة ومن ذلك تمريرة ساحرة مثلا.
** عثمان ديمبلى مرشح بقوة لدوره فى فوز باريس سان جيرمان بأربعة ألقاب، الموسم المنتهى، وتأهل باريس سان جيرمان للمباراة النهائية لكأس العالم للأندية. إن أسلوب اللعب الذى طوره لويس إنريكى فى باريس سان جيرمان، يستحق الإعجاب، إنهم لا يعتمدون فقط على الجانب التكتيكى أو القدرات الفردية؛ بل يعتمدون على مبادئ الفريق. إذا نظرت إلى أى مباراة، تجد أن التكتيكات قابلة للتغيير طوال الوقت. وانظر مثلا إلى دور عثمان ديمبلى فى الضغط وفى التحرك وهو أول المدافعين وأول المهاجمين. تجده على حافة منطقة الجزاء، مستعدا للجرى، يطارد حارس المرمى. وضاغطا كمدافع.
** وانظر إلى دور أشرف حكيمى ونونو مينديز. إن وصفهما بالظهيرين غير دقيق وكل منهما يلعب دورا مختلفا، وهما ملزمان بالهجوم وبالدفاع. وأشرف حكيمى تحديدا هو الظهير الجناح أو العكس الجناح الظهير. وهو من أسرع لاعبى العالم. ويمكنه أن يكون لاعب وسط أو ظهيرا أو جناحا.
** أما محمد صلاح فدوره فى فوز ليفربول باللقب رقم 20 فى تاريخه بالدورى الإنجليزى معروف. وهو صاحب الأهداف والتمريرات الساحرة المؤثرة، وهداف أقوى مسابقة محلية فى الكوكب وهو صانع العب الأول لفريقه، وهو أيضا من اللاعبين الذين لا يمكن الاستغناء عنهم فى الفريق. وإبداع صلاح يكمن فى رشاقته وسرعة جريه وسرعة قدميه وخفتهما. وهو يسجل أهدافه بنفس الطريقة تقريبا لكنه يخدع خصومه فى كل مرة، ويتنوع مسار الكرة التى يركلها فى كل مرة.. وهو أول لاعب فى تاريخ البريميرليج يتوج بثلاثة ألقاب: الهداف برصيد 29 هدفا. أحسن لاعب من رابطة الدورى. وصانع الألعاب الأول.
** يامين لامال مهاجم برشلونة، البالغ من العمر 17 عامًا، موهبةٌ لا تتكرر إلا مرةً كل 20 عامًا.. يقدم عزفا منفردا فى كثير من الأحيان، ويسجل أهدافا لا يمكن تصورها أو توقعها، ويقال عنه إنه موهبة تتكرر كل نصف قرن أو كل 20 عاما، وأصحاب الرأى هم أعتى المدربين ويوصف أحيانا بأنه عفريت برشلونة والجناح المُتجول فى الملعب وهو أساس كل المباراة، ومصدر الإلهام للمعلقين والمحللين، لكن هل يكفى فوز برشلونة بالدورى مثلا كمعيار لمنح يامين لامال الكرة الذهبية؟
** ورافينيا جناح رائع لفريق برشلونة، ومهاراته مذهلة، وهو صانع لعب البرازيل ولعب دورا رئيسيا فى تتويج فريقه بالدورى والكأس والتأهل إلى الدور قبل النهائى فى دورى الأبطال.
** على أى حال دعونا ننتظر ونرى ملك الكرة الذهبية هذا العام.. وثق سيكون حتما وتحديدا واحدا من أول أربعة؟