بقلم:حبيبة محمدي
فى البدء كانت الحكمة، كان السؤال جوهر المعرفة، كان التفكير، كان العقل، فى البدء كانت القيم الإنسانية السامية الرفيعة: الحق، الخير والجمال.
فى البدء كان الإنسان الذى يفكر ويفهم ويعى، وينشر الأخلاق والفضائل.
وقديما، جعل الفيلسوف «أفلاطون» الفلاسفة على أعلى القمة، فى مدينته الفاضلة، حين قسم المجتمع إلى ثلاث طبقات، حسب النفس البشرية: العقل، الغضب، والشهوة، يعادلها: الفلاسفة، الجنود، وعامة الناس، «الدهماء».
هذا من الذاكرة، حيث قراءة أفلاطون أول معلمى الفلسفة بعد «سقراط»، وهما من طائفة الفلاسفة الأدباء.
بدأت فكرة الاحتفاء بالفلسفة، عندما تبنتها منظمة «اليونسكو»، وكان ذلك فى الخميس الثالث من شهر «نوفمبر»، وقد تم الاحتفال به لأول مرة فى ٢١ نوفمبر عام ٢٠٠٢.
هى الفلسفة بأصلها اليونانى القديم، باشتقاقاتها المعرفية واللغوية، لكنها تبقى مفتاح المعارف، ومعراج الأفكار.
والفلسفة مشتقة، لغويا، من الكلمة اليونانية، philosophia، والتى تعنى «حب الحكمة»، هى الفلسفة- إذًا- «فيلوصوفيا»، حسب أصلها اليونانى، وبالفرنسية والإنجليزية: Philosophie وphilosophy.
وإذ يحتفى العالم بالفلسفة، فهو يحتفى بماهية الإنسان الأصيلة، وجوهره الخالد، كإنسان، فلا كائن يمارس التفكير والنقد والتحليل، ويغوص فى التأمل، غير الإنسان!!، ولا يدرى بعض الناس أننا نمارس الفلسفة منذ الوعى الوجودى الأول، وأن الفلسفة فطرية فينا، ولصيقة بنا، وتتجلى فى كل حياتنا ويومياتنا وتفاصيلنا، حيث كل أسئلة الحياة وحتى أجوبتها هى محض فلسفة!.
وعلى المشتغلين بالفلسفة وأساتذتها ومعلميها أن يعلموا النشء كيف يفكرون، ولا يلقنونهم أفكارا جاهزة، بل يعلمونهم كيفية التفكير.
وتقع على عاتق مجتمعاتنا مسؤولية الاهتمام بالفلسفة ومنحها القيمة الجديرة بها، والتعريف بدورها، وذلك من خلال المؤسسات التعليمية، عبر مراحل التعليم المختلفة، من أجل نشر الوعى بأهمية الفلسفة، كمنهج للتفكير، ومنهج للحياة ككل، على أسس موضوعية وعلمية حقيقية.
وإذا كان السؤال هو مفتاح المعرفة، وباب المعلومة، فنحن نسأل لنفهم أكثر، لأن غاية الإنسان هى الفهم، وليس تلقين معلومات!!، لذلك فإن الأسئلة ضرورة، طالما هناك عقل يمارس التفكير النقدى وبمنهجية علمية.
والسؤال هو جوهر المعرفة، حيث تتولد الأجوبة من الأسئلة، وكما كان يفعل «سقراط» انتصارا لمهنة «أمه»، التى كانت «قابلة» تولد النساء، فلقد كان مثلها، يولد الأفكار بواسطة الأسئلة!!.
كل عام والعالم أجمل بالفكر والمعرفة، وبالقيم الإنسانية: الحق، الخير والجمال!.