بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
أعتذر - عزيزى القارئ - عن ذلك الحديث المتأخر، عن واقعة مر عليها أسبوع تقريبا ولكننى أجلته بحكم أولوية متابعة الأحداث الساخنة من حولنا.! واليوم أعود إليها فى نهاية الأسبوع، وأقصد بها، مشاركة الملكة مارى، ملكة الدنمارك فى حفل افتتاح «المتحف المصرى الكبير»..، والذى كان بالفعل، حدثا عالميا بامتياز! وابتداء أقول لك إن الدنمارك بلد صغير، فى شمال أوروبا، يبلغ عدد سكانه نحو 6 ملايين، أى أكثر بقليل من نصف سكان القاهرة!ولكن الدنمارك تعد - وفق آخر المؤشرات – رقم واحد فى العالم، من حيث جودة الحياة فيها! ورقم 2 من بين أسعد الدول فى العالم..! أى أفضل بكثير من متوسط مستوى المعيشة فى الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا أو سويسرا.....إلخ! والنظام السياسى فى الدنمارك، نظام ملكى دستورى عريق، يعود إلى ألف ومائتى عام! والرعاية الصحية مجانية، ولا يدفع الطلاب أى رسوم دراسية، ويتلقى الكبار فيها معاشات تقاعدية كريمة، أى أنها بعبارة عامية، مملكة يسودها «الروقان» إلى أقصى حد! إن أروع ما تتصف به الملكة مارى، هو وعيها واستيعابها الثقافى الهائل للحضارة المصرية القديمة، والذى دفعها لأن تقوم، فجر وصولها إلى مصر، بزيارة منطقة الأهرامات عند شروق الشمس، لتلتقط صورا بديعة أمام هرم خوفو وأبوالهول، لتصبح على الفور لقطات تشعل الترند (كما يقال الآن) على جميع وسائط التواصل الاجتماعى، على ملايين «الموبايلات» فى العالم. غير أن ذلك لا ينافسه أبدا إلا نظرة انبهارها وخشوعها، التى سجلتها مئات الكاميرات والعدسات، وهى تتأمل القناع الذهبى لتوت عنخ آمون، فى قلب المتحف المصرى الكبير..، وأتمنى أن تسجل إدارة المتحف الكبير، هذه اللقطات كلها، للملكة الدنماركية، فهى بالقطع أحد أصدق التعبيرات عن الإعجاب العالمى بالحضارة المصرية القديمة، والتى تحمل لنا تحديا هائلا وجادا، بأن نكون جديرين بانتمائنا إليها!.