المدينةُ الفاضلة وبُؤسُ الواقعِ

المدينةُ الفاضلة وبُؤسُ الواقعِ!

المدينةُ الفاضلة وبُؤسُ الواقعِ!

 العرب اليوم -

المدينةُ الفاضلة وبُؤسُ الواقعِ

بقلم:حبيبة محمدي

غالبًا، ما يظهرُ التوْقُ إلى المدينةِ الفاضلةِ، مدينةِ الحقِ والخيرِ والجَمالِ، فى زمنِ الانحطاطِ، بحيث، وبشكلٍ مُطردٍّ، كلّما امتلأَ المجتمعُ بـ«غُثاءِ» الأخلاقِ، وبالنفوسِ المذمومةِ، ازدادَ الإنسانُ شوقًا إلى المدينةِ الفاضلةِ!

الفيلسوفُ اليونانى المعروفُ «أفلاطون»، صاحبُ «الجمهورية»، وغيرِها من المؤلَفاتِ الرائعةِ، والذى يُعتبرُ فيلسوفًا من طائفةِ الأدباءِ، والذى عاشَ تجاربَ القرنِ الرابعِ «ق.م»، فى «أثينا»، وهو، أيضا، فيلسوفٌ مثالى، وذو اتجاهٍ صوفى، حيث يمكنُ تفسيرُ سببِ ذلك، بالرجوعِ إلى ظروفِ عصرِه، (فأفلاطون لم يكتبْ فلسفتَه فى عصرِ ازدهارِ الحضارةِ الأثينية الذى توّجَ العقلَ وحريةَ الرأى، وإنَّما نمتْ فلسفتُه وازدهرتْ فى عصرِ انحدارِ هذه الحضارةِ)!. وما فلسفةُ أفلاطون المثاليةِ، سوى ردِّ فعلٍ، تجاه رداءةِ الواقعِ، والتطلّعِ إلى واقعٍ أجملٍ وأفضل!. المعروفُ أنَّ كتابَ «الجمهورية» لأفلاطون، له ترجماتٌ عديدةٌ، أهمّها على الإطلاقِ، ترجمةُ المفكرِ المصرى الكبيرِ أستاذنا الدكتور «فؤاد زكريا» رحمَه اللهُ.

وقال عنه «إِمرسُنْ» (احرقُوا كلَّ الكتبِ، ففى هذا الكتابِ غنًى عنها)!.

فهو كتابٌ ما بين الفلسفةِ والأدبِ والفنِ والجَمالِ، بل وحتى السياسة وعلم النفس، جمعَ فيه «أفلاطون» خلاصةَ ما عرفه من الفلسفةِ والفكرِ فى عصرِه، وما سبقَه.

من أفكارِ الكتابِ، وفيما يُشبه «اليوتوبيا»، كتبَ «أفلاطون» عن«مفهومِ العدالة»، والتى اعتبرَ أنَّها تعاونُ كلِّ أجزاءِ المجتمعِ تعاونًا متوازنًا، فيه الخيرُ للكلِّ. وقد شبّه «أفلاطون» الدولةَ بأجزاءِ الإنسانِ، منها، الرأسُ، وفيه العقلُ وفضيلتُه الحكمة، وتُمثِّلُه طبقةُ الحُكام، وهؤلاء أقلّيةٌ صغيرة تهتمُّ بالتأملِ والفهمِ، ثمَّ القلبُ، وفيه العاطفة، وفضيلتُه هى الشجاعة، وتُمثِّلُه طبقةُ الجيشِ، وهؤلاء يحبُّون الشجاعةَ، والدفاعَ عن الأوطانِ، والنصرَ!.

وثالثًا، البطنُ، وفيه الشهواتُ، وفضيلتُه الاعتدال، وتُمثِّلُه طبقةُ الصُّناعِ والعمالِ وهُم عامةُ الشعبِ، أو «الدَهماءُ» كما يُسمِّيهم.

وقد رفعَ أفلاطون من شأنِ الحُكماء والفلاسفةِ، لأنَّ الحكمةَ هى الأعلى والأفضلُ، وهى رأسُ الإنسانِ!. بالحكمةِ والمعرفةِ والعِلمِ، يحكمُ الإنسانُ العاقلُ والمفكرُ، الدولَ والمجتمعاتِ!.

ففى المجتمعاتِ الفاضلةِ، الأولويةُ تكونُ للحكمةِ ولأصحابِ الفكرِ، كالفلاسفةِ والعلماءِ.

(والطبقيةُ فى المدينةِ الفاضلةِ لا تقومُ على أساسٍ عنصرى، بل كان «أفلاطون» يرى أنَّ هذه هى العدالةُ، لأنَّ التقسيمَ يقومُ على أساسِ الهِباتِ الفِطريةِ للبشرِ، وتتحققُ العدالةُ، عندما يقومُ كلُّ فردٍ بدورِه المُخصّصِ له)...

والفيلسوفُ الإسلامى «الفارابى»، أيضا، كتبَ عن مفهومِ المدينةِ الفاضلةِ، سأكتب عنه، لاحقا. بحولِ اللهِ.

- طوبى للحكمةِ وللفُضلاءِ!

وما أشدَّ الواقعِ بؤسًا، عندما يكونُ بعيدًا عن الفضيلةِ، وعنِ الحقِ والخيرِ والجَمالِ! عن القيّمِ الإنسانيةِ!!!.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدينةُ الفاضلة وبُؤسُ الواقعِ المدينةُ الفاضلة وبُؤسُ الواقعِ



ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:19 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

بسمة بوسيل تكشف سراً جديداً عن روتينها اليومي

GMT 18:42 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

نانسي عجرم تدمج اللمسة المغربية في أحدث أعمالها

GMT 16:11 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أنوشكا تهاجم مشاركة البلوغرز في الأعمال الفنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab