بقلم:فاروق جويدة
يشهد العالم الآن مشروع تقسيم للقوى سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، والواضح أن الخرائط تتغير، وأن الأدوار لم تعد كما كانت، وأن القادم يبدو مختلفًا، إذا لم يكن غامضًا.
إن أمريكا تريد أن تتصدر المشهد، وهى تستطيع ذلك كأكبر قوة عسكرية ضاربة، لأنها الأكثر تقدمًا، والأغنى مالًا، والأكثر نفوذًا.
إن أمريكا تحاول أن تخرج من كل انتماءاتها القديمة، إنها تريد أن تتخلص من أعباء أوروبا فى كل المجالات، وهى تسعى إلى إغلاق ملفات الخلافات مع روسيا والكتلة الشرقية، وهى تريد أن تتفرغ للعدو القادم ممثلًا فى الصين وتوابعه فى شرق آسيا.. ومن هنا، فإن أمريكا تحاصر الصين فى العالم العربي، خاصة دول الخليج، وتَمدُّ جسورها نحو الهند وإيران وإفريقيا.. ولم يكن شيئًا غريبًا فى هذا السياق أن تضرب المشروع النووى الإيراني.
إن أمريكا تريد الشراكة مع إسرائيل، ولكنها لن تراهن عليها وحدها، إن إيران أهم، والخليج العربى الأغني، والهند وباكستان مناطق نفوذ صينية، وهى فى حسابات أمريكا تحتل أهمية خاصة.
إن أمريكا قررت أن تكون صاحبة القرار وسيدة العالم، وكانت تجربتها فى إيران بداية مشروعها فى إدارة شئون العالم.
السؤال هنا: وأين بقية الأدوار؟ أين الصين وروسيا وأوروبا؟ كل هذه الأدوار مواقف مؤجلة، حتى يأخذ الأسد ما يحب من الوليمة، وما دام هو الأقوى والأغني، فعلى الجميع أن ينتظر حتى يأكل الأسد من الوليمة ما يريد.
الرئيس ترامب لن يتنازل عن حقه فى إدارة شئون العالم، ولن يقبل أن يكون مجرد لاعب فى فريق، لأنه يمثل الفريق كله..
على جانب آخر فإن المشروع الأمريكى فى السيطرة قد يتعارض مع أطماع إسرائيل وربما تعارضت المصالح واختلفت الأطماع.