بقلم:فاروق جويدة
أجمل الأشياء التى خلقها الله فى الإنسان الرحمة، ولذلك اختص بها ذاته: الرحمن الرحيم، ووصف بها نبيه عليه الصلاة والسلام: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، وبديل الرحمة هو الظلم، وهو أحط الصفات فى البشر. وكلما سادت الرحمة انتشر الخير، وكلما ساد الظلم كان الخراب.
والخراب ليس تشريد الناس ونهب أموالهم، ولكن خراب النفوس. بداية خراب الأشياء أن هدم الإنسان يسبق هدم الأشياء.
وهناك زمان للرحمة، وعصور للظلم. والشيء الغريب أن الظلم أحيانًا يكون صناعة بشرية: أن تظلم جارك وتجور عليه، أن تمارس القسوة مع إنسان بريء، وقد يظلم الإنسان نفسه: وما ظلم الناس إلا أنفسهم.
وفى عصور الانحطاط ينتشر الظلم، ويصبح سلعة رائجة بين المتاجرين والمغامرين، والذين يستمتعون بظلم الناس.
وفى مواكب الزمن ترى حولك قلوبًا تعرف الرحمة، وتُمد يدها للضعفاء وأصحاب الحاجة. والرحمة لا تعرض نفسها، ولا تتاجر بما تفعل، لأنها تترفع وتأبى أن تبالغ فى الزهو، لأن الرحمة إحساس متواضع.
إذا وجدت الرحمة فى أى مكان، حاول أن تتشبه بها. وإذا اقترب الظلم منك، فاستعذ بالله، لأنه شيطان يحمل ملامح البشر.
من أسوأ الأشياء فى الحياة أن يستسلم الإنسان للظلم ويعتاده ولا يقاومه، أما الرحمة فهى الوجه الحقيقى الذى خلق الله الإنسان عليه.
وأجمل الأزمنة وأرقى البشر هم من عرفوا الرحمة ورفضوا الظلم، وما بين الرحمة والظلم تمضى رحلة الحياة.
الدفاع عن الرحمة أرقى سلوكيات الإنسان، والاستسلام للظلم أحط ما فيها، وعليك أن تختار أن تكون الأرقى أم تكون الأحط.