بقلم:فاروق جويدة
هناك منافسة شديدة بين الفضائيات حول الإعلانات، ومن لديه القدرة على الحصول على أكبر مساحة منها، وقد وصلت المواجهة إلى مناطق الحرب التجارية.. إن كمية الإعلانات معروفة، والجميع يطمع فيها، وكان ذلك سببًا فى إنتاج دراما السوق، وأى المسلسلات يحقق الدخل الأكبر، واشتعلت المنافسة بين الفنانين، وارتفعت الأرقام وتجاوزت حدود الملايين، وكان يكفى أى فنان أن يشارك فى مسلسل واحد مقابل بضعة ملايين، وصل بعضها إلى رقم الخمسين مليونا.. ومع صفقات المسلسلات، كانت هناك صفقة أهم، وهى الإعلانات، وتسابق الفنانون أمام أرقام خيالية تدفعها شركات الإعلانات، وفى روايات كثيرة أن بعض الفنانين حصل على ملايين الجنيهات مقابل الظهور فى إعلان لا يزيد على بضع دقائق.. وأصبحت المنافسة على من ينتج مسلسلًا يحقق الجماهيرية، وهو الذى يأتى بالإعلانات، وكانت النتيجة البحث عن دراما ناجحة يسعى المعلنون إليها، وأمام تنوع الأعمال، اتجهت الإعلانات إلى قنوات محددة، بينما خلت قنوات أخرى من هذا المورد الكبير، الذى يكفى لسداد تكلفة الإنتاج وحقوق الفنانين..
وهنا ظهرت مشكلة أموال الإعلانات وإلى أين تذهب، خاصة أن مصادرها واحدة، وأن المنافسة على رصيد واحد من الأموال، وهو عادة من مصادر مصرية، لأن كل دولة تحتكر إعلاناتها. وأمام ارتفاع حصيلة الإعلانات، خاصة فى شهر رمضان، زادت حدة المنافسة بين القنوات المصرية والقنوات الأخري، التى دفعت الملايين لإنتاج مسلسل ناجح بنجومه وجماهيره وإعلاناته.. وأغرب ما فى القصة كلها أن الإعلانات مصرية الهوى والتمويل، وكان ينبغى أن تكسب السباق..