بقلم - أسامة الرنتيسي
الأول نيوز – كل شيء في الاردن يخضع للتجريب، في السياسة والاقتصاد، في القرارات الحكومية، في القوانين، في الإعلام، في الاستراتيجي واليومي، نختبر كل شيء، لهذا فقد نكون من أكثر بلدان العالم في القرارات الوزارية، في التعيينات والتغييرات.
في معظم جلسات مجلس الوزراء يخرج خبر او اثنان، عن تعيينات جديدة، واستقالات جديدة، بعضها مرت عليه فترة بسيطة، وباب التجريب مفتوح على كل شيء.
في السياسة، قالوا تعالوا لنجرب الحالة الحزبية، فجاءت الاجتهادات بسرعة، علينا تجهيز حالة حزبية تحت الطلب، وكانت النتيجة فشل كبير في أول معركة انتخابية خاضتها هذه الأحزاب، والآن عندما فكرنا بالتصويب، جاءت المحاولات بالعقلية ذاتها التي أشرفت على التأسيس، فك وتركيب، دمج واحتواء، تجميع من دون أية قاعدة مشتركة، فكيف ستكون النتيجة المرجوة، بكل تأكيد تجديد الفشل.
في الاقتصاد؛ نجرب أفكارا قد لا تنتج شيئا، ونذهب في حالات معينة إلى التفكير بأننا وجدنا الحل الاقتصادي الناجع لمشاكلنا كلها، لنكتشف اننا ندور في دائرة ونكتفي بالقول مكانك سر، فلم نحل أزمة اقتصادية وقعت فيها البلاد، بل بالعكس تتراكم المشاكل الاقتصادية ويستعصي حلها، ولا نتوقف عن التجريب.
في الإعلام، التجريب ظاهرة واضحة للعيان تعيينات رؤساء الهرم لمؤسسات نكتشف بعد عام أو أقل من عام أننا لم نصلح شيئا، فنستبعد المسؤول الذي تم تلميعه كثيرا، وأنه أبو العُرّيف ، ونأتي بشخص جديد، نمنحه فرصة التجريب فينا، ولهذا في بضع سنوات حرقنا عشرات الأسماء في مواقع إعلامية تم التجريب فيهم.
للأسف التجريب ليس فقط في اليومي، بل قد يصل إلى الاستراتيجي، لهذا تطرح كثير من الأفكار والمشروعات المهمة لكنها لا ترى النور ونعود مرة أخرى لنجرب المجرب، وكأننا لا نعرف أفق التقويم والدراسة قبل إقرار الحدث أو اتخاذ القرار، ونبدأ بمتابعة القرار أو الشخص الذي صُمّم لرأس هرم مؤسسة لنكتشف بعد حين وفي أقرب فرصة أن الاختيار لم يكن موفقا، ونمنحه فرصة تحسين الأحوال، لكننا في النهاية نكتشف أننا وقعنا في فخ التجريب، ويدفع المواطن ضريبة هذا التجريب.
الدايم الله…