أخطر دروس قضية دلجا

أخطر دروس قضية دلجا

أخطر دروس قضية دلجا

 العرب اليوم -

أخطر دروس قضية دلجا

بقلم - عماد الدين حسين

هل تتذكرون حادثة وفاة أسرة قرية دلجا المأساوية بمركز دير مواس بالمنيا بين ١٢ و٢٥ يوليو الماضى؟
وهل تتذكرون أن غالبية التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعى اتجهت إلى إدانة الحكومة وأجهزتها خصوصًا وزارة الصحة بأن هناك ميكروبًا أو عدوى أو مرضًا غامضًا أو التهابًا سحائيًا وراء الوفيات التى أدت إلى مصرع الأطفال الستة ووالدهم خلال ١٣ يومًا؟!
وقتها تحول غالبية المعلقين إلى خبراء فى سائر الأمراض خصوصًا المعدية، وتنافسوا فى الإفتاء بغير علم فى كيفية حدوث الوفيات.
قبل أيام تم فك اللغز إلى حد كبير، واعترفت زوجة الأب الثانية أمام الأجهزة المختصة بأنها تقف وراء الجريمة البشعة، وأقرت بأنها هى من قامت بوضع نوع قاتل من المبيدات الحشرية يدعى كلورفينبير.
فى عجين الخبز الشمسى، وهو نوع من الخبز منتشر فى قرى كثيرة بين أسيوط والمنيا.
هذا المبيد الحشرى سبب شللًا فى الخلايا بشكل عام، كما يؤدى إلى انهيار التنظيم الحرارى للجسم وفشل الأجهزة الحيوية حتى توقفها عن العمل
وأعراضه الأولية قىء وسخونة وهذيان.
هى بررت جريمتها النكراء بأنها أرادت الانتقام من الأسرة بأكملها لأن الأب أو الزوج قام برد ضرتها أو زوجته الأولى والدة الأطفال الستة مرة أخرى. وخشيت أن يطلقها، تبريرها أن ذلك قد يمنعه من رد الزوجة الأولى.
الغريب أن الزوجة الثانية المتهمة بالقتل كانت حاملًا أثناء ارتكاب الجريمة فى أيامها الأخيرة ووضعت مولودها بالفعل بعد ارتكاب الجريمة.
هذه السيدة تظاهرت طوال الوقت بالحزن، وبكت كثيرًا خلال الحادث وعقب وفاة كل طفل وكذلك زوجها. وقد انفرد زميلنا يونس درويش مراسلنا فى محافظة أسيوط بلقائها فى المستشفى الجامعى بأسيوط بعد الحادث بأيام، وتحدثت بحزن شديد عن الحادث البشع، لكن من يركز فى حالتها خلال هذا اللقاء المصور سوف يكتشف أن نظرات عينيها كانت زائغة إلى حد كبير.
ليس الهدف من هذا المقال هو استرجاع وقائع الجريمة فى ديرمواس بالمنيا، لكن مناقشة لماذا سارع عدد كبير من المصريين رواد السوشيال ميديا إلى اتهام الحكومة وأجهزتها بدلًا من انتظار نتائج التحقيق النهائية، والأهم فى هذا السؤال ماذا يعنى ذلك؟ والأكثر أهمية ما المطلوب من الجميع فى مثل هذا النوع من الحوادث والقضايا؟
التحليل المبدئى يقول إن عددًا كبيرًا من رواد السوشيال ميديا لا يتأكد من المعلومات قبل أن يتعامل معها على أنها حقائق، والأخطر أنه يكشف أن الثقة بين الحكومة وقطاعات من سوشيال ميديا مفقودة أو تكاد تكون كذلك.
حينما يصدق كثيرون أن الالتهاب السحائى هو سبب الوفيات، وأن الحكومة لا تريد الاعتراف بأنها المسئولة، فمعنى ذلك أن الفجوة بين الحكومة وقطاعات من المواطنين موجودة.
وبالتالى وجب البحث فى هذه القضية، لأنه يمكن تمريرها وتعميمها على قضايا كثيرة أكثر خطورة خصوصًا أن المنطقة بأكملها ملتهبة والتهديدات الخارجية التى تتعرض لها البلاد كثيرة ومتنوعة.
ظنى الشخصى أن المطلوب من كل مصرى سواء فى السوشيال ميديا أو الحياة العادية أن يتمهل كثيرًا قبل إصدار أى حكم على أى شىء حتى يتبين كامل تفاصيله وخباياه، والمطلوب من الحكومة أن تقدم المعلومات والتفاصيل والردود، أولًا بأول فى كل القضايا حتى لا تترك أية ثغرة ينفذ منها بعض السذج أو أصحاب النوايا السيئة أو المشككين أو الأعداء.
قضية أسرة دلجا تقول للحكومة حاولى أن تستخلصى الدروس والعبر، لأن ما حدث يشير إلى إمكانية تكرار هذا النموذج لكن في قضايا أكثر خطورة.

 

arabstoday

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يطغَى الفُجور في الخصومة

GMT 07:48 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ما تحتاجه سوريا اليوم

GMT 07:47 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

من الساحل إلى الأطلسي: طريق التنمية من أجل الاستقرار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطر دروس قضية دلجا أخطر دروس قضية دلجا



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
 العرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 00:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
 العرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:06 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
 العرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة

GMT 04:49 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 6.2 يضرب إندونيسيا

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 05:19 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين بضربة أميركية استهدفت قارب مهربين في المحيط الهادئ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab