بقلم:د. وحيد عبدالمجيد
سألنى أحد تلاميذى أن أرشح له أربعة أو خمسة كتب عن تاريخ مصر الحديث ليقرأها. أعادنى سؤاله إلى مرحلة مبكرة فى حياتى خلال الدراسة الثانوية والجامعية. كنت مولعًا بالتاريخ وعوالمه. وأردت أن ألتحق بقسم التاريخ فى كلية الآداب. لكننى تعرضت لضغوط عائلية للالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. ومع ذلك لم تتوقف قراءاتى التاريخية المنتظمة التى بدأت فى الصف الثانى الثانوى. وشاء القدر أن يختارنى أحد أساتذتى فى كلية الاقتصاد، مع ثلاثة من زملائى، للعمل معه فى مشروع بحثى كبير بالجامعة الأمريكية فى القاهرة. وكان هو مسئولاً عن الجزء المتعلق بالتفاعلات السياسية فى مصر بين 1923 و1952. وكان دورى وزملائى جمع معلومات فى مواضيع معينة وتصنيفها وصياغتها وتقديمها للأستاذ.
ازدادت لهذا الغرض زياراتى إلى مكتبة دار الكتب الرئيسة حينذاك فى باب الخلق، وكذلك مكتبة شبرا القريبة من منزلى فى ذلك الوقت. وقرأت فى المكتبتبن عشرات الكتب التى أسهمت فى تكوينى. وعرفت الكثير عن التطور السياسى فى مصر منذ الحملة الفرنسية فى نهاية القرن الثامن عشر. قلت لتلميذى إن أربعة أو خمسة كتب لا تكفى لمعرفة الاتجاهات الرئيسية فى تاريخ مصر الحديث. ولذا رشحت له عددًا أكبر من الكتب وراعيت فى اختيارها أن تكون معبرة عن اتجاهات متعددة فى النظر إلى تاريخ مصر الحديث, مثل كتاب صبحى وحيدة «فى أصول المسألة المصرية»، وكتاب جاكوب لاندو الذى ترجمه سامى الليثى «الحياة النيابية والأحزاب فى مصر من 1866 إلى 1952»، وكتاب عبدالرحمن الرافعى «تاريخ الحركة الوطنية وتطور نظام الحكم فى مصر»، وكتاب د. محمد حسين هيكل «مذكرات فى السياسة المصرية»، وكتاب د. سامى أبو النور «دور القصر فى الحياة السياسية فى مصر، وكتاب د. محمد أنيس «دراسات فى وثائق ثورة 1919، وكتاب عباس العقاد «سعد زغلول – سيرة وتحية»، وكتاب محمد كامل سليم «أزمة الوفد الكبرى.. سعد وعدلى»، وكتاب محمد إبراهيم الجزيرى «آثار الزعيم سعد زغلول»، وكتاب طارق البشرى «الحركة السياسية فى مصر 1945-1952»، وكتاب د. عبدالعظيم رمضان «تطور الحركة الوطنية فى مصر 1918-1936».