التنكيل بغزة
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

التنكيل بغزة

التنكيل بغزة

 العرب اليوم -

التنكيل بغزة

بقلم:عمرو الشوبكي

مأساة غزة لا تتمثل فقط في جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق أهلها، ولا تجويع وقتل أطفالها، ولا قرار حكومتها باحتلالها كاملة، إنما أيضاً وربما أساساً في غياب «أفق الحل» أو مسار بديل، حتى في حال استُبعدت «حماس» من إدارة القطاع أو سلّمت سلاحها، فإن إسرائيل لا تعِد بشيء ولا تطرح بديلاً؛ فهي لا تقبل بعودة السلطة الفلسطينية، ولا تعِد بإيقاف الحرب وإنهاء الاحتلال، وترفض «حل الدولتين»، بل ترفض أن يدير الفلسطينيون قطاع غزة عبر أي مؤسسات تمثلهم، وهذا واقع مأساوي غير مسبوق في تاريخ الحروب المعاصرة، وحتى حروب الشرق الأوسط الأخيرة.

لقد حاربت إسرائيل «حزب الله» وفككت جانباً كبيراً من قدراته العسكرية وقضت على معظم قادة الصف الأول، ولكنها كانت تعلم ويعلم معها المجتمع الدولي أن هناك بديلاً اختاره أغلب اللبنانيين، وهو «العهد الجديد»، وهناك مطلب لبناني وعربي ودولي منذ اجتياح عناصر «حزب الله» بيروت في 2008 بضرورة أن يسلم الحزب سلاحه للدولة، وينفذ «اتفاق الطائف» في 1989 بأن تسلم كل الفصائل المسلحة سلاحها.

صحيح أن العدوان الإسرائيلي على لبنان استهدف مدنيين أبرياء وهدم قرى وأحياء، ولكن العالم يعرف أن هناك مساراً بديلاً لوقف العدوان، ولم تكن الحرب من أجل القتل والتدمير فقط، إنما كان هناك مسار آخر يتمثل في وقف «حزب الله» أي هجمات على إسرائيل، وهو ما وافق عليه الحزب، وأن يلتزم بتسليم سلاحه إلى الدولة والجيش اللبناني، وهو المسار الذي لا يزال يرفضه حتى اللحظة.

يقيناً هذا المسار ليس مفروشاً بالورود ويحتاج لتدرج وحكمة شديدين في تنفيذه حتى لا يصطدم فقط بتنظيم «حزب الله»، وإنما بحاضنته الشعبية وبأحد المكونات اللبنانية الرئيسية، إلا أنه في النهاية مسار محدد الملامح يتضمن استحقاقات وتحديات واضحة مطلوباً الالتزام بها لتلافي تكرار العدوان الإسرائيلي.

وحتى في الحرب الإيرانية - الإسرائيلية لم تعلن إسرائيل أنها تنوي إبادة الشعب الإيراني أو تجويعه، وحتى شعار إسرائيل وأميركا بإسقاط النظام تراجعتا عنه بعد أن ثبتت استحالة تطبيقه بالهجوم المسلح، وتركزت أهداف الحرب في القضاء على القدرات النووية الإيرانية وإضعاف قوتها العسكرية.

وقد توقفت الحرب بعد 12 يوماً، واكتفت بإضعاف جانب من القدرات العسكرية والنووية الإيرانية من دون أن تقضي عليها بالكامل، ولم يمنع هذا الإضعاف طهران من الرد بقوة في العمق الإسرائيلي.

وقد وضع المجتمع الدولي مساراً بديلاً لضمان عدم معاودة الهجوم الإسرائيلي - الأميركي على إيران، وهو «صفر تخصيب»، وعدم السماح لها بأي أنشطة نووية، حتى لو في المجال السلمي.

صحيح أن طهران ترفض إيقاف أنشطتها النووية، وفي الوقت نفسه لم تغلق باب الحوار مع وكالة الطاقة الذرية ومع الأوروبيين والمجتمع الدولي، وسواء التزمت هذا المسار وهذه الشروط أو رفضتها، فإن أميركا وضمناً إسرائيل قدمتا مقترحات واضحة ومساراً سياسياً بديلاً، مهما كانت صعوبته، فإنه اعتُبر في النهاية «بديلاً».

إن حروب المنطقة التي استهدفت تنظيمات ودولاً كانت حليفة لحركة «حماس» وداعمة لها، حملت جميعها مسارات بديلة لما كان سائداً قبل الحرب، بصرف النظر عن قبولها أو رفضها، ونجاحها أو فشلها، أو تعديل جانب منها أو الالتزام بها كلها، إلا غزة التي أعلنت الحكومة الإسرائيلية السيطرة الكاملة عليها، وعدم تقديم أي بديل أمام الفلسطينيين لوقف الحرب. فقد رفضت حكومة نتنياهو أي تمثيل سياسي للشعب الفلسطيني، واعتبرت أنه يستحق إما التجويع أو القتل، كما رفضت سلطة «حماس» في إدارة قطاع غزة، وهو أمر مقبول فلسطينياً وعربياً ودولياً، ولكنها رفضت السلطة الفلسطينية وأي سلطة أخرى تمثل الشعب الفلسطيني، بل منعت أي نشاط إنساني لوكالة «الأونروا»، واستبدلت بها وكالات أميركية وإسرائيلية شهدنا نتائجها الكارثية على الأرض، كما رفضت إسرائيل أي حلول سياسية بشأن التسوية الدائمة والشاملة مع الفلسطينيين (الدولة الفلسطينية والقرارات الدولية ذات الصلة)، واعتبرتها نوعاً من الإملاءات الدولية، ورفضت أيضاً أي اعتراف أحادي الجانب (من أية دولة أو منظمة إقليمية أو دولية) بالدولة الفلسطينية، واعتبرت الموقف الفرنسي الأخير «هدية لـ(حماس)».

إن كارثة ما يجري في غزة ليس فقط الاحتلال والإبادة الجماعية والتجويع، إنما تحويل هذه الجرائم إلى عادة يومية، ورفض أي بدائل لوقف الحرب أو تقول إن هذا المسار سيؤدي إلى إيقاف الحرب؛ لأن إسرائيل لا تعترف بحق الشعب الفلسطيني في الوجود، وترفض أن يكون للسلطة الفلسطينية أو أي نخبة معتدلة دور في إدارة غزة.

حروب الشرق الأوسط الأخيرة كلها قدمت مسارات بديلة وشروطاً ومطالب لوقف الحرب وتكريس التسوية، إلا في غزة التي رفضت إسرائيل كل البدائل إلا التنكيل بأهلها!

 

arabstoday

GMT 05:42 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

خمسون سنة ألقاً

GMT 05:22 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تأثير العقوبات على روسيا بين أخذٍ وردّ!

GMT 05:21 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استنساخ الماضي يخدشه ويؤذي الحاضر

GMT 05:19 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

نساء السودان... ضحايا وحشية الحرب

GMT 05:13 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

التراث الأثري نعمة أم نقمة!

GMT 05:08 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

«اللوفر» وانتهاك هيبة فرنسا

GMT 05:06 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

من الصمود إلى الجدارة

GMT 05:03 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

شلقم في مذكراته... المثقف الذي أفْلَتَ من الموظف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التنكيل بغزة التنكيل بغزة



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 18:48 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا
 العرب اليوم - منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون
 العرب اليوم - الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 22:12 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب
 العرب اليوم - بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب

GMT 01:41 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب مناطق إسلام آباد

GMT 10:46 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ريال مدريد يصطدم بطموحات يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا

GMT 19:24 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة الفرنسية تؤكد أن حماس تستعيد السيطرة على غزة

GMT 23:20 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن وتل أبيب تبحثان خطة لتقسيم غزة بين إسرائيل وحماس

GMT 06:24 2025 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

دليلكِ لتجربة شتوية لا تُنسى في نيويورك

GMT 08:38 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تصلح أخطر ثغرة أمنية في تاريخها

GMT 15:05 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إعلان قائمة المرشحين لجوائز الكاف لعام 2025

GMT 08:14 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات الأبراج​ اليوم الأربعاء 22 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 05:32 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات نجمات الوطن العربي تدعم التوعية بسرطان الثدي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab