هدية «أم الدنيا» لكل الدنيا

هدية «أم الدنيا» لكل الدنيا!

هدية «أم الدنيا» لكل الدنيا!

 العرب اليوم -

هدية «أم الدنيا» لكل الدنيا

بقلم : طارق الشناوي

يجب أن نضع خطًا فاصلًا بين المتحف المصرى، هذا الصرح العالمى وبين الحفل الذى انتهى قبل ساعات، المتحف هو هدية (أم الدنيا) لكل الدنيا، بينما لى ولك وللجيران ملاحظات على الحفل، ما يظل شامخًا هو هذا الكنز.

نقطة فارقة فى التاريخ، مزار مفتوح لكل من يريد التعرف على حضارة تملك ملايين من الأسرار، ولا يزال العلم عاجزا عن فك الكثير من طلاسمها.

الخيال الذى عشناه قبل الحفل تجاوز السماء السابعة، لدينا فى الذاكرة قبل نحو أربع سنوات ومضة أبهجتنا وأسعدتنا وأشجتنا، أقصد حفل نقل (المومياوات)، تلك اللحظة التى وقف فيها التاريخ متأملا، حالة نادرة واستثنائية انتقل فيها الملوك للمقر الجديد، وكأنه يوم البعث، امتزجت من عيوننا مع كل مومياء دمعة الفراق، مع لحظة ميلاد، الدهشة التى عشناها لعبت دورها فى التماهى مع المشهد الذى تابعناه وصار يشكل لمحة محفورة فى الذاكرة، حالة الحفل الذى عشناه فى ٢٠٢١ حملت مفاجأة فى الشكل والمضمون، ولهذا كانت المقارنة واردة جدا.

قبل أكثر من عشرة أيام من ليلة الافتتاح، قص المصريون الشريط، وصار عرسا شعبيا فرعونيا، الكل ارتدى زى ملك أو ملكة، ونشرها على صفحته، ولم يرض أحد أن يصبح فردا عاديا من الشعب، ارتدينا زى رمسيس الثانى ونفرتيتى ومينا وخوفو وتوت عنخ أمون، ولم يكن فقط احتفالًا مصريًا، اتسعت الدائرة لأجد عددًا من الأصدقاء العرب، شاركوا المصريين فرحتهم وارتدوا الزى الفرعونى.

المتحف إنجاز عالمى، حلم عمره تجاوز الثلاثين عاما، منذ أن التقط - الوزير الفنان، والصحيح أن تقول الفنان الوزير فاروق حسنى عام ١٩٩٢- الخيط، تحدى أحد زواره الإيطاليين الذى سأله ساخرا عن (المخزن) الذى أطلقنا عليه متحفًا، فهو بسبب ضيق مساحته فى ميدان التحرير لم يكن يسمح بأكثر من عرض عدد محدود جدا مما نملكه.

جيلى والأجيال التالية يتذكرون أن واحدا من أنشطة المدرسة فى المرحلة الابتدائية الذهاب للمتحف، نخرج بعدها وأعناقنا تعانق السماء، وكلما مررت على ميدان التحرير أتابع الطوابير من الأجانب يتزاحمون من أجل الزيارة ومشاهدة عدد محدود من آثارنا، بينما الأغلبية محبوسة فى خزائنها، حتى انطلقت تلك الشرارة من عقل فاروق حسنى، فهو كان يعلم أن بينه والرئيس الأسبق حسنى مبارك تواصلا مباشرا، يتيح له تقديم أفكاره بدون وسيط، وعندما أخبره حسنى مبارك بأننا لا نملك ميزانية، يبدو أن فاروق كان يعلم أن التمويل هو الحاجز الأول الذى سيصطدم به، وجاءت إجابته أن المشروعات الكبرى فى العالم تجد مباشرة من يساندها ماديًا.

وبناء على إرادة جماعية عبرت عن نفسها فى (السوشيال ميديا) كان فاروق حسنى من الوجوه التى سعدنا بطلتها فى الحفل الأخير، فهو الأب الشرعى الذى التقط الخيط واختار المكان الذى يطل على الأهرامات الثلاثة ليصبح هرمًا رابعًا، وهكذا ترقبنا جميعًا الحفل الجديد، كل منا لديه شريط فى خياله يتمنى أن يراه، لا أنكر أن هناك العديد من لحظات الإبهار فى الحفل الذى شاهدناه، وكل من مازن المتجول وأحمد المرسى المصورين واللذين تشاركا فى الإخراج، قدما لوحات رائعة بالصورة، إلا أن الرؤية العامة والإيقاع والتتابع كان بحاجة إلى عين أخرى، لا أحد من حقه الادعاء بضيق الوقت، هذا الحفل أعد له قبل عامين ولولا مذبحة غزة لتم وقتها ٢٠٢٣ الافتتاح.

المتحف هو الحدث الأهم والأبقى، ليلة افتتاح المتحف انقضت مع نهاية الحفل، لنظل نسعد بهرمنا الرابع الشامخ دومًا!!.

arabstoday

GMT 10:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الداعية «قفة» وأبناؤه

GMT 10:19 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرش ترامب!

GMT 10:17 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

التعليم وإرادة الإصلاح (1)

GMT 10:12 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكاية الميلاد التي تجمع ولا تفرّق

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 10:07 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكرة والحداثة

GMT 10:03 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السن.. والعمر !

GMT 10:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حنظلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدية «أم الدنيا» لكل الدنيا هدية «أم الدنيا» لكل الدنيا



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:13 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

رياض محرز يسجل أسرع هدف في كأس أمم أفريقيا 2025
 العرب اليوم - رياض محرز يسجل أسرع هدف في كأس أمم أفريقيا 2025

GMT 17:13 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

رياض محرز يسجل أسرع هدف في كأس أمم أفريقيا 2025

GMT 15:14 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جوزيف عون يؤكد إجراء الانتخابات استحقاق دستوري

GMT 08:52 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

فايزر تعلن وفاة مريض وُضع تحت اختبار دواءهيمبافزي

GMT 09:40 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

وفاة لاعب كرة قدم وسط مباراة رسمية بسبب تميمة سحرية

GMT 08:15 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مسيرة إسرائيلية تستهدف وسط بلدة حولا جنوبي لبنان

GMT 19:52 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أحمد عبد الوهاب الابن الأصغر لموسيقار الأجيال

GMT 09:37 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

شهيدان بغارة إسرائيلية على حافلة في الهرمل شرقي لبنان

GMT 19:39 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

قادة الأسد السابقون يحاولون استعادة نفوذهم في الساحل السوري

GMT 13:39 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

خبيرة أممية تحذر من ظروف احتجاز زوجة عمران خان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab