شكوكو بـ«إزازة» وحليم بـ«تذكرة»

شكوكو بـ«إزازة» وحليم بـ«تذكرة»

شكوكو بـ«إزازة» وحليم بـ«تذكرة»

 العرب اليوم -

شكوكو بـ«إزازة» وحليم بـ«تذكرة»

بقلم : طارق الشناوي

هل نعتب على ورثة عبدالحليم أم على الدولة؟

الإجابة الصحيحة: الدولة، فهى لم تفكر حتى الآن فى تحويل بيت عبدالحليم الكائن أمام المأسوف عليها (حديقة الأسماك) بالزمالك إلى متحف.

إنه واجبنا الذى تقاعسنا عن أدائه. رحل نجيب الريحانى عام ١٩٤٩ ولم نحول شقته الصغيرة فى عمارة الإيموبيليا إلى متحف، ورحلت أم كلثوم عام ١٩٧٥، وعلى الصفحة الأخيرة فى جريدة الأهرام لا أزال أتذكر (المانشيت) تحويل (فيلا أم كلثوم إلى متحف)، بينما ما حدث أن الورثة باعوا الأرض وما عليها، الفيلا والعفش والملابس، وكل ما طالته أيديهم، وتم تشييد فندق يحمل اسم أم كلثوم، بينما غرف الفندق تتصدرها أسماء أغانيها بدلًا من الأرقام: هذه (أنساك) وتلك (أروح لمين) والثالثة (بعيد عنك) وهكذا وصلنا إلى (سلو كؤوس الطلى).

الموسيقار محمد عبدالوهاب كان يقطن فى شقة تطل على النيل بالزمالك، باعها قبل بضع سنوات ورثته، والدولة كالعادة صامتة.

لا أستطيع أن ألوم الورثة على البيع، فهذا حقهم الشرعى. السؤال الأجدر بالبحث عن إجابة: أين الدولة؟ أين متحف (الست) ومتحف (موسيقار الأجيال)؟ المكان الطبيعى هو البيت الذى أقاموا فيه والجدران شاهدة على الكثير من حكايات الزمن.

دور الدولة أن تدخل المزاد وتدفع أعلى سعر وتشترى، ومع الأيام سوف تدر هذه المتاحف أرباحًا تغطى التكلفة، وستتحول إلى مزارات فى الداخل والخارج.

عندما رحل عبدالحليم عام ١٩٧٧ احتفظت أسرته بالمنزل، وكانت تسمح أيضًا لعشاقه بالحضور، وبالطبع من حق الأسرة أن تنعم بالخصوصية، ولا يجوز أن يخترق سكينة العائلة زوار على مدى ٢٤ ساعة، وفى كل مناسبة، وأيضًا بدون مناسبة.

لا أطالب أبدًا بأن تفرض الدولة قبضتها بالأمر المباشر على الورثة، ولكن أن تطرح الشقة للمزاد، وتدخل طرفًا، وتدفع الثمن.

تردد أكثر من مرة أن أحد الأثرياء سوف يشترى الشقة، وهو ما نفته تمامًا الأسرة، وتردد أيضًا أن هناك نظام التذكرة سوف يطبق قريبًا لمن يريد زيارة المنزل، والمصرى من حقه أن يدفع نصف ثمن التذكرة، ولم يُحدد الرقم المطلوب. هناك أيضًا داخل الأسرة من نفى الخبر، لا يزال الأمر بالنسبة لى قابلًا للتصديق، إن لم يكن اليوم فسوف يصير حقيقة الغد.

فى العالم يتم الاحتفاظ بتراث الكبار، خاصة هؤلاء الذين استطاعوا اختراق حاجز الزمن. حليم بعد أقل من عامين سنحتفل باليوبيل الذهبى، ٥٠ عامًا على رحيله، وبعد أربعة أعوام سنحتفل بمئوية ميلاده.

الأسرة مشكورة احتفظت ببيت حليم كل تلك السنوات، ووصلنا للجيل الثالث (الأحفاد) لايزالون أمناء على الشقة.

ماذا لو تقدم أحد الأثرياء بعرض يصعب مقاومته، واستطاع أن يقتنص الشقة؟ أعتقد أننا كالعادة سنتوجه باللوم على الورثة، وننسى أن الدولة بتقاعسها هى المذنب.

فى الماضى - أتحدث عن الأربعينيات- تردد فى مصر نداء شهير (شكوكو بإزازة)، كانت تُصنع للمونولوجيست محمود شكوكو تماثيل كاملة أو نصفية من الجبس، بالزعبوط والجلباب والعصا، يتم بيعها مقابل الحصول على زجاجة مياه غازية فارغة. مع الزمن اكتشفنا أن تلك الزجاجات كان رجال مقاومة الاستعمار البريطانى يستخدمونها لملئها (مولوتوف) وإلقائها على ثكنات القوات البريطانية لإجبارهم على الرحيل عن مصر.

النداء المرتقب هو (العندليب بتذكرة)، بالجنيه للمصريين والدولار للأجانب، وستواصل الدولة كالعادة مع الأسف الصمت الرهيب، لا حس ولا خبر!.

arabstoday

GMT 17:38 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

عاصفة أخرت المنتخب عن مونديال 1930

GMT 17:36 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

‎ما يحتاجه الفلسطينى الآن

GMT 11:49 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الأهم إيقاف المقتلة.. والأسئلة المحرمة لاحقًا

GMT 11:45 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

من بلفور إلى غزة... نهج بريطانيا تجاه فلسطين

GMT 11:44 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

محمد بن عيسى... حشدٌ من الرجال والعقول

GMT 11:42 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زفرة تقول: أيها الماضي الجميل عُدْ!

GMT 11:37 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق غزة ومسيرة السلام الدائم

GMT 11:36 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غزة: نهاية الحرب وولادة المأساة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شكوكو بـ«إزازة» وحليم بـ«تذكرة» شكوكو بـ«إزازة» وحليم بـ«تذكرة»



نسرين سند تتألق على منصات ميلانو وباريس وتكرّس حضورها كوجه عربي عالمي

باريس ـ العرب اليوم

GMT 18:55 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

استياء بعد توقيع الحية على قائمة الإفراج عن أسرى المؤبد
 العرب اليوم - استياء بعد توقيع الحية على قائمة الإفراج عن أسرى المؤبد

GMT 12:08 2025 الجمعة ,10 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو يخطب ودّ السّعوديّة مجدّداً

GMT 11:51 2025 الجمعة ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تجربة ولا كل التجارب

GMT 07:27 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انخفاض منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة

GMT 07:09 2025 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5.8 درجة يقع قرب منطقة كامتشاتكا الروسية

GMT 04:37 2025 الجمعة ,10 تشرين الأول / أكتوبر

خسائر فادحة بشرية واقتصادية للطرفين بعد عامين من حرب غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab