بقلم: طارق الشناوي
فعلها فى الماضى أنور وجدى مع الطفلة المعجزة فيروز فى فيلم (دهب) وردد (كروان الفن وبلبلة/ مش لاقى حد يأكله).. الكلمات لعبقرى الكلمة محمود بيرم التونسى، وتلحين فاكهة الموسيقى العربية (قوس قزح) الأغنية متعدد الأنغام المشاغبة منير مراد، الناس كانت ولا تزال تتعامل معها كنكتة.
أتحدث عن مطلع الخمسينيات، عندما كان المجتمع أكثر رحابة ومرونة ولم يتوجس أحد من الأغنية باعتبارها جريمة يجب محاسبة من أقدموا عليها.
قبل أيام قليلة، قرر ملحن وموزع ومهندس الصوت على رؤوف مداعبة الجمهور بنكتة وغنى (أنا بشحت بالجيتار)، كلمات كما ترى أى كلام، أصبح الأى كلام (تريند)، نقابتنا الموسيقية الميمونة التى يعتقد أغلب القائمين عليها أن التجهم هو الفن وأن (النكتة) رجس من عمل الشيطان، وهاتك يا شتائم فى عازف الجيتار، ووجدنا أنفسنا ندخل فى معركة خارج النص وبعيدا عن الهدف.. كعادة نقابتنا الميمونة فى السنوات الأخيرة، وآخرها القبلة على الخد التى نالها راغب علامة من إحدى المعجبات، وانطلق النقيب كعادته مرتديا ثياب الفضيلة والأخلاق متوعدا بالويل والثبور وعظائم الأمور كل من تسول له نفسه بالإقدام على ذلك، وبعدها وجدنا أنه أقام حفل تكريم فى النقابة رافعا العلم اللبنانى بجوار العلم المصرى، وتأكد الجميع أن النقيب كل هدفه الاستراتيجى الظهور فى لقطة مع راغب، والذى لم يعرف حتى الآن ما جريمته، وعندما سألوه: ماذا تفعل لو أن معجبة اقتحمت خشبة المسرح وقبلتك من خدك؟ أجابهم سأفعل مثلها تماما، وهكذا صارت النقابة مادة للتندر والسخرية فى وسائل الإعلام والصحف المصرية والعربية.