الحج و«الصحوة»

الحج و«الصحوة»

الحج و«الصحوة»

 العرب اليوم -

الحج و«الصحوة»

بقلم:أمينة خيري

الكثير تمت كتابته عن وفاة عدد كبير من الحجاج المصريين هذا العام، مقارنة بأعوام سابقة. والكثير أيضًا من الأخبار تتوالى حول قرارات تتخذها الحكومة فى شأن الشركات (سماسرة البشر تحت اسم الدين) التى «تحايلت لتسفير الحجاج بصورة غير نظامية وإحالة مسؤوليها للنيابة العامة». وتابعت- كما تابع غيرى- تقريرًا أصدرته خلية الأزمة، وجاء فيه أن «السبب فى ارتفاع حالات وفاة الحجاج المصريين غير المسجلين يرجع إلى قيام بعض شركات السياحة بتنظيم برامج حج بتأشيرة زيارة شخصية، مما يمنع حامليها من دخول مكة، ويتم التحايل على ذلك عبر التهرب داخل دروب صحراوية سيرا على الأقدام، مع عدم توفير أماكن إقامة لائقة بباقى المشاعر، مما تسبب فى تعرض الحجاج غير المسجلين للإجهاد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة» إلى آخر التفاصيل الواردة، والتى أقول إن أغلبنا يعرفها منذ سنوات طويلة. كيف نعرفها؟، عن طريق «عمل فلان» الذى حج بهذه الطريقة، أو «الحاجة فلانة» التى كتب لها حج بيته الحرام بذلك الأسلوب.

وأعود - كما ذكرت من قبل فى مقال سابق - إلى مفهوم التدين لدينا، والذى يدفع الآلاف، وربما الملايين، لاعتبار التدين حزمة من المشقة والتعب والألم والوجع، ويا سلام لو أضيف لها احتمال الموت أثناء الألم!، هذا المفهوم تغلغل لدرجة تمكنت من الملايين منا. لم يعد الدين- أو بالأحرى مفهوم الكثيرين عنه، وهو المفهوم الذى بزغ نجمه فى السبعينيات ونبذه أهله وتبنيناه نحن عن طيب خاطر واختيار- سببًا للشعور بالسلام والأمان والسكينة. ولم يعد المتدين عنوانًا للتسامح والمحبة والمودة. التدين الشعبى صار عنيفًا خشنًا جافًا. والأدهى من ذلك أن من ترِك لهم الحبل على الغارب لاحتكار توجيه دفة التدين على مدار عقود - أقنعوا - ومازالوا - القاعدة العريضة بأنه كلما ضيقوا على أنفسهم، وقسوا عليها وعلى من حولهم، وزادت معاناتهم، وتفاقمت آلامهم، كلما أحبهم الله أكثر وأعزهم، وكلما تزايدت فرص وصولهم إلى الجنة. هذه النسخة من الدين والتدين ساهمت بشكل كبير فى الدفع بآلاف المصريين والمصريات إلى تهلكة الحج غير القانونى على مدار سنوات، وليس هذا العام وحده، وذلك ضمن مظاهر أخرى نعيشها يوميًا منذ عقود، ولم تعد تلفت الانتباه.. لماذا؟، لأنها لم تعد تشددًا أو تطرفًا أو مغالاة، مع العلم أن غالبيتها المطلقة تتعلق بالمظهر والطقوس. هذه المظاهر أطاحت بالدين وجوهره الأصلى، والغاية منه، ونصّبت نفسها تدينًا جديدًا. وأخشى أن يعتقد البعض أن المصريين أصبحوا وحدهم حاملى راية «الصحوة»، التى أعلنت قيادات المملكة العربية السعودية الشقيقة نبذها، وليس أدل على ذلك من قول (وفعل) ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، إن 70 % من الشعب السعودى أقل من 30 عامًا، «ولن نضيع 30 سنة من حياتنا مع أى أفكار متطرفة. سندمرهم بإذن الله». أخشى أن يكون بيننا من يرفع راية الإبقاء على هذا النوع من «الصحوة». تديننا يحتاج جراحات عاجلة

arabstoday

GMT 17:04 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

أطباء مصر.. ثروة لا تقدر بثمن

GMT 17:03 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

برشلونة والأهداف السبعة

GMT 11:55 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

سُيّاح المؤتمرات وضيوف الفضائيات!

GMT 09:55 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

واشنطن – الرياض... بين الماضي والمستقبل

GMT 09:54 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

برشلونة والأهداف السبعة

GMT 09:52 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

أطباء مصر.. ثروة لا تقدر بثمن

GMT 09:51 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

عناصر ضرورية لسياسة خارجية فاعلة للبنان

GMT 03:13 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

المنطلق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحج و«الصحوة» الحج و«الصحوة»



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

تحوّل جذري في السعودية منذ عهد زيارة ترامب"
 العرب اليوم - تحوّل جذري في السعودية منذ عهد زيارة ترامب"

GMT 12:25 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

زيارة ترامب إلى الرياض تكشف عن وفد كبير يرافقه
 العرب اليوم - زيارة ترامب إلى الرياض تكشف عن وفد كبير يرافقه

GMT 14:04 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

راغب علامة يعلق على أزمة المعجبات في حفلاته
 العرب اليوم - راغب علامة يعلق على أزمة المعجبات في حفلاته

GMT 00:39 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

الجيش السوداني يسيطر على مناطق جديدة

GMT 09:51 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

عناصر ضرورية لسياسة خارجية فاعلة للبنان

GMT 06:50 2025 الإثنين ,12 أيار / مايو

ماذا تريد إسرائيل من سوريا؟

GMT 09:55 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

واشنطن – الرياض... بين الماضي والمستقبل

GMT 05:34 2025 الإثنين ,12 أيار / مايو

وقفة مع الصديق المجرم!

GMT 03:09 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

الرياض وواشنطن: التحالف في الزمن الصعب

GMT 13:28 2025 الأحد ,11 أيار / مايو

مستوطنون يهاجمون فلسطينيين جنوب الخليل

GMT 01:12 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو

إخلاء الطائرات من مطار معيتيقية الدولي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab