صدمات عبد الناصر
93 شهيداً و337 إصابة منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر
أخر الأخبار

صدمات عبد الناصر

صدمات عبد الناصر

 العرب اليوم -

صدمات عبد الناصر

بقلم : أمل عبد العزيز الهزاني

أول سؤال أثارته تسريبات حديث جمال عبد الناصر في مخيلتي هو: هل كانت الأمواج البشرية الغفيرة التي خرجت في جنازته ستخرج بهذا الشكل غير المسبوق، لو أن التسريبات ظهرت قبل وفاته؟

لنتذكر أننا استمعنا لهذه المكاشفة الخطيرة بعد 55 عاماً من رحيله. فمهما يكن، تجاوز المصريون والشارع العربي ذاك التأثير المتوقد لشعاراته وخطبه. أحد الأصدقاء المصريين كان يكرر متهكماً أن شوارع القاهرة المزدحمة كانت تخلو من المارة في حالتين؛ خطبة لناصر أو حفلة لأم كلثوم. أعود للسؤال الافتراضي.

في رأيي أن الجماهير كانت ستخرج كما رأيناها، ربما أكثر، لأسباب موضوعية، الناصريون سينطلقون دفاعاً عنه كما نسمعهم اليوم في شاشات التلفزة وهم في حالة نكران للحقيقة المؤلمة، هو الأب الروحي لطموحاتهم، المحلية والخارجية رغم الهزائم في الحالتين، هو الضالة التي وجدوها أخيراً وأعطوها حق القيادة بإعجاب وصل حد التقديس، بالنسبة لهم لم يتغير شيء لأنهم في حالة نكران. أما من هم ضده، وهم قلة في ذلك الوقت، فسيخرجون بحرقة وألم لأن عبد الناصر في ذلك الوقت لم يكن زعيماً للمصريين فقط، هو نصّب نفسه مسؤولاً عن الأمة العربية، ومهما كانت حقيقته سيتقبلونها أو يدافعون عنها، لأن شعاراته التي ظلوا يسمعونها لسنوات ربطته بكرامتهم وقوتهم وعزتهم ومكانتهم في العالم العربي. عبد الناصر نجح في صناعة نموذج صعب أن يتحقق؛ نموذج الرجل الذي إن لم تحبه ستُعجب به. ستكون جنازته أكبر والجموع أكثر والبكاء أشد حرقة، ليس حزناً بقدر الشعور بالصدمة والخذلان أمام العالم.

عبد الناصر وضع في ذهنه عالماً عربياً هو من يختار قيادات دوله، من خلال خريطة يفترشها على طاولة محاطة برجاله العسكر. هذا ليس جنون عظمة بالمعنى الكلاسيكي، هذا حال رجل جريء في منطقة مهلهلة هشة قابلة للكسر للتو خرجت من الاستعمار في معظم مناطقها، وتحلم أن تحكم نفسها.

وكلمته التي لا يسمح إلا أن تُطاع تحققت في سوريا التي احتلها باسم الوحدة العربية، وأصبحت تابعة له حرفياً تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة. وكان أبرز خصومه الدول الملكية، التي كان ينعتها بالرجعية، خصوصاً في منطقة الخليج، وحاربها بكل قوته.

عبد الناصر الذي في التسريبات ليس هو نفسه الذي تدخل في الجزائر ودعم ثوارها ضد المغرب، وتدخل في حرب الكونغو ضد انفصاليين اتهموا رئيس وزرائها بالتآمر. لا يمكن أن نفهم سوى أننا أمام شخصية أرادت زعامة العالم العربي والأفريقي، من خلال طموح متعالٍ لم يتوقف إلا في يونيو (حزيران) 1967.

السؤال الافتراضي الثاني، هل صحيح أن عبد الناصر لو بقي حياً كان سيفعل ما فعله محمد أنور السادات ليُعيد سيناء؟

أشك، على الأقل ليس من حيث التفاصيل. سيعتمد الدبلوماسية والوساطات الخليجية للضغط على الولايات المتحدة الأميركية. والمفاوضات بطبيعتها طويلة الأمد ما لم يكن هناك حسم وقوة في أطراف التفاوض. لا نتخيل مثلاً وقوف عبد الناصر في الكنيست الإسرائيلي لدعوة الإسرائيليين للسلام. وفي الواقع، لو أراد عبد الناصر أن يستبدل بشعاراته الثورية شعارات السلام واسترداد الأرض لفعل، فقد كان أمامه وقتٌ كافٍ ليبث حديثه لتلميذه القذافي.

المشهد المتخيل أن عبد الناصر كان سيعتمد لغة اللاوضوح في خطاباته الداخلية، لكنه سيكون مفاوضاً واضحاً تحت الطاولة، لن يقبل أن يرى نفسه منكسراً أمام الملايين من المحيط للخليج، ليس بهذه البساطة.

لكن تظل كل هذه تخمينات، لا نعلم كيف كانت ستجري الأمور في عقل رجل سيكتب عنه التاريخ مجدداً، بأقلام ستتصارع وتختلف حوله. يحق لنا أن نسميه «أبو الصدمات»، صدمنا حياً بهزيمة 67، وميتاً بعد انكشاف الحقيقة.

 

arabstoday

GMT 04:54 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

فوق سور الصين

GMT 04:53 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

المُتنبّي ولامين يامال!

GMT 04:51 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

هل ما زال ممكناً تلافي تجدّد الحرب؟

GMT 04:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ديمقراطية الاستعراض والترفيه

GMT 04:48 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن والاستراتيجية المنتظرة لمكافحة الإرهاب

GMT 04:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مروان البرغوثي... في حالة السلم والحرب

GMT 04:45 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب وشي... قمة مستقبل الصراع

GMT 04:44 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القوى الثلاث بعد خروج إيران

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدمات عبد الناصر صدمات عبد الناصر



إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack
 العرب اليوم - نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 21:52 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

طقوس صباحية بسيطة لدعم صحة الكبد تشمل احتساء القهوة

GMT 15:33 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأرجنتين: تصويت مصيري وتدخل أميركي

GMT 15:49 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:03 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى

GMT 15:25 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الدولة الفلسطينية وعبث الدولة الإسرائيلية

GMT 15:13 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

من مهابة القمة إلى مهاوي السفح

GMT 15:18 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

انتخابات فرعية تغيّر المشهد السياسي البريطاني

GMT 20:40 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab