بقلم: سليمان جودة
خدمة كبيرة سوف يقدمها لنا المهندس كريم بدوى، وزير البترول، عندما ينتهى من المسح الجوى الذى يتحدث عنه استكشافاً للمعادن فى أرض المحروسة.
وربما يكون من المناسب هنا أن أعيد التذكير بأن المهندس بدوى يتولى ما يشبه الوزارتين فى وزارة واحدة: البترول وبالتوازى معه الثروة المعدنية. فكثيراً ما نتكلم عن شاغل هذا المنصب باعتباره وزيراً للبترول، ثم نتوقف عند هذا الحد، مع أن الثروة المعدنية الموجودة فى باطن أرضنا لا تقل أهمية عن البترول الذى ذهب بكل شىء فى مُسمى الوزير.
تقول الأخبار المنشورة إن وزارة البترول تستعد للمسح المرتقب، وأن مسحاً كهذا لم يتم منذ 40 سنة، وأن الوزارة ستستعين بخبرات دولية فى عملية المسح، وأن الخبرة الإسبانية تأتى فى المقدمة من هذه الخبرات. ومن حُسن الحظ أن يجرى الإعلان عن ذلك أثناء وجود ملك وملكة إسبانيا فى زيارة للقاهرة، أو فى الأثناء التى لا تتوقف إسبانيا فيها عن اتخاذ المواقف القوية ضد الإبادة الإسرائيلية فى حق الفلسطينيين.
وإذا كان لى أن أشير على المهندس بدوى بشىء، فهذا الشىء هو أن يستعين بالخبرة السعودية فى المسح المنتظر. ففى مثل هذا الشهر من 2023 أعلنت المملكة القيام بمسح جيولوجى لما يقرب من ثلث مساحتها بحثاً عن المعادن، وقالت الوزارة السعودية المعنية وقتها إن الحكومة فى الرياض خصصت طائرة مسح متخصصة لهذا الغرض، وأن المساحة التى ستخضع للمسح تصل إلى 600 ألف كيلومتر مربع، وأن الهدف هو أن تصبح الثروة المعدنية فى السعودية قوة اقتصادية ثالثة بعد البترول والكيماويات.
شىء من هذا نحتاجه بقوة، وأقصد أن نخصص نصيباً للثروة المعدنية فى مجمل الناتج المحلى، ثم يكون هذا النصيب هو الهدف الذى نظل نسعى وراءه طول الوقت.
إننى أذكر أن المهندس طارق الملا، وزير البترول السابق، كان قد اشتغل على ملف الثروة المعدنية تشريعياً وبشرياً باهتمام، وكان قد أطلق قبل أن يغادر الوزارة النسخة الثانية من «منتدى مصر للمعادن 2023».. وسوف يقدم المهندس بدوى خدمة أخرى للبلد إذا واصل إطلاق هذا المنتدى، لعل منتدى بهذا الاسم وهذه المهمة يظل يبعث قضية الثروة المعدنية حية بيننا.
اعتقادى أن مصر غنية، وأن ثروتها المعدنية غير المكتشفة وجه من وجوه غناها، وأننا لا نحتاج سوى أن نرتب الأولويات ثم نعمل عليها.