اعتراف عن اعتراف

اعتراف عن اعتراف

اعتراف عن اعتراف

 العرب اليوم -

اعتراف عن اعتراف

بقلم: سليمان جودة

أظن أن عبارة واحدة قالها بيدرو سانشيز، رئيس وزراء إسبانيا، هى التى أثارت جنون إسرائيل من قرار اعتراف بلاده بدولة فلسطين.. قال سانشيز إن حكومته سوف تعترف بفلسطين بدءًا من ٢٨ مايو، وإن ذلك يأتى على سبيل «الانتقال من الكلام إلى الفعل».
فالدولة العبرية لا يعنيها أن يظل العالم كله يتكلم عن فلسطين، ولكن يعنيها أن تبادر دولة واحدة فى هذا العالم إلى ترجمة كلامها إلى شىء عملى، وهذا بالضبط هو ما أقدم عليه الإسبان، وهذا ما أعلنه رئيس حكومتهم فى مدريد وهو يطلق العبارة التى بين الأقواس.

ومن سوء حظ تل أبيب، وبسبب سوء نواياها، فإن الاعتراف بفلسطين لم يكن من دولة واحدة، ولكن النرويج أعلنت الشىء نفسه، ثم انضمت أيرلندا إلى الطابور.

أما لماذا سوء الحظ وسوء النوايا فلأكثر من سبب، أولها أن الاعتراف جاء من ثلاث دول لا من دولة واحدة، وثانيها أن الدول الثلاث أوروبية، وثالثها أن النرويج كانت هى التى استضافت مفاوضات أوسلو الشهيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. فإذا جمعنا الأسباب الثلاثة معًا، تبين لنا لماذا فقدت إسرائيل صوابها حين سمعت بالنبأ للمرة الأولى.

ثم يجب ألا ننسى أن هذا الاعتراف الثلاثى قد جاء بعد أن جرجرت جنوب إفريقيا إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية، وبعد أن أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها سوف تجرجر بدورها بنيامين نتنياهو بأمر اعتقال منها.

هذه الخلفية لا بد أن تكون حاضرة أمامنا ونحن نتابع ردود الفعل الإسرائيلية المجنونة على اعتراف الدول الثلاث، ثم ونحن نتابع أيضًا ردود فعل الكفيل الأمريكى الذى خرج علينا ببدعة تقول إن الاعتراف يجب ألا يكون من طرف واحد.. أى أنه على الدول الثلاث وغيرها أن تنتظر حتى تشاركها إسرائيل هذا الاعتراف!.

وحين أقول الدول الثلاث وغيرها، فأنا أقصد أن اعترافها هى الثلاث ليس الاعتراف الأول من نوعه، فمن قبل اعترفت ١٤٤ دولة بفلسطين، وبانضمام الدول الثلاث صار العدد ١٤٧ من أصل ١٩٣ دولة هى مجمل دول العالم، وقد بدأ طريق الاعتراف منذ أن أعلن ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية أثناء وجوده فى الجزائر ١٩٨٨. ولكن اعتراف الدول الثلاث يظل فريدًا من نوعه بسبب الأجواء التى جاء فيها.. فالاعتراف هو الاعتراف.. ولكن حضور مأساة غزة فى كل بيت حول العالم يجعل اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا يكسب.. فاعتراف عن اعتراف يختلف.

arabstoday

GMT 01:58 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

العدوُّ الأول

GMT 01:56 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

حديث استقرار على ضفاف النيل

GMT 01:54 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أدبُ الحجّ وحولَ الحجّ

GMT 01:52 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

السعودية... خدمة الحجاج مجد خالد تالد

GMT 01:50 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل غزة قريبة من نقطة التحول؟

GMT 01:47 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«أولاد رزق... القاضية»... عندما تتحدث الأرقام

GMT 01:44 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

تحالف فرنسى جديد

GMT 01:42 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أخبرنى أحدُ العارفين: طفلُكِ اختاركِ!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتراف عن اعتراف اعتراف عن اعتراف



الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ العرب اليوم

GMT 00:32 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

GMT 12:01 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

أرسنال يعلن عن وفاة نجمه السابق كامبل

GMT 03:57 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

قصف روسي على مدينة بولتافا الأوكرانية

GMT 02:49 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

جرائم ولا عقاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab