بقلم : فاروق جويدة
بين مصر والمملكة العربية السعودية تاريخ ممتد عبر سنوات طويلة من المودة والعلاقات الطيبة.. منذ سنوات كنت أشارك فى مهرجان الجنادرية، وهو تجمع ثقافى إبداعى، وكان الوفد المصرى يضم أنيس منصور، ويوسف إدريس، ومصطفى محمود، ومحمود السعدنى، وأحمد بهجت، ورجاء النقاش.. وكان الوفد المصرى يتمتع بمكانة خاصة، وكان أمير الرياض يومها الأمير سلمان بن عبد العزيز، جلالة الملك الآن، حريصًا على الاهتمام بوفد مصر، خاصة أنه يضم نخبة من كتاب مصر الكبار.
كان الملك سلمان يستضيف الوفد المصرى فى قصره، حيث تدور المناقشات وتُطرح الأفكار والرؤى.. والملك سلمان يرتبط كثيرًا بالثقافة، تاريخًا وحاضرًا، ويحب ويُقدّر رموزها من طه حسين والعقاد وأم كلثوم وعبد الوهاب.
فى أحيان كثيرة كان جلالة الملك يصحبنا فى جولات بين جدة والأماكن المقدسة فى مكة.. مازلت أذكر هذه اللقاءات، وكنت أقدّر كثيرًا ثقافة الملك سلمان، فهو يعرف كل كتاب مصر وكان صديقًا لهم.. وأذكر أننى تناولت هذه اللحظات الجميلة حين التقيت الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد، فى عشاء فى منزل السفير أحمد قطان، ويومها تحدثت عن الروابط العميقة بين مصر والسعودية، وأن الملك سلمان كان صديقًا لكتاب مصر الكبار، وكثيرًا ما تناقش معهم فى كتاباتهم.
العلاقات بين مصر والسعودية لها ثوابت تاريخية، لأن مصر لم تنسَ موقف الملك فيصل فى مؤتمر الخرطوم حين قال للقادة العرب «إن مصر تأمر ولا تطلب»، وحين وقف فى حرب أكتوبر وقطع البترول وكان شريكًا فى النصر، وكان هناك مجموعة من الأمراء شاركوا فى حرب 1956 دفاعا عن مصر.
كنت أحرص دائمًا على الاشتراك فى مهرجان الجنادرية، وكانت أول طبعة من أعمالى الشعرية الكاملة من إصدارات دار تهامة.. وكان لى كثير من الأصدقاء أعتز بهم: الأمير طلال بن عبد العزيز والأمير بدر بن عبد العزيز، والأمير الشاعر خالد الفيصل وعبد الله الجفرى، وغازى القصيبى، وعبدالعزيز خوجة، وعبدالمقصود خوجة، وعبده يمانى، وسعيد طيب..
هناك علاقات ودٍّ وحبٍّ بين مصر والسعودية، لأن بيننا تاريخًا ينبغى ألا يُسيء أحدٌ إليه، وقليل من الحكمة يجعل المودة أفضل.