بقلم: عبد المنعم سعيد
الأعمدة الثلاثة السابقة «لقاء نيوم» و «صورة الشر المعادية» و «قصة الغاز» كانت اقترابا من قضية إعلامية مصرية تعد هى جوهر الإصلاح المطلوب. قامت عملية الإصلاح خلال السنوات الماضية على اقتحام المشكلات الأساسية للمجتمع المصرى التى طال تجاهلها واتخاذ القرارات الصعبة بشأنها وتؤدى إلى تغيير إيجابى فى المصلحة العامة. أنتج ذلك نتائج ملموسة ظهرت فى ارتفاع معدلات النمو وانتشار «المعمور» المصرى وتحسن فى المرتبة المصرية فى التقارير العالمية التى تقوم بقياس صعود وهبوط الأمم فى مجالات متعددة. واستندت عملية الإصلاح هذه على تأكيد الدولة الوطنية، وتعبئة الموارد البشرية، والدور الطليعى للقوات المسلحة المصرية، وتعبئة الموارد من البيئتين العربية والدولية؛ مع الحكمة والشجاعة فى إدارة العلاقات مع البيئة الإقليمية بما فيها من تهديد وحالة كبيرة من عدم الاستقرار والإرهاب والأطماع المختلفة. وللأسف الشديد فإنه خلال هذه الفترة فإن معظم المحتوى الذى قدمه الإعلام المصرى لم يتمتع بالقدرة على الإقناع، والقابلية الجاذبة للرأى العام المحلى والإقليمى والعالمي.
«المحتوي» هو جوهر العملية الاتصالية -الإعلام - فى المجتمع والدولة، خاصة عندما تتعلق بالشأن العام. هو الرسالة التى تأخذ المواطن إلى المشاركة فى معالجة الحاضر والتقدم فى مستقبل الوطن. الإعلام من أهم الأدوات التى يستخدمها العالم المعاصر لكسب معركة «الوعي» الضرورى فى المجتمعات الحديثة والمتقدمة؛ وفى الحالة المصرية كسب معركة «تجديد الفكر الديني»، وتعبئة الموارد القومية لمساندة مسيرة البناء المصرية، وتنوير المصريين والعالم الخارجى بما تقوم به مصر لخدمة مواطنيها، والاستقرار فى المنطقة، والتنوير فى العالم كله. الإعلام من ناحية أخرى هو القلب النابض والمعبر عن القوة الناعمة المصرية بما فيها من ثقافة وفنون وتاريخ وجغرافيا وعمارة. باختصار هو جزء مهم من الأسلحة الضرورية التى لا يمكن الاستغناء عنها فى تنفيذ «رؤية مصر 2030» وما بعدها لكى تنتقل مصر من مكانها بين صفوف الدول النامية إلى مكانة الدول المتقدمة.