بقلم : عبد المنعم سعيد
«أجندة» الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ممتلئة؛ وليس صحيحا أن الشرق الأوسط يشغل الجانب الأكبر منها، وإنما الخريطة ممتدة إلى أمريكا الجنوبية، حيث الحرب على المخدرات على السواحل الفنزويلية والقابلة للتصعيد حتى درجة الغزو والإطاحة برئيس الدولة. لم تصل الأمور إلى هذه الدرجة بعد، وبات الرئيس منشغلا بتهديد نيجيريا بعقوبات صارمة وتدخل عسكرى نتيجة قيام تنظيم «بوكو حرام» الإرهابى بجرائم كبيرة شملت ضحايا من المسيحيين إلى جانب المسلمين؛ وعندما وصلت القصة إلى الرئيس فإنها اختصرت الأمر لكى يخص الأولين.
وحدث ذلك بينما الرئيس لا يزال مهتما بالحرب الروسية الأوكرانية، وفى سبيلها وحتى ترتدع موسكو فإنه أعلن عن استئناف التجارب الخاصة بالأسلحة النووية التى ظلت حاكمة لسباق التسلح بين واشنطن وموسكو حتى نهاية الحرب الباردة.
قائمة الأحداث الأمريكية ليست مقتصرة على الخارج وإنما فى داخلها جرى زلزال «زهران ممدانى» الذى فاز بمنصب عمدة نيويورك، ورغم المعارضة الكبيرة من جانب الجمهوريين والرئيس ترامب شخصيا. الرجل الشاب ولديه 34 عاما يعيد مرة أخرى قصة الرئيس أوباما وأصوله الإفريقية فى دخوله إلى البيت الأبيض.
هذه المرة فإن الممدانى أصوله هندية إسلامية، وزوجته أصولها سورية؛ وهى خلطة من الصعب تكوينها فى أى مدينة أمريكية أخرى ما عدا «نيويورك» التى يوجد بها أكبر تجمع يهودى فى العالم ما عدا إسرائيل! قصة الرجل مثيرة وذائعة الآن، وكما كل القصص المهمة فإنها تمر على مصر، وهكذا فإن زهران ووالده محمود مرَّا على مصر قبل الوصول إلى نيويورك، وقبل 6 سنوات كتبت له الهجرة وبات مواطنا دخل الانتخابات ملقيا شعلة إضافية للانقسام الأمريكى الجاري.
الرجل بعد أن وصل بات لديه حزمة كبيرة من السياسات «الاشتراكية» المغرية تقوم على قيام الدولة بدعم أصحاب الحاجة فى المواصلات والغذاء وتربية الأطفال. تمويل ذلك يقوم على ضرائب الأغنياء القابعين فى بورصة «وول ستريت».
الفكرة ومصيرها ليست جديدة ولكن وجودها فى الولايات المتحدة هو الجديد.