بقلم : حسن المستكاوي
** فى عالم كرة القدم، فى العالم الآخر، يمضى العلم بجوار اللعب كصديقين أو كعاشقين، وكان هناك مشهد لافت للأنظار فى التدريب الأخير لمنتخب إنجلترا قبل مواجهة صربيا (أمس) فى تصفيات كأس العالم حيث أخذ اللاعبون يجربون أحذية «نايكى مايند» لونها أحمر فاقع، وبعض هذه الأحذية للمباريات، وبعضها للتدريبات، وقد كان المشهد غريبا ولا يمكن تجاهله بالنسبة للصحفيين والمصورين، وعندما دخل كونسا أرض الملعب كان مدافع إنجلترا يرتدى حذاء عبارة عن مزيج بين حذاء رياضى وحذاء كروكس كبير الحجم. باللون الأحمر البراق. فما هذه الأحذية؟
** توماس توخيل مدرب إنجلترا قال: «لا أعرف السبب العلمى وراء ذلك. الشركة المصنعة حاولت أن تفسر لى الفكرة، لكننى لم أجد الوقت الكافى لفهمه. إلا أن جميع اللاعبين أخبرونى بأنهم يستطيعون التركيز بشكل أفضل فعلا، وآمل أن يصدقوا ذلك».
** معروف أن شركات الملابس الرياضية الكبرى فى العالم تعمل فى شتى الإتجاهات من أجل تطوير أزياء اللعب وجعل الأمور أبسط وأخف وأسهل على اللاعب، ولذلك شتان بين ما كان يحمله اللاعب قبل قرن من الزمان وبين ما يرتديه الآن، فقديما كانت الأحذية شبه خشبية، مثبتة بمسامير فى نعالها، وكانت الفانلات ثقيلة، يضيف العرق إلى وزنها وزنا، وكانت الكرة غير كاملة الأستدارة، ووزنها كبير، وتمتص الماء وسرعتها بطيئة. وكل هذا تبدل وتغير بالعلم والدراسة والبحث فى العالم الآخر هناك، لكن التفاصيل التى تحكم عمل تلك الصناعة كثيرة جدا ودقيقة جدا.
** مدرب إنجلترا توماس توخيل يتمنى أن تكون مباريات الفريق فى النهائيات فى وقت متأخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهو يملك فريقا يساعده على فهم تأثير الحرارة على أداء اللاعبين، ويقول إن جمهور الكرة الإنجليزية قد يغضب إذا لعبنا فى وقت متأخر بسبب فروق التوقيت بين أمريكا والمكسيك وكندا وبين أوروبا.. إلا أن الحرارة العالية قد تسبب مشكلة فى نهائيات المونديال.
** بالمناسبة يمارس المدرب الألمانى توخيل فترات التأمل، وهو ما يمنحه قوة التفكير الإيجابى كما يقول، ويفعل ذلك مرة واحدة أو مرتين يوميا حتى يساعده التأمل على الانضباط والهدوء والتركيز والوعى.. ترى هل يملك المدرب العربى والمصرى ترف التأمل لمزيد من التركيز؟ (الله أعلم).
** ومن ضمن التفاصيل العلمية أيضا، أن جهاز منتخب إنجلترا يضم مدربه للبيلاتس وخبيرة الحركة، وهى سوزان سكوت، وهى تقدم تمارين تنفس للاعبين. والبيلاتس (Pilates) هو نظام تمرينات رياضية يركز على تقوية العضلات خاصة تلك المسئولة عن التوازن والثبات مثل عضلات البطن والحوض، وهو نظام ابتكره جوزيف بيلاتس فى مطلع القرن العشرين لمساعدة الجنود ورفع مستوى اللياقة والبيلاتس يختلف عن اليوجا و..... ( شكرا للذكاء الاصطناعى فمن الواجب والمهنية طبعا أن أنسب لصاحب الفضل فضله)!!
** ما سبق كله لا يعنى أن منتخب إنجلترا سيفوز بكأس العالم، ففى كرة القدم أشياء أخرى قد تتفوق على العلم أحيانا مثل المهارة والسيطرة على الكرة، والإبداع الفردى للاعب وإلا ما كان هناك رونالدو وبيليه وميسى ودى ستيفانو ومحمد صلاح.. لكن توخيل تحدث عن شىء فنى كنت سألت دون ريفى حين حضر إلى مصر لتدريب الأهلى فى يوليو 1984، واستمر لمدة 129 يومًا، لكنه ترك النادى فى نوفمبر 1984 بعد أقل من أربعة أشهر بسبب مرض زوجته. كنت سألت ريفى باستاد مختار التتش: من يصنع الآخر.. المدرب الجيد يصنع فريقا جيدا أم أن الفريق الجيد يصنع مدربا جيدا؟ وكانت الإجابة: كلاهما يصنع الآخر وكلاهما معا يصنعان فريقا جيدا..
** كان دون ريفى مدربا لمنتخب إنجلترا فى الفترة من 1974 إلى 1977.. أما توماس توخيل فله وجهة نظر مهمة فى أمر تكوين وفريق وتشكيل فريق حيث يرى ما يلى : «إن أحسن اللاعبين ليسوا بالضرورة يصنعون أفضل فريق.. كيف؟
** الإجابة فى مقال آخر إن شاء الله.