بقلم - أسامة الرنتيسي
الأول نيوز – كأن الحركة في الشوارع الرئيسية وأمام المحال التجارية التي تنتظر أيام العيد على أحر من الجمر أقل من عادية، فلا إزدحامات في الشوارع، ولا حركة نشطة في محال الملبوسات وشراء ملابس العيد.
بسؤال مباشر لعدة محال معروفة ومشهورة لبيع الحلويات والشوكلاتا عن إقبال الأردنيين على الشراء تحضيرا لعيد الأضحى، كان الجواب واحدا، وجملة تسمعها من أكثرية المواطنين: “هو أصلا في عيد وغزة تذبح من الوريد إلى الوريد…”.
إقبال الأردنيين في هذا العيد انصب على شراء التمور والقهوة السادة، ليس تضامنا فقط بل وحدة مع مشاعر الأهل في غزة والضفة الفلسطينيتين، وهذا تلمحه على وجوه الناس أينما التقيتهم في الشوارع والمولات.
أهبل؛ من يعتقد أن الحالة الفلسطينية عموما ليست حالة أردنية وهمّا في بيوت الأردنيين كما هي في بيوت الفلسطينيين، فبيوت العزاء في الضفة وغزة لها امتداداتها في المدن والقرى والمخيمات الأردنية، وكذلك ساعات الفرح، فالشهيد يزف في جنين والعزاء في جبل التاج.
وحديث فلسطين، ووجع غزة والإجرام الذي مورس ويمارس فيها، زادُ الأردنيين منذ السابع من أكتوبر، ليس هناك أحاديث في البيوت واللقاءات في التجمعات سوى ما يحدث في غزة، التي استحوذت على دعوات المساجد وبيوت الأردن، وفي كل الصلوات الإسلامية والمسيحية.
بالله العظيم، وأقسم أغلظ الأيمان في هذه الأيام المباركة، بأنني لم أرَ حُرقة في الأعين والقلوب والحديث عن أحوال الأهل في غزة مثلما رأيتها على وجوه أصدقاء في الطفيلة وفي البربيطة تحديدا.
كان الحديث عن غزة والمقاومة يخرج بآهات تحرق القلوب وأمنيات أن يُسلّم الله غزة وشعبها ويحفظ مقاومتها.
يومها؛ وهذا كان بالضبط بعد مضي شهرين على ملحمة 7 أكتوبر، صَدَمْتُ الحضور وشباب الطفيلة تحديدا الذين التقيانهم للمرة الأولى، بتحليل واقعي صعب مؤلم عن الأحوال في غزة وحال المقاومة، وختمتها بجملة صارمة حادة قلت فيها: “عليكم أن تعرفوا من الآن أن حماس لن تعود لحكم غزة مهما كانت الأوضاع، ولن تقبل إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة أن يكون لحماس موضع قدم في غزة، وعلينا الاستعداد لمرحلة ما بعد حماس”.
في الأردن فقط، لا تفرقة في الأعياد، إن كان الفطر أو الأضحى أو الايستر، فالأعياد كلها للجميع مهما اختلفت الديانات.
سنفرح اليوم قليلا بعد ان يتأهل منتخبنا لكأس العالم ويحقق الفوز على سلطنة عُمان قولوا الله…
الدايم الله…