فشلُ التطبيع

فشلُ التطبيع

فشلُ التطبيع

 العرب اليوم -

فشلُ التطبيع

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

 يثبت هذه الأيام، وأكثر من أى وقت مضى، أن رفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلى كان موقفًا صائبًا، وليس رد فعل عاطفى. ظهور حقيقة الأطماع الصهيونية التى تتجاوز فلسطين ليس الدليل الوحيد على صحة النهج المُضاد للتطبيع، وبُعد نظر من تبنوه منذ اللحظة الأولى فى آخر السبعينيات، سواء المثقفون الذين أسسوا جبهة الدفاع عن الثقافة القومية عام 1978، وناضلوا ضد إقامة علاقات شعبية أو غير رسمية مع الكيان الإسرائيلى، أو رجال الدولة الذين حرصوا على أن يكون السلام باردًا، وأدركوا أن «تسخينه» قد يتيح للصهاينة إحراق بلدانهم عبر تهديد أمنها وسلامتها.

ظهور الأطماع الصهيونية سافرةَّ دون أى قناع ليس الدليل الراهن الوحيد على صحة هذا النهج. قرار حكومة نيتانياهو بناء جدار عازل على طول الحدود مع الأردن دليلُ آخر لا يقل قوةً فى تعبيره عن أن التطبيع، الذى توسع نطاقه فى السنوات الأخيرة، لا يجدى نفعًا. فإذا كان هناك تطبيع رسمى استمر لأكثر من ثلاثين عامًا، منذ توقيع اتفاقية وادى عُربة الأردنية ــ الإسرائيلية فى أكتوبر 1994، لم يُحقق شيئًا فى الواقع، ولا يُغنى عن بناء جدار عازل، فما جدوى اتفاقيات عُقدت قبل سنوات قليلة، وأخرى يُراد إبرامها ولكنها صارت الآن أبعد مما كانت قبل عام ونيف. فإقامة جدار عازل يعنى، ضمن ما يعنيه، فشل التطبيع فى تحقيق تواصل وترابط لغياب أهم مقوماته، وهو السلام القائم على شىء من الحق والعدل، ومن ثم قبول الكيان الإسرائيلى والتعامل معه كما لو أنه جسم طبيعى فى المنطقة، وليس مزروعًا فى قلبها.

والحال أنه ليس ممكنًا أن يصبح غير الطبيعى طبيعيًا لمجرد أنه مدعوم من الدول الأكثر قوةً وشرًا فى العالم. فتحية لأرواح مؤسسى جبهة الدفاع عن الثقافة القومية الذين رحلوا، وفى مقدمتهم د. عبدالمنعم تليمة، ود. لطيفة الزيات، وكذلك صلاح عيسى وحلمى شعراوى اللذان أُلقى القبض عليهما لبضع ساعات خلال أول احتجاج سلمى ضد التطبيع أمام معرض القاهرة الدولى للكتاب فى يناير 1981. والتحية موصولة للباقين من مؤسسى تلك اللجنة وأعضائها.

arabstoday

GMT 11:45 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

رؤى التنمية وأسئلة النهوض

GMT 11:26 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

الهرم المقلوب.. فى الكرة المصرية

GMT 11:25 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

السياسة بدل السلاح… في تركيا ولبنان!

GMT 07:55 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

رصاص الحكومة

GMT 07:53 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

لبنان التاريخي والحاضر بين قوسين!

GMT 07:51 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

السوداني وشعار: العراق أولاً

GMT 07:50 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

ماذا حدث في عام 1950؟

GMT 07:48 2025 الجمعة ,18 تموز / يوليو

سوريا في محنة جديدة مفتوحة الأمد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فشلُ التطبيع فشلُ التطبيع



درّة زروق بإطلالات كاجوال مثالية في صيف 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:35 2025 الخميس ,17 تموز / يوليو

ميانمار تتعرض لزلزال شدته 3.7 درجة

GMT 05:58 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

انخفاض أسعار الذهب بشكل طفيف

GMT 15:00 2025 الخميس ,17 تموز / يوليو

كيف تنام الحكومة أمام غول البطالة ؟!

GMT 03:23 2025 الأربعاء ,16 تموز / يوليو

إسرائيل تجدد غاراتها على محافظة السويداء

GMT 14:18 2025 الثلاثاء ,15 تموز / يوليو

عواصف وفيضانات مفاجئة تضرب إسبانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab