بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
اليوم ( الخميس 4 سبتمبر 2025) يوافق الثانى عشر من ربيع الأول 1447 هجرية ، يوم مولد الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) الذى وافق يوم 22 أبريل سنة 571 ميلادية. أى منذ 1454 عاما ميلاديا ، أو مايقرب من خمسة عشر قرنا.
وقد اقترنت الاحتفالات الشعبية بتلك المناسبة فى بلادنا، بالإجازة أو العطلة من العمل، علاوة على الإقبال على شراء حلوى المولد! التى لاتمت بصلة لمعنى الاحتفال، ولكنها العادات والتقاليد التى تراكمت عبر السنوات، وتأثرت بثقافات الدول التى سادت العالم الإسلامى على مر العصور.غير أن ذلك كله ينبغى ألا يصرفنا، والأجيال الشابة بالذات عن أهمية المعرفة بشخصية النبى محمد (صلى الله عليه وسلم).
والحقيقة أننى اهتممت مبكرا للغاية بالمعرفة العميقة لشخصية محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من خارج المصادرالإسلامية الفقهية التقليدية وإنما من المصادر العالمية للمعرفة. وربما كان أول مالفت نظرى من تلك المصادر كتاب قرأته مبكرا فى مكتبة أبى رحمه الله للمفكر الألمانى يوليوس فلهاوزن، ثم كتب طه حسين والعقاد وأحمد أمين ...إلخ علاوة بعد ذلك على المصادر الموسوعية الأجنبية مثل الموسوعة البريطانية، والويكيبيديا ...إلخ. ثم لفت نظرى بشدة كتاب «الخالدون مائة: أكثر الشخصيات تأثيرا فى التاريخ» الذى ترجمه أنيس منصور عام 1978 والذى احتل محمد(صلى الله عليه وسلم) المرتبة الأولى فيهم...، متقدما على الأنبياء الآخرين، ومؤسسى الديانات، وقادة الفكر و المخترعين العظام الذين غيروا بمخترعاتهم مسار التاريخ .
لقد امتدت الدولة الإسلامية فى وقت قصير للغاية من الأندلس غربا إلى حدود الصين شرقا، وأسهم علماؤها ومفكروها الأفذاذ مثل الخوارزمى وابن سينا وابن الهيثم والإدريسى والبتانى والرازى والبيرونى والكندى والزهراوى و ابن البيطار وابن النفيس وثابت بن قرة وجابر بن حيان والخيام ...وصولا إلى ابن رشد و ابن خلدون..فى تأسيس ونهضة العلوم الطبيعية و الاجتماعية . ذلك هوما ينبغى أن نتذكره اليوم فى ذكرى المولد النبوى !