أسامة الغزالى حرب
أنا سعيد ومتفائل جدا بالقمة المصرية الأوروبية التى بدأت أمس فى العاصمة البلجيكية «بروكسل» وأتفق مع الوصف الذى أطلقته الأهرام عليها أمس بأنها «قمة تاريخية».إنها ليست مجرد زيارة من رئيس مصر عبدالفتاح السيسى لبلجيكا، ومقابلته ملك بلجيكا.. إنها قبل ذلك قمة مصرية -أوروبية، أى أن طرفيها هما «مصر» من ناحية، و«أوروبا» من ناحية أخرى، ممثلة فى «المجلس الأوروبى» والمفوضية الأوروبية. وأعتقد أن على القارئ، بل المواطن المصرى، أن يعرف هنا بعض المعلومات الأساسية المهمة! فالمجلس الأوروبى والمفوضية الأوروبية هما من مؤسسات «الاتحاد الأوروبى» الذى يضم الدول الأوروبية، والذى تعود نشأته الأولى إلى عام 1952،أى ما يزيد على سبعين عاما،عندما أنشئ «المجمع الأوروبى للفحم والصلب» والذى تطور تدريجيا فى تشكيلاته وعضويته إلى أن وصل إلى «الاتحاد الأوروبى» بوضعه ومؤسساته السياسية والاقتصادية القوية الحالية، التى تضم اليوم 27 دولة أوروبية، يوجد على رأسها «المجلس الأوروبى»،الذى يزوره الرئيس السيسى والذى يعتبر «قمة» لرؤساء دول، وحكومات الاتحاد الأوروبى (وجدير بالإشارة هنا، أن الدول الأوروبية بدأت مشروعاتها الاتحادية بالاقتصاد، ثم تقدمت تدريجيا فى المسار السياسى، وذلك العكس تماما مما حدث عربيا، من البدء بالسياسة فى جامعة الدول العربية، قبل تشكيل مؤسسات «الوحدة الاقتصادية» والتى تعثرت فى الناحيتين!). وأعود هنا للقمة المصرية الأوروبية، حيث إن طرفيها هما مصر، وأوروبا، مما يعكس بلا شك مكانة مصر الأساسية فى المنطقة خاصة فى قضايا مكافحة الإرهاب، ومكافحة الهجرة غير الشرعية..، وقبل ذلك دورها الرئيسى فى حل القضايا الساخنة وعلى رأسها تطورات وتداعيات العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة، والدور المحورى الذى سوف يتعين على مصر القيام به لإقالة غزة و شعبها من العثرة - بل الكارثة - التى سببها ذلك العدوان.