بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
وهل هناك أيام يمكن أن نحتفل ونحتفى فيها بجيشنا المصرى العظيم، أفضل من هذه الأيام، فى ذكرى نصر أكتوبر..؟ إن الجيش المصرى..، أيها المصريون، أيها الشباب ..الذى تعود جذوره الأولى إلى 3200 سنة قبل الميلاد، وهو - وفق أغلب المصادر العلمية الراسخة - أول الجيوش النظامية فى التاريخ! نعم..أقدمها! منذ ثلاثة آلاف ومائتى عام! إنه الجيش الذى أسسه الملك «مينا» أو «نارمر» الذى وحد قطرى «مصر العليا» (الوجه القبلى) و«مصر السفلى» (الوجه البحرى). وقاده فراعنة مصر العظام، مثل تحتمس ورمسيس الثانى، وبنوا الإمبراطورية التى وصلت إلى سواحل فينيقيا شمالا، وسوريا وبلاد الرافدين شرقا، ومناطق من ليبيا غربا، وإلى بلاد النوبة جنوبا. إنه الجيش الذى شرف بوصف الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بأنه خير أجناد الأرض. فكان هو الجيش الذى كسرشوكة الغزو المغولى الهمجى الذى حطم الخلافة العباسية فى بغداد فى 1258 فتصدى له والحق به هزيمة ساحقة فى عين جالوت، بقيادة سيف الدين قطز فى عام 1260. ثم كان هو الجيش الذى تصدى – بقيادة صلاح الدين الأيوبى- للغزوة التى رفعت لواء الصليب فهزمها فى حطين بفلسطين فى يوليو 1187... وبعد تاريخ طويل ومجيد.. يصعب تلخيصه فى تلك المساحة، وصولا إلى الحكم المملوكى فالعثمانى، تمثلت عبقرية والى مصر «محمد على باشا»، فى اكتشافه رصيد القوة المصرية، وبنائه الجيش المصرى الحديث، فأسس المدارس الحربية، وبادر بتطوير الصناعات العسكرية، توطئة لحملاته الطموحة التى شملت الحملات ضد الوهابيين فى الحجاز، ثم ضم السودان، ثم حملته ضد الدولة العثمانية نفسها، وهزيمة العثمانيين فى معركة «نزيب» أو «نِزِّب» وهروب الأسطول العثمانى، الأمر الذى أزعج الدول الأوروبية وتدخلها لمواجهة تهديد محمد على للإمبراطورية العثمانية، وتسليمها بانفراده بحكم مصر! تلك شذرات بسيطة...، تذكرنا بقيمة وعظمة جيشنا المصرى فى ذكرى نصرأكتوبر.