المآسى السودانية

المآسى السودانية

المآسى السودانية

 العرب اليوم -

المآسى السودانية

بقلم:عمرو الشوبكي

لم يخطئ الكثيرون حين وضعوا العَلَم السودانى بجوار الفلسطينى، وقالوا إن التشابه بين العَلَمين يعكس التشابه فى أوضاع المدنيين فى كلا البلدين من حيث المآسى التى يتعرضون لها، بصرف النظر عن أنه فى الحالة الفلسطينية العدوان على المدنيين يجرى بيد قوة احتلال غاشمة، وفى الحالة السودانية بسبب قوات مسلحة من بنى جلدتهم.

وقد أحزن الكثيرين التقرير المتميز والإنسانى الذى بثته قناة العربية/ الحدث وأعده مراسلهم فى القاهرة أحمد عثمان عن مواطن سودانى يعيش فى ضاحية عين شمس الشعبية فى مصر مُحاطًا بأهله وجيرانه من السودانيين والمصريين لتعزيته فى مصابه الجلل، حيث فقد أبناءه الثلاثة، وهم فى عمر الزهور، عطشًا أثناء رحلة عبور الحدود السودانية المصرية، فمات اثنان أثناء الرحلة، ومات الثالث بعد أن وصل إلى أسوان.

وكان الرجل متقبلًا، بإيمان وحزن وألم، قضاء الله، وعرض التقرير ذهابه إلى المسجد بهدوء، وكيف أحاط به المصلون فى محاولة للتخفيف من مصابه، وكان حديثه نموذجًا لصفاء نفسى وإيمانى نادر.

تصورت أن بعض مَن يحيطون به ربما يكونون أبناء آخرين له، وسألت، وكان الرد أنهم من عائلته لأن كل أبنائه تُوفوا أثناء هذه الرحلة المشؤومة، فقد حاولوا أن ينجو بحياتهم من ويلات الحرب المأساوية والموت، الذى أحاط بهم وبجيرانهم من كل جانب، ولكنهم بكل أسف لقوا نفس المصير.

مآسى الوضع الإنسانى فى السودان تفاصيلها اليومية مرعبة، ولذا يبدو صادمًا أمر قيام البعض عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى باستهداف السودانيين فى مصر، وتحميلهم مشكلات لا علاقة لهم بها، (من ارتفاع أسعار الإيجارات إلى أزمة الديون الخارجية)، وتجاهل أن كثيرًا من هؤلاء الفارين من جحيم الحرب فى السودان لهم أقارب مقيمون فى مصر، وطبيعى أن تتحرى السلطات المصرية عنهم، وتواجه أى تحريض ضدهم، أو تعميم للأخطاء يقع فيها أى سودانى مقيم فى مصر.

لقد عرفت مصر منذ عقود طويلة وجود جالية سودانية ضخمة اتسمت بالسماحة والطيبة والأصالة، ولم تغير تركيبة مصر الديموجرافية، وكانت مندمجة بشكل كبير فى النسيج الاجتماعى للبلاد.

لا أحد يطالب بإلغاء أى قواعد تنظم قدوم اللاجئين إلى مصر، ويجب عدم التسامح مع أى شخص يخترق القوانين أو يمثل تهديدًا أمنيًّا من أى نوع، (وهو لا ينطبق على الغالبية الساحقة من اللاجئين العرب والسودانيين فى مصر)، ولكن مهم التأكيد على أن جارك وشقيقك فى محنة، واضطر أن يأتى إليك مستجيرًا، فهو لا يعيش فى سلم وأمان، وجاء ينافسك فى فرصة عمل، إنما هو فى بلد منكوب يعانى اقتتالًا أهليًّا وويلات حرب تفاصيلها مؤلمة وحزينة، وخاصة بالنسبة للمدنيين المسالمين، ولذا مطلوب لغة مختلفة وخطاب مختلف يرحب بوجودهم، وأيضًا يضع قواعد قانونية تنظم وجودهم وقدومهم إلى مصر

arabstoday

GMT 04:54 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

فوق سور الصين

GMT 04:53 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

المُتنبّي ولامين يامال!

GMT 04:51 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

هل ما زال ممكناً تلافي تجدّد الحرب؟

GMT 04:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ديمقراطية الاستعراض والترفيه

GMT 04:48 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن والاستراتيجية المنتظرة لمكافحة الإرهاب

GMT 04:47 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مروان البرغوثي... في حالة السلم والحرب

GMT 04:45 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ترمب وشي... قمة مستقبل الصراع

GMT 04:44 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القوى الثلاث بعد خروج إيران

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المآسى السودانية المآسى السودانية



النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

أبوظبي - العرب اليوم

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت
 العرب اليوم - تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 12:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا
 العرب اليوم - إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا

GMT 06:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إغلاق مؤقت لمطار أليكانتي في إسبانيا بعد رصد طائرة مسيرة

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مطار كراسنودار يطلق رحلات مباشرة إلى مصر

GMT 02:15 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يراوغ مجددًا بشأن مشاركته مع الأرجنتين في كأس العالم 2026

GMT 07:12 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يتحدث عن "أدق وصف" للوضع في غزة

GMT 10:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

GMT 06:04 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الفرنسي يلاحق المتنمرين ضد زوجة ماكرون

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 06:02 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شقيقين في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان

GMT 01:35 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 6.1 يضرب ولاية باليكسير شمال غربي تركيا

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير عاجل لمستخدمي Gmail بعد سرقة 183 مليون كلمة مرور

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 11:25 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الطاولات في حفلات الزفاف لمسات بسيطة تصنع فخامة المشهد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab