أشكال متعددة من توجهات ترمب
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

أشكال متعددة من توجهات ترمب

أشكال متعددة من توجهات ترمب

 العرب اليوم -

أشكال متعددة من توجهات ترمب

بقلم:عمرو الشوبكي

لا يمثل الرئيس الأميركي دونالد ترمب حالة أميركية فقط، إنما يمثل نمطاً من التفكير لا يقتصر فقط على الولايات المتحدة، بل يمتد ليشمل سياقات وأشكالاً مختلفة في كثير من بلاد العالم ومنها العالم العربي.

إن خطاب ترمب وتأثيره في أميركا يقول إنه يجب ألا نندهش من صعود التيارات الدينية المحافظة في العالم العربي، وألا تكون هناك شعبية للخطاب الوطني والشعبوي الذي لا يعد الديمقراطية أولوية ويرفض الليبرالية، وكثيراً ما يصبّ جام غضبه على المهاجرين، حتى لو كانوا عرباً مثل من اشتهروا في مصر على مواقع التواصل الاجتماعي باسم «كيميت»، (هو الاسم القديم لمصر، ويتمسك به أصحاب الخطاب المصري الفرعوني الذين كثيراً ما هاجموا المهاجرين السودانيين والسوريين والأفارقة وأي جنسية أخرى غير مصرية).

والحقيقة أن خطاب التنصيب الذي ألقاه ترمب الأسبوع الماضي كان كاشفاً عن جانب من طريقة تفكيره خصوصاً تجاه من يختلفون معه أو من يصنِّفهم على أنهم تهديد لبلاده كالمهاجرين. حتى بلدان مثل «الجارة» المكسيك تكلم عن خطرها أكثر مما تكلم عن خطر إيران، رغم أنها دولة مدنية ولا علاقة لها بخطاب الممانعة «الشرق أوسطي» ولا تعادي إسرائيل.

والحقيقة أن خطاب كراهية الآخر في صورته «الترمبية» لم يراعِ الشكل أو اللياقة كما كان يجري مع زعماء كثيرين حملوا نفس أفكاره، ولكنهم لم ينعتوا الأجانب والمهاجرين بالمجرمين والقتلة وأكلة الكلاب والقطط.

وحين يستشهد ترمب عشرات المرات بالكتاب المقدس ويرى أن نجاته من محاولة الاغتيال هي إرادة إلهية لكي يعود لحكم أميركا ويقود العالم، رغم أنه ليس متديناً وغير ملتزم بتعاليم الديانة المسيحية الأخلاقية، إنما هو يوظِّف الدين لصالح مشاريعه السياسية، مثلما تفعل تيارات محافظة كثيرة في العالمين العربي والإسلامي، ليست فقط تيارات الإسلام السياسي وإنما أيضاً تيارات قومية ووطنية ترى أنها مبعوثة العناية الإلهية لإنقاذ بلادها.

والحقيقة أن صعود ظاهرة ترمب في أكبر دولة في العالم وأكثرها تقدماً وإنتاجاً للمعرفة سيعني أنه يجب ألا نندهش حين نجد صعوداً لتيارات دينية ووطنية متشددة في عالمنا العربي أو في أي مكان آخر في العالم، وسيكون طبيعياً في السياق العالمي الحالي أن تكون «هيئة تحرير الشام» هي البديل الذي دعمته غالبية الشعب السوري وقبلها العالم لإسقاط بشار الأسد، وليست تيارات ليبرالية أو يسارية، ولا أن يعد كثيرون خطاب الرئيس التونسي الرافض للديمقراطية التمثيلية بمثابة المخلص والمنقذ للبلاد من أزماتها، ولا أن يكون هناك تيار واسع في مصر قبل التخلي عن بناء الديمقراطية من أجل إسقاط حكم «الإخوان المسلمين».

صحيح أنه لا تمكن مقارنة السياقين السياسي والاجتماعي لهذه البلدان بالولايات المتحدة، ولا خلفية حكامها وفريقهم بترمب وفريقه، لأن الأخير يحكم في النهاية بلد مؤسسات ودولة قانون وقوة عظمى، إنما علينا فقط أن نلفت الانتباه إلى أن موجة التغيير الأخيرة في هذه البلدان كانت بدرجات مختلفة في اتجاه التيارات الأكثر محافظة وليست الأكثر ليبرالية، وأن الانطلاق نحو ما تصوره البعض «ربيعاً عربياً» ونظاماً ليبرالياً، عقب ثورتَي تونس ومصر، انتهى بعودة الرؤية المحافظة لتحكم المشهد في أعقاب سنوات معدودة من تجربة الانتقال الديمقراطي المتعثر.

لا أحد يقول إن توجهات ترمب ورئيسَي مصر وتونس «حاجة واحدة»، لأنهم قطعاً مختلفون في خلفياتهم وفي السياقين السياسي والاجتماعي اللذين يعيش فيهما هؤلاء، ولكن الأمر الوحيد الذي يستحق التوقف عنده أن التجارب التي حملت بدايات تعددية مثل مصر وتونس، ولو في الانتخابات الرئاسية، وجدت تياراً من الشعب يرى أنها جلبت الأسوأ، وفضَّل أن يتجه نحو خيار وطني محافظ لا يري الديمقراطية أولوية.

إن خطاب ترمب يكره الديمقراطية الليبرالية، ولا يحب الخبراء والعلماء، وينظر إلى الحزب الديمقراطي ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس على أنها «ماركسية» وأنصارها متطرفون، ولا تختلف تلك النظرة في جوهرها عن الخطاب الوطني المحافظ في العالم العربي الذي لا يقبل التعددية والقيم الليبرالية والنظام الديمقراطي ولديه لائحة طويلة من الاتهامات لخصومه السياسيين.

موجة ترمب ليست أبديّة، والصعود والهبوط بين المدارس الفكرية والسياسية المختلفة أمر طبيعي؛ فبعض من رأى أنه ليس مهماً التمسك بالديمقراطية وبناء دولة القانون في العالم العربي راجع مواقفه، وفي أميركا مَن صوَّت لترمب لأنه رأى أن المهاجرين خطر وأن المكسيك عدوه وأن إسرائيل ضحية ربما يراجع نفسه حين يكتشف أن العداء للمهاجرين الأجانب تحول إلى عداء للأميركيين من أصول عرقية غير بيضاء في بلد قام منذ نشأته على المهاجرين والتنوع.

موجة ترمب لها تجليات مختلفة في العالم، وهي صاعدة، ولكنها بالقطع ليست أبدية.

 

arabstoday

GMT 07:46 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مجدى يعقوب .. بين قلوب الصغار وأبواب الرحمة

GMT 05:42 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

خمسون سنة ألقاً

GMT 05:22 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تأثير العقوبات على روسيا بين أخذٍ وردّ!

GMT 05:21 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استنساخ الماضي يخدشه ويؤذي الحاضر

GMT 05:19 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

نساء السودان... ضحايا وحشية الحرب

GMT 05:13 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

التراث الأثري نعمة أم نقمة!

GMT 05:08 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

«اللوفر» وانتهاك هيبة فرنسا

GMT 05:06 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

من الصمود إلى الجدارة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشكال متعددة من توجهات ترمب أشكال متعددة من توجهات ترمب



يسرا تتوّج "ملكة الأناقة" في مهرجان الجونة

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 20:40 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن
 العرب اليوم - فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن

GMT 11:15 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

5 أطعمة يجب تجنبها عند تناول أدوية لضغط الدم

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:46 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مجدى يعقوب .. بين قلوب الصغار وأبواب الرحمة

GMT 23:20 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن وتل أبيب تبحثان خطة لتقسيم غزة بين إسرائيل وحماس

GMT 17:49 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بوتين يتوعد برد جاد وساحق على أي استهداف لروسيا في عمقها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab