«تميمة الحرية»

«تميمة الحرية»

«تميمة الحرية»

 العرب اليوم -

«تميمة الحرية»

بقلم - سحر الجعارة

إن شئنا اختيار "شخصية العام" ونحن محاصرون بالحروب على حدودنا، ننام ونصحو على صور الخراب، ونشاهد فى أحلامنا صور الأطفال والنساء والعجائز يعانقون الموت فقط ليموتوا على أرض "فلسطين" .. فلابد أن تكون شخصية العام الناشطة الفلسطينية "عهد التميمى"، والتي أطلق عليها سابقاً لقب "أيقونة فلسطين" .لقد قضت «عهد» أجمل سنوات عمرها خلف قضبان السجون الإسرائيلية، فلم تفقد صلابتها رغم القهر والذل والانتهاكات التى واجهتها خلف القضبان.

لقد هزمت الخوف الذى تشيعه إسرائيل بقوتها العسكرية، وروت «شجر الزيتون» من عطر شبابها، واحتضنت «حمامة السلام» الجريحة بكفها الصغير لتعلمها كيف تتحول إلى «صقر» ينتزع حقه بالقانون!.

فى 2017/2018 قضت "التميمى" ثمانية أشهر فى السجن، فكان لابد أن تعيد اكتشاف نفسها، أن تنضج قبل الأوان، على نار الانتهاكات اليومية، لتحصل على شهادة «الثانوية العامة» وهى مكبلة بالقيود الحديدية.. لكنها كانت دائما «حرة»، ولذلك كانت تتحايل على عيون السجانين، وتجتمع مع زميلاتها بالحبس، لتلقى «دورة تعليمية» على يد النائبة «خالدة جرار».. وكأنهن فى جلسة سمر!.

تعلمت «التميمى»، هى وزميلاتها بالسجن، ماهية الانتهاكات واطلعت على الاتفاقات الدولية الموقعة فيما يخص التعامل مع الأسرى وحقوق الطفل والتمييز العنصرى «الأبارتهايد»، ودرست اتفاقيات جنيف الأربع، وركزن اهتمامهن على اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين التى تنطبق عليهم.. أخيرا امتلكت «عهد» الصيغة التى تبلور بها «قانونا» ما يتعرض له أطفال فلسطين.

تحولت أناملها الرقيقة التى صفعت جنود الاحتلال الصهيونى دفاعاً عن حرمة منزلها إلى قنبلة نووية، طافت العالم كله، موثقة بالصوت والصورة، لتسقط خرافة «الجندى الإسرائيلى»، وتكشف أكذوبة دولة الاحتلال التى لا تقهر.. وتنتزع بأظافرها «العدالة»، كما كانت تفهمها بوعى فتاة فى السادسة عشرة من عمرها.. نشأت على القهر.. وأصبح «الفزع» قوتها اليومى، وهم يقتادون أسرتها واحداً تلو الآخر للاعتقال.

واستطاعت أن تهز كافة المنظمات الإنسانية خلال محاكمتها، وتسلط الضوء على (التعامل الإسرائيلى القاسى مع الأطفال والقصّر الفلسطينيين).. وتنتقد مجموعات مدافعة عن الحقوق المدنية النظام الإسرائيلى، وتقول إنه: «لا يعطى الضمانات بمحاكمات عادلة».. وتقر قوات الدفاع الإسرائيلية بأن نحو أكثر من ألف حدث دون السن القانونية مثلوا أمام محكمة عسكرية خاصة بالأحداث.

لقد سجنت «عهد» مع والدتها «ناريمان».. التى خرجت معها لتقول لوسائل الإعلام: يجب أن يتسلح الأطفال بثقافة مواجهة المحتل «خوفنا لن يحمى أبنائنا»، ذلك أن (أطفالا يموتون وهم فى البيوت) .. وواصلت "عهد" النضال فكانت دائمًا في طليعة المسيرة الأسبوعية كل يوم جمعة في قرية النبي صالح، رافعةَ شعار "اخرجوا من أرضنا.. فهذه الأرض ليست لكم"، وكانت تتمنى أن تدرس القانون لتصبح محامية لتتمكن من الدفاع عن وطنها.ومؤخرا اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عهد التميمي.. على خلفية العدوان الذى ينفذه جيش الاحتلال الإسرائيل في قطاع غزة، بحجة "الاشتباه في تحريضها على العنف والدعوة إلى نشاط إرهابي".

فتم القبض على عهد، البالغة 22 عاما، أوائل شهر 2023 بسبب منشور على موقع إنستجرام تقول عائلتها إنها لم تكتبه.وأطلقت إسرائيل سراحها ضمن صفقة تبادل الأسرى مع "حماس" في إطار الهدنة.لقد تحولت «عهد» إلى «تميمة حرية»، لقنتنا درسا فى الصلابة والشموخ والكبرياء، ورغم الخراب والدمار الذى حل بغرة صدرت إلينا "صورة مضيئة" تنطق بكلمتها: أنا "مقاتلة حرة، لذا لن أكون الضحية".

arabstoday

GMT 10:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الداعية «قفة» وأبناؤه

GMT 10:19 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرش ترامب!

GMT 10:17 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

التعليم وإرادة الإصلاح (1)

GMT 10:12 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكاية الميلاد التي تجمع ولا تفرّق

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 10:07 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكرة والحداثة

GMT 10:03 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السن.. والعمر !

GMT 10:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حنظلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تميمة الحرية» «تميمة الحرية»



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:09 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 العرب اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 15:14 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جوزيف عون يؤكد إجراء الانتخابات استحقاق دستوري

GMT 10:57 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارات جوية سعودية تستهدف قوات المجلس الانتقالي في حضرموت

GMT 09:32 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

المركزي المصري يخفض أسعار الفائدة 1% في آخر اجتماعات 2025

GMT 08:30 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارتان إسرائيليتان تستهدفان خان يونس جنوبي قطاع غزة

GMT 19:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عراقجي خصوم إيران يسعون لإثارة السخط عبر الضغط المعيشي

GMT 08:22 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال يداهم منازل في قرية تل جنوب غرب نابلس

GMT 07:26 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق رسمي من نيجيريا على الضربة الأميركية

GMT 09:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يشارك جمهوره كواليس مسلسل «علي كلاي»

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 12:37 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

3 قتلى باشتباكات مع الأمن السوري في ريف اللاذقية

GMT 17:00 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

هيئة البث تكشف وساطة روسية سرية بين إسرائيل وسوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab