«ذاهب إلى تفاصيل» الاستيطان

«ذاهب إلى تفاصيل...» الاستيطان !

«ذاهب إلى تفاصيل...» الاستيطان !

 العرب اليوم -

«ذاهب إلى تفاصيل» الاستيطان

حسن البطل

شاعرنا ـ الشاعر قال : «ذاهب إلى تفاصيل البلاد» هل أضاف إلى القول الشائع: الشيطان يكمن في التفاصيل؟.
الشاعر قال: «أحب البلاد التي سأحب/ أحبّ النساء اللواتي أحبّ/ لكن غصناً في السرو الملتهب/ يعادل كل خصور النساء/ وكل العواصم»!
شارون أحبّ في شعر درويش حبه للبلاد وارضها، وهناك من يقول: هذه البلاد لمن يحبها أكثر.
لنذهب، إذاً، إلى تفاصيل الاستيطان.. وهل أضيف: فلسطين أو أرض ـ إسرائيل؟
في قرية بتير، جنوب بيت لحم، يتهدد الجدار العازل جنّة ـ أرضية، صارت على قائمة التراث الإنساني عام 2011، وليس بعيداً من بيت لحم يتهدد هذا الجدار ما تبقى من ارض بيت ساحور، وبالذات أرض دير كريمزان، وفي بيت صفافا الجميلة شقُّوا شارعاً استيطانياً عريضاً في وسطها فصار البيت بيتين.
التفاصيل وافية وكثيرة، لكن إذا اعتمدت حروب إسرائيل، خاصة حتى العام 1967 على «عمل ثنائي الدبابة ـ الطائرة» في احتلالها الأرض، فهل نقول إن شيطان الاستيطان يعمل وفق ثنائية قاعدة عسكرية ـ بؤرة استيطانية؟
قدامنا مثالان طازجان من أمثلة عديدة. الأول حين كانت أرض مستوطنة «بيت إيل» معسكراً للجيوش البريطانية فالأردنية فالإسرائيلية، ثم صارت معسكراً ـ مستوطنة هي مقر الحكم العسكري الاحتلالي.. فإلى أن حرّكوا المعسكر خارجها ـ إلى جوارها، لاستيعاب توسيع مستوطنة «بيت إيل».
كان جوار المستوطنة ـ المعسكر بؤرة استيطانية غير قانونية (وفق قانونية محاكمهم).. فأزالوا 33 بيتاً عن البؤرة، وأضافوا مئات البيوت إلى المستوطنة، ونقلوا المعسكر إلى حيث كانت «البؤرة» غير الشرعية، المقامة على أرض فلسطينية خاصة.
هذا الثنائي الوبيل: المعسكر ـ المستوطنة، عمل بطريقة قريبة في مستوطنة ـ مدينة «معاليه أدوميم» لتوسيعها شرقاً نحو مستوطنة «ميشور أدوميم»، وهذه إلى شرقها.. أي إلى خطة قدس موحدة جرّارة تصل مشارف البحر الميت؟
هناك جوار «معاليه أدوميم» (الأصل الخان الأحمر) منطقة تدريبات عسكرية وإطلاق نار، سيجري تقليصها لإقامة امتداد بين «معاليه أدوميم» و»ميشور أدوميم».. والزحف للبحر الميت.
أمثلة لا حصر لها عن هذه الثنائية، خاصة في الأغوار ومنطقة الجفتلك، وأراضي طوباس وطمون، حيث يتذرّعون بـ «مناطق عسكرية مغلقة» و»مناطق تدريبات إطلاق النار لإخلاء الأراضي من أصحابها وسكانها وبيوتها.. وقطعانها أيضاً، ولكن لصالح احتياطي توسيع المستوطنات.
لا تعدم إسرائيل المهووسة بشيطان الاستيطان، ما تضيفه إلى هذه الثنائية: معسكر ـ مستوطنة، فهي تتذرّع بـ «مناطق خضراء» و»محمية طبيعية» وبالذات «اراضي دولة» سواء في توسيع مستوطنات غلاف القدس (نموذج منطقة E1 بين مستوطنات شرقي القدس و»معاليه أدوميم» لعزل القدس الشرقية تماماً عن مناطق السلطة الفلسطينية)... أو حتى قصة اتفاق «واي ريفر» لجعل شرقي بيت لحم ـ الخليل حتى البحر الميت «محمية طبيعية» يُمنع فيها أي بناء فلسطيني.. لكن هذه الذريعة لا تمنع تحويلها إلى مناطق توسع استيطاني. الأمن والاستيطان هما ثنائية التهويد، كما الدبابة ـ الطائرة ثنائية الاحتلال.
أسلوب آخر للاستيطان هو دق أسافين من عشرات المستوطنات والبؤر الصغيرة لفكفكة التواصل السكاني الفلسطيني، أي احتلال رؤوس التلال ثم التمدد إلى سفوحها.
مع ذلك، مساحة المستوطنات المبنية تتراوح بين 1.5% ـ 3% من مساحة الضفة، علماً أن مستوطنات غلاف القدس الشرقية تشغل 1% من مساحة الضفة، وفيها 285 ألف مستوطن، أمّا مستوطنات خارج الغلاف والكتل الاستيطانية ففيها حوالي 70 ألف مستوطن («هآرتس» 8 آذار).
الادعاء بأسباب دينية للتوسع الاستيطاني لا يصمد أمام الوقائع، حيث أن معظم المتدينين اختاروا السكن في مدن جديدة جوار الخط الأخضر، لكن مستوطني غور الأردن معظمهم علمانيون، وفي الإجمال فإنه خلال خمس سنوات ازداد عدد المستوطنين خارج الكتل بحوالي 18 ألفا.
ماذا عن «تهويد القدس»؟ خلال خمس سنوات ازداد عدد المستوطنين 5 آلاف شخص فقط (قسم منهم عرب) ومن ثم فإن عشر سنوات أخرى سيصبح العرب غالبية في القدس بمجملها («هآرتس» 8 آذار ـ شاؤول أرئيلي)!
نظرياً، فإن دائرة الاستيطان في الوكالة اليهودية يفترض أن تخصص ثلث الأموال للاستيطان في النقب وثلثا آخر للاستيطان في الجليل.. والثلث الأخير لاستيطان الضفة، لكن مخططات وزير الإسكان أوري أرئيل جعلت حصة مستوطنات الضفة ثلثي الميزانية!
الاستيطان نصفه «غول» ونصفه الآخر «فزّاعة» ولا يمكن تحقيق غالبية يهودية في أراضي الضفة.

arabstoday

GMT 08:26 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

فيلم إيطالي طويل

GMT 08:22 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

هل يوجد توقيت غير مريب لبث الاعترافات؟

GMT 08:19 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

أخطر ما في تسجيلات عبد الناصر

GMT 08:16 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

تسريب ناصر والقذّافي وتبرؤ «الإسكندرية»!

GMT 08:11 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

أبعد من تسريب صوتي لعبد الناصر

GMT 08:08 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

مفاجأة ناصر... غير مُفاجِئة

GMT 08:05 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

السلام والهوية والعيش المشترك

GMT 08:03 2025 الأربعاء ,30 إبريل / نيسان

ترمب وحصاد الأيام المائة الأولى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ذاهب إلى تفاصيل» الاستيطان «ذاهب إلى تفاصيل» الاستيطان



ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:28 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

بغير أن تُسيل دمًا

GMT 03:01 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

استشهاد 70 شخصًا فى قطاع غزة خلال 24 ساعة

GMT 02:43 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

الإنسانية ليست استنسابية

GMT 02:57 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

الطيران الأميركي يستهدف السجن الاحتياطي

GMT 01:04 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

قصف مبنى في ضاحية بيروت عقب تحذير إسرائيلي

GMT 02:45 2025 الثلاثاء ,29 إبريل / نيسان

عبد الناصر يدفن عبد الناصر

GMT 00:58 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

أوغندا تعلن السيطرة على تفشي وباء إيبولا

GMT 07:50 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab