لبنان رهينة الإرهاب بالفتنة

لبنان: رهينة الإرهاب بالفتنة

لبنان: رهينة الإرهاب بالفتنة

 العرب اليوم -

لبنان رهينة الإرهاب بالفتنة

طلال سلمان

لبنان بكل أبنائه، على اختلاف أديانهم وطوائفهم، رهينة لدى عصابات متطرفة مسلحة بالشعار الديني، لتمويه أغراضها السياسية، وأولها رفض الكيانات السياسية في كامل المنطقة العربية والعمل لتهديمها بكل الوسائل والأسلحة، وأخطرها الحرب الأهلية.

وتفترض هذه العصابات المسلحة أنها قد اختارت «ضحية نموذجية» يمكنها أن تحرّك عبرها المخاوف على لبنان من الفتنة النائمة.. بعين واحدة!
وما عرسال، بموقعها على خطوط التماس مع الحرب في سوريا وعليها، إلا منصة نموذجية لابتزاز لبنان بدماء أبنائه العسكريين: فموقع هذه البلدة، ذات التاريخ الوطني، معزول عن سائر البقاع بالجرود مفتوح على سوريا النازفة جراحها، ومسار الحرب فيها وعليها يؤثر في أهلها بعواطفهم ومصالحهم بل ومعاشهم اليومي.

وعرسال، بموقعها الذي يكاد يجعلها «سورية» بمصالح أهلها وارتباطاتهم العائلية، يمكنها أن تحرّك العواطف والغرائز وأسباب الرزق، وأن تكشف فضائح هذا النظام الذي يتعامل مع «رعاياه» بطوائفهم ومذاهبهم، فلا هم «مواطنون» ولا الدولة «دولتهم» حتى وكثرة من أبنائها جنود في جيشها.

وهكذا يمكن لعصابات الإرهاب المسلح بالشعار الديني أن تلعب على عيوب النظام ذاته، وأن تستثمرها فتبتزه بها.

ولأن النظام الطوائفي أقوى من الدولة تحولت عرسال بالثلاثين ألفاً من أبنائها إلى «رهينة» ممتازة: إن قاتل الجيش الإرهابيين فيها سيصوَّر هجومه وكأنه اجتياح بالنار لعرسال وأهلها... وإن هو التزم بأوامر السلطة السياسية التي تبحث عن «وسطاء مؤهلين» لمثل هذه المهمة الاستثنائية، ابتزه الإرهابيون بالجنود الذين انتدبوا لواجب إنقاذ عرسال منهم... مع التقصّد في محاولة توريط بعض أهل هذه البلدة الصابرة من الباحثين عن دور لابتزاز الدولة وأهالي الجنود في آن معاً، بالتهديد بقتلهم، بل بقتل بعضهم فعلاً والتمثيل بجثثهم وتعميم إنجازهم الإجرامي ببث الصور على وسائل التواصل الاجتماعي.

على أن النظام هو الآن رهينة بدوره: لقد قصّر تقصيراً فاضحاً في إعداد جيشه وتعزيزه بوسائل القتال الحديثة والفعالة، فلما دقت ساعة الحاجة الماسَّة إلى العمل العسكري لتحرير الرهائن من جنوده، بل وتحرير عرسال جميعاً من هذه العصابات الإرهابية، انتبه إلى تقصيره فدار يستجدي المساعدات والهبات، عربية وأميركية وفرنسية، ويحصد الوعود ثم لا توقع العقود.

وبديهي أن ينفجر الأهالي بالغضب وهم يشهدون ذبح أبنائهم الذين أسروا غيلة، لأنهم لم يزوَّدوا بالضروري من السلاح لمواجهة مثل هذه العصابات من السفاحين وإنقاذ لبنان من مخاطرها على وحدته الوطنية، بل وعلى دولته التي يعطلها أهل النظام عن الفعل.

ثم إن الرعايا اللبنانيين جميعاً هم رهائن خوفهم من تحويل جرائم هذه العصابات الإرهابية المسلحة بالشعار الإسلامي إلى «فتنة» تعصف بهم، باستغلال الانقسام السياسي الداخلي الذي ليس أسهل من تحويله إلى اقتتال بين ضحاياه على اختلاف طوائفهم والمذاهب.

لا دولة بلا جيش مؤهّل وقادر.

وادّعاء كاذب ذلك الذي يزعم أن لبنان بلد السياحة والاصطياف، وجنة العرب المفقودة، ثم إن أهله من الرقي والتمدن بحيث لا يحتاجون إلا إلى شرطة سياحية تنظم مواكب طالبي المتعة فيه، ومجموعات من العسكر لحماية أهل النظام ـ أبناء الطبقة السياسية الممتازة من الغوغاء كمثل هيئة التنسيق النقابية ومطالبها التعجيزية التي تهدد النظام بالسقوط.

وفي انتظار حلم الدولة لا نملك غير تقديم العزاء لذوي الجنود الشهداء الذين أظهروا من الوعي والحرص على الوحدة في الجرح ما يكشف الفارق الفاضح بين «الأهالي» وبين «الدولة» التي يمنعها نظامها الطوائفي من أن تكون دولة حقيقية بكل مواطنيها ولكل مواطنيها.

مع التمني بألا تذهب دماء هؤلاء الشهداء هدراً،
ومع التمني ـ أيضاً ـ بألا تستثمر هذه الدماء الطاهرة لإشعال فتنة جديدة في البلاد لطمس معالم الجريمة وتمويه هوية مرتكبيها المعلنة فوق أسنة الرماح!

arabstoday

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يطغَى الفُجور في الخصومة

GMT 07:48 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ما تحتاجه سوريا اليوم

GMT 07:47 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

من الساحل إلى الأطلسي: طريق التنمية من أجل الاستقرار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان رهينة الإرهاب بالفتنة لبنان رهينة الإرهاب بالفتنة



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
 العرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 00:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
 العرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب
 العرب اليوم - بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 05:32 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
 العرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 06:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إنقاذ السودان تأخر كثيرا

GMT 07:48 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ما تحتاجه سوريا اليوم

GMT 05:32 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:03 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 30 امرأة بمسيرة استهدفت "تجمع عزاء" شرق الأبيض بالسودان

GMT 06:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ستة مشروبات طبيعية لتعزيز صحة الدماغ والذاكرة

GMT 03:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطرح مشروع قوة في غزة بإشراف إسرائيلي

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 06:47 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ظاهرة فاروق حسنى!

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء ديكور يكشفون عن 5 ألوان يجب تجنّبها في خزائن المطبخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab