صدمة الضربة والأزمة الوشيكة

صدمة الضربة والأزمة الوشيكة

صدمة الضربة والأزمة الوشيكة

 العرب اليوم -

صدمة الضربة والأزمة الوشيكة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

أمس، تحدثنا عن صدمة الضربة الإسرائيلية فى الدوحة، وكيف أصابت قلب الوساطة وأضعفت فرص الوصول إلى وقف إطلاق النار. اليوم، نكمل المشهد من زاوية أخرى، وهى زاوية التداعيات الإقليمية والسياسية التى قد تفتح الباب أمام تصعيد أوسع.

العملية لم تقتصر على ضرب منزل قيادى لحماس أو توجيه رسالة ردعية للحركة، بل اخترقت شبكة معقدة من العلاقات التى نسجتها الدوحة طوال الأشهر الماضية مع واشنطن وتل أبيب، فالعاصمة التى اعتُبرت محمية سياسيًا لاحتضان قنوات التفاوض، تحولت فجأة إلى ساحة مواجهة. هذا التطور يحرج قطر ويجبرها على إعادة تقييم دورها، لكنه أيضًا يضع الولايات المتحدة فى موقف حرج، خصوصًا إذا ثبت أن العملية نُفذت بعلمها أو بتنسيق معها. بيان البيت الأبيض الذى وصف الحادثة بأنها «فرصة للسلام» بدا أشبه بمحاولة لترميم صورةٍ متصدعة أكثر منه تعبيرًا عن أفق سياسى حقيقى.

إقليميًا، ستعيد دول مثل تركيا وإيران حسابات الردع. فالأولى ذُكرت أصلًا كساحة محتملة للاستهداف، والثانية ترى فى الضربة استمرارًا لمسار تقويض أدوارها الإقليمية. أما العواصم العربية الأخرى، التى حاولت موازنة دقيقة بين التعاطف مع غزة والحفاظ على جسور مع واشنطن وتل أبيب، فهى اليوم فى مأزق مضاعف. فالعملية تُظهر أن إسرائيل وصلت إلى مرحلة من العربدة لا مثيل لها، ربما عبر التاريخ العبرى كله. تظهر كذلك أن القانون الدولى يزداد تآكلًا أمام منطق البلطجة الذى تمارسه تل أبيب.

فى داخل إسرائيل، قالوا إن العملية هى بمثابة نجاح تكتيكى يمنح نتنياهو دفعة سياسية إلى الأمام. لكن هذا المكسب قصير المدى يقابله ثمن استراتيجى باهظ. إذ إن توسع ساحات الضرب يرفع احتمالات الانزلاق إلى مواجهات أوسع، ويقوّض ما تبقى من مسارات دبلوماسية. نتنياهو يريد فرض معادلة خطرة على الجميع، وهى مكاسب فورية مقابل خسائر (أو فرص لخسائر) طويلة المدى، ورسالة كذلك بأن لا خطوط حمراء تمنع الاستهداف.

النتيجة المتوقعة فى المدى المنظور هى تراجع فرص أى صفقة رهائن أو وقفٍ لإطلاق النار. إن حدث تفاوض، فسيكون بعد أسابيع فى ظروف أكثر عدائية وأقل ثقة.

بالتأكيد الدوحة ستعيد حساباتها. واشنطن ستسعى لترميم قنوات التواصل والوساطة.. وتل أبيب -أو بالأحرى نتنياهو- سيحاول أن يفوز.

ما جرى لم يقرّب نهاية الحرب بل عمّق مأزقها. فقد ثبّتت إسرائيل منطق القوة، وأضعفت آخر الخيوط التى أمكن عبرها نسج حلول وسط. ومع كل ضربة تتلاشى فكرة الوساطة، وتتعاظم احتمالات أن تنزلق المنطقة مجددًا إلى حافة هاوية بلا قاع.

بين كل ما يحدث، يبقى قطاع غزة يدفع ثمن هذه الحلقة الجديدة من التصعيد.

arabstoday

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

ملكة القنوات

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان و«ضربة معلم»

GMT 16:35 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

نقش «سلوان» وعِراك التاريخ وشِراكه

GMT 16:33 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان... تحالف جاء في وقته

GMT 16:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

أين تريد أن تكونَ في العام المقبل؟

GMT 16:30 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

افتح يا سمسم

GMT 16:29 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

مأزق الليبرالية البريطانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدمة الضربة والأزمة الوشيكة صدمة الضربة والأزمة الوشيكة



البدلة النسائية أناقة انتقالية بتوقيع النجمات

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 11:05 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

شيرين عبد الوهاب أمام القضاء بتهمة السبّ والقذف

GMT 03:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 06 سبتمبر/ أيلول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab